هذا الرجل جلال السعيد محافظ القاهرة استطاع أن يفعل ما عجز عنه الآخرون رأيناه يخوض معركة شرسة مع اصحاب تلك الابراج المخالفة اللعينة ولم يتراجع عن قراره الشجاع بهدم وإزالة كل عقار مخالف وهو ما يجري في بلدنا دون مهاودة.. لأول مرة سمعنا في عهد مبارك من أحمد نظيف حينما كان رئيسا للوزراء سمعناه يعلن أنه لا تهاون مع هؤلاء المخالفين اصحاب الابراج التي تم بناؤها في غفلة من الزمن وبدون ترخيص لكن ما قاله تبخر ونجد العاصمة علي وجه الخصوص تمتلئ بالأبراج وتنتقل العدوي إلي المحافظات الأخري بسرعة البرق وينتج عن هذا العبث تلك الازمة المرورية المدمرة التي ينتج عنها احتراق اعصاب المواطن الضحية لنسأل انفسنا لماذا فشل نظيف ونجح المحافظ جلال السعيد والقرار كان واحدا لكن ضرب به عرض الحائط حينما أصدره نظيف بينما يطبق بكل حزم في وقتنا الحاضر.. الواقع يكشف أن اللوم لا يوجه الي نظيف بقدر ما يوجه الي النظام ككل في عهد مبارك، حيث الفساد شاع كالأورام السرطانية لنجد رؤساء الاحياء ومهندسي التنظيم يصبحون من اصحاب الثروات بقدرة قادر واصبح أمرا مألوفا أن نجد رئيس الحي يمتلك الفيللا الفاخرة في التجمعات العمرانية والسيارة الفارهة وينضم فجأة الي أهل الصفوة بينما مرتبه لا يتجاوز بضعة مئات فمن أين أتي بهذه الثروة والممتلكات العقارية؟ لم يكن مطلوبا منه سوي ان يغمض عينيه فاغماض العين هنا هو الطريق المختصر الي جمع الاموال ويابخت من نفع واستنفع وشيلني واشيلك كيف تمتلئ البلاد عن آخرها بتلك الابراج المخالفة إنه نتاج الفساد في عهد مبارك وكيف ننتظر ان يكون هناك التزام واستجابة لما أراده أحمد نظيف بينما قيادات البلد جميعها مخالفون ومتربحون ومتحاليون ومنتفعون من مناصبهم وكل منهم المنصب يراه الدجاجة التي تبيض له ذهبا وبناء عليه فإن مواجهة الفساد في عهد مبارك كانت امرا متعذرا للغاية أما بعد رحيله ورحيل من معه الأمر يختلف كثيرا لكن هذا بالطبع لا يمنع من القول إن قرار المحافظ السعيد بالإزالة لم يكن سهلا بل ويحسب ويسجل له حيث المساكن بها قاطنون فأين يذهبون؟ ومن هنا كانت مناشدته ان كل ساكن عليه ان يتحري بدقة قبل ان يسكن ويمتلك ويتبين عما اذا كان العقار له ترخيص ومستوفي كل اجراءاته وقرار المحافظ يتم تطبيقه اليوم علي قدم وساق وينطبق علي الجميع دون خيار وفاقوس ومن هنا فلن نجد مخالفات تطل علينا من جديد فالمخالف يعلم ان خراب سيكون في هذا الفعل ولن يتجرأ احد علي ارتكابه وبناء عليه لن نجد مخالفات من أي نوع سواء اعتداء علي أراض زراعية أو أراضي الدولة او ما إلي ذلك. كانت هناك مهازل بالفعل في هذا الامر، كنا نجد من ملاك تلك العقارات الذين تمرسوا علي ارتكاب تلك المخالفات ان يخصص وحدة سكنية لأحد كبار المسئولين في الدور الأخير للعقار ومن هنا لا يجرؤ احد ان يقترب وهناك احد القيادات السياسية التي كان لها بريقها ونفوذها في عهد مبارك كان له ولمعاونيه في موقعة السياسي المميز للغاية ولنجليه ايضا كان له نصيب الاسد من تلك الوحدات السكنية في الابراج الفاخرة وجميعا في الدور الاخير وبمجرد ان يتم التخصيص يكون هذا المالك المخالف قد حصل علي الصك الذي بموجبه يتمادي في مخالفاته ولا أحد يحاسبه. قال لي محافظا بواحدة من أهم المحافظات الساحلية واستلم منصبه في اواخر عهد مبارك انني في حيرة ماذا أفعل وانا أري المحافظة تمتلئ بالعقارات المخالفة واذا تصديت لاصحابها وقررت الهدم والإزالة سوف افتح علي نفسي ابواب جهنم لاني أري الفساد والمفسدين حولي من كل جانب والمحافظ الذي سبقني صحيح انه رجل نزيه لكنه يوقع مضطرا للعديد من نواب الحزب الوطني في التجاوز عن المخالفة وتوصيل المرافق الي المخالفين وبالطبع النواب هنا منتفعون واصحاب مصلحة ولن تكون وساطتهم لوجه الله وقال إنني اخشي في ظل مخالفات صارخة في البناء تم التجاوز عنها أن تتعرض المحافظة لمسلسل لا نهاية له من انهيارات المباني علي رءوس سكانها. وتركت المحافظ ومضت السنوات لأجد نبوءة المحافظ ومخاوفه تتحقق حيث اري تلك الانهيارات المتوالية في تلك المحافظة المنكوبة، سوف تواصل حكومة محلب جهودها في التصدي للمباني المخالفة لانها متيقنة ان طريق الاصلاح يبدأ بتطهير البلاد من الفاسدين والمفسدين.