تقوم العمليات الإرهابية علي شق فكري وآخر عملي والجانب العملي يمكن السيطرة عليه أو تتبعه أمنيا لكن الجانب الفكري يصعب تعقبه والتحكم فيه خاصة في ظل ثورة الاتصالات والإمكانيات التكنولوجية الهائلة التي نتوفر عليها اليوم في مجتمعاتنا. وهو ما تستغله الجماعات الجهادية والإرهابية للتجنيد والتأثير في هذه العناصر التي لا تربط بينها علاقات والمتواجدة في أماكن متفرقة في العالم 'كتائب الذئاب المنفردة' مصطلح أنتشر كثيراً هذه الفترة, , فهي الجيل الرابع لتنظيم القاعدة و يدل علي قيام شخص او أشخاص، غير منظمين، لا يخضعون الي تنظيم هرمي، يستلمون منه التعليمات للقيام بعمليات ارهابية، بل يقوم الشخص او الاشخاص، بالتخطيط والتنفيذ ضمن إمكانياتهم الذاتية. أغلب الأشخاص المنفذين لمثل هذه العمليات، يكونوا من الشخصيات السوية الاعتيادية والتي لاتثير الشك في سلوكها وحركتها اليومية.. فيتم تحويل الشخص من مواطن عادي الي جهادي مفخخ.. فتشكلت 'الذئاب المنفردة' في مصر من شباب جماعة 'السلفية الجهادية' من تلاميذ محمد الظواهري وأحمد عشوش وداود خيرت, , و تم تسليحها في عهد المعزول مرسي عن طريق تهريب تلك الأسلحة من النفق الذي كان يسيطر عليه خيرت الشاطر بمنطقة الحلوات علي الحدود برفح فهو تنظيم ظهر لمواجهة مشكلة التمويل والنقص في القيادات الميدانية من الجيل الاول للقاعدة، الذين تقدم بهم السن وخرجوا من الخدمة.. و تقوم عمليات الذئاب المنفردة عادة علي مبدأ التمويل الذاتي المحدود والاستعانة بالمواد التي تدخل في صناعة المتفجرات والتي يمكن الحصول عليها في الاسواق دون ان تجلب الانتباه والمراقبة, , أغلبهم لا يتردد إلي المساجد، ويتقن اكثر من لغة مع اجادة لعالم الإنترنت والتقنيات الحديثة. الذئاب المنفردة، ظهرت باعتبارها البديل الي عمليات تنظيم القاعدة المركزي.. و المراقبون يجمعون بأن القاعدة لم تعد بعد تنظيم مركزي يعطي التوجيهات والتمويل، بقدر ما أصبح أيدلوجية يمكن تبنيها من قبل الشباب. هذا النوع من العمليات جاءت بديل الي عجز التنظيم المركزي بعد تعرضه الي ضربات قوية من قبل الولاياتالمتحدة وبعد مطاردة واصطياد اغلب قياداته.. فكانت بداية هذه الكتائب عام 2009 في ساحة التايمز سكوير في نيويورك عندما قام فيصل شاه زاد الباكستاني البريطاني الجنسية بمحاولة تفجير سيارة مفخخة , , وكذلك في محاولة النايجيري 'عمر الفاروق عبد المطلب' بتفجير عبوة علي متن طائرة اميركية متجهة من امستردام الي الولاياتالمتحدة عام 2009 وعملية المجند الاميركي من اصل عربي نضال حسن الذي اطلق النار علي زملائه في قاعدة فورد العسكرية في الولاياتالمتحدة عام2009. وبدأت تظهر في مصر منتصف شهر نوفمبر 2013، وأصدرت حتي الآن 3 بيانات، تبنوا خلالها بعض العمليات الإرهابية، من بينها تفجير المحول الكهربائي التابع للمخابرات الحربية , , والأسبوع الماضي فجروا 4 سيارات لضابط شرطة و أسرته بمدينة نصر, , و منذ يومين قاموا باغتيال محمد عيد المقدم بقطاع الأمن الوطني, ويتوعدون بمزيد من الهجمات الإرهابية فأن التغيير في نوعية المواجهة والصراع مابين القاعدة وخصومها، تحول الي مواجهات إستخبارية غير تقليدية، تستخدم فيها التكنلوجيا والتقنية الحديثة. لذا شهد جيل القاعدة الثالث والرابع سرعة بالحركة ومرونة بالتنقل بعد استغلاله التكنلوجيا الحديثة في الاتصالات.. وان الخلايا الفردية تمثل تحديا و أرباك لأجهزة الأمن والاستخبارات خاصة، لانها خلايا غير هرمية وغير تقليدية لذا يجب تفعيل جهاز الأمن الوقائي، و تشديد الرقابة علي المواقع الجهادية، التي تجند الشباب، وتقدم لهم مفاهيم مغلوطة عن الجهاد، وتوفر لهم تدريبا ماديا ولوجستياً علي كيفية الاغتيالات والتفجيرات.