مع ما نشاهده من أعمال بلطجة وإرهاب.. نري لزاما أن نعود إلي تناول قضية الإرهاب: تعريفه ومواجهته.. التي كانت بدايتنا معها مبكرة، واستمرت حتي هذه اللحظة.. حيث اجتهدنا في تعريفه، وكيفية مواجهته عام 2001، وأكدنا ذلك طوال هذه السنوات، وطالبنا بإقرار تعريفه دوليا عبر منظمة الأممالمتحدة. وتعريفه ببساطة ودقة 'وفق اجتهادنا مبكرا': هوفعل عدواني يتمثل في استخدام غير مشروع للقوة.. يوجه ضد الغير أوالآخر فيما يملك 'وهو ما سيتم توضيحه'.. بالاعتداء والإيذاء والقتل والضرب والاغتصاب والاستيلاء والاحتلال والتعطيل.. والذي من شأنه ترويع الآمنين الأبرياء العزل.. وفقا لمخطط خارجي أوداخلي أوبدافع شخصي.. لتحقيق أهداف ومنافع وأطماع شخصية أوسياسية ضارة بالأفراد أوالمجتمع أوالدولة. وينطبق التعريف علي كل من شارك سواء بالتمويل أوالتخطيط أوالتجنيد أوالتدريب أوالتستر. ويندرج تحت ذلك إرهاب الفرد أوالجماعة أوالتنظيم أوالدولة. ونعود للتوضيح.. فنبين: أن الغير أوالآخر الذي تضمنه التعريف.. قد يكون 'أفرادا أوجماعات من الشعب أوالجيش أوالشرطة'. وأن فيما يملك.. قد يكون 'خاصًا أو عامًا'.. ويضم النفس أوالحياة، والجسد، والعرض، والمال، والأرض، والمنشآت 'سواء كانت اقتصادية أو زراعية أو صناعية أو سياحية أو تجارية، أو خدمية أم تعليمة أو دينية أي دور العبادة، أوسيادية، أوأمنية، أوعسكرية، ومكونات البيئة 'من مياه وهواء وأرض' والدستور، والقوانين واللوائح المنظمة للحياة والعمل، والحريات. ولعل هذا التعريف.. يعد أفضل 'لكونه أعم وأشمل وأوضح وأدق' من التعريفات التي تم طرحها للإرهاب مؤخرا علي المستوي العالمي.. ومن بينها: أنه ترويع المواطنين الأبرياء العزل لتحقيق منافع سياسية. كما قد يكون مفيدًا ومضيفًا عند مناقشة مشروع قانون مكافحة الإرهاب.. حتي يندرج تحت الإرهاب أعمال البلطجة ويتم إخضاعها لهذا القانون، مما يمكن من التصدي لها والقضاء عليها.. وحتي يتيح ذلك مواجهة الجماعات والمنظمات والدول المتورطة في الإرهاب والراعية له. * أما عن كيفية مواجهة الإرهاب؟ فإن ذلك يتم من خلال عمل يسير بالتوازي والتزامن.. يتضمن: ** إقرار تعريف الإرهاب... وإصدار قانون مكافحة الإرهاب الذي يفرض عقوبات قاسية رادعة ضد المتورطين في أعمال الإرهاب. ومحاسبة المتورطين بحزم وفق القانون الحالي إلي حين صدور هذا القانون المرتقب 'القانون الخاص بمكافحة الإرهاب'. ** التصدي للإرهاب بالمقاومة المشروعة.. وهي رد فعل تجاه هذا الإرهاب 'وفق ما تم تعريفه' يتيح استخدام القوة والكفاح والجهاد المسلح لدرء هذا العدوان وهذا الإرهاب. ** القضاء علي الظروف والبيئة المناسبة لنموخطر الإرهاب.. بإقرار الحق والعدل وعدم الكيل بمكيالين.. وبتحقيق التنمية.. وبنشر وتعميق الثقافة الدينية وفق منهج الدين الحق الذي أراده الله الذي لا يعرف التطرف ولا الغلو وقوامه الوسطية.. واهتمامه بالجوهر، حيث السلوك القويم والعمل المخلص والمعاملة الحسنة. * والذي لا ينشغل بالقضايا الفرعية الهامشية التي تشق الصف وتثير الخلافات، وتؤدي إلي إهمال وتجاهل قضايا مهمة، حيث التخلف والفقر والبطالة والسلوك الإجتماعي المعيب.*والذي لا يسعي إلي إفساد هذه الأرض الطيبة وتدمير الحياة بها. *والذي لا يعرف التكفير.. واستخدام العنف والعصف بالأمن والأمان.. وترويع الآمنين.. والتأله علي الله بالحكم علي العباد بإنهاء آجالهم! *والذي لا يعرف المتاجرة بالدين وتسييسه حيث الدين أسمي من أن يسيس ' وقد سبق التأكيد علي ذلك منذ أكثر من تسع سنوات وحتي هذه اللحظة '' ومن شأن هذه الثقافة الدينية الصحيحة – كما تم توضيحه – أن تشكل حائط صد يصعب اختراقه من قبل أصحاب الأفكار المتطرفة.. الذين يستغلون سطحية بعض المواطنين وعدم إلمامهم الجيد بأمور الدين الحق.. ويقومون بمحاولة إقناعهم بهذه الأفكار الخاطئة لينضموا إلي صفوفهم. **إجراء حوار مع أعضاء الجماعات الدينية والأحزاب الدينية المسيسة 'ومن معظمها ينبت ويولد التطرف، حيث المفاهيم والمناهج والأفكار الخاطئة المنحرفة المظلمة المتطرفة' والذي من شأنه أن يكشف عن مدي جدية المشاركين في الحوار ... حيث سيتبين الراغبون في الحوار، والذين يكونون علي استعداد لتصحيح المفاهيم الخاطئة البعيدة عن الدين الحق الذي أراده الله 'كما تم توضيحه'.. كما يتبين الفاسدون المأجورون المدفوعون الضالون المضللون، وهؤلاء لا يستجيبون للحوار، حيث لا يوجد لديهم الاستعداد لتغيير أفكارهم ومفاهيمهم الخاطئة المنحرفة المظلمة المتطرفة البعيدة عن نهج الدين الحق الذي أراده الله، ومن ثم يجب مراقبتهم ومتابعتهم لرصد تصرفاتهم وسلوكهم، وكشفهم عند ثبوت تورطهم في أية أخطاء من خلال قيامهم بالدعوة أوالتجنيد أوالتحريض أوالتمويل أوالمشاركة، ومحاسبتهم بكل حزم وفقا للقانون. ** التواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية ومراكز صنع القرار ومراكز تكوين الرأي العام علي مستوي العالم.. عبر كل السبل المتاحة بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات.. لكشف الإرهاب وتعريته.. وتنظيم التعاون الدولي لمواجهته وتكوين رأي عام عالمي ضاغط ضد الإرهاب. ** عقد مؤتمر دولي للإرهاب من خلال منظمة الأممالمتحدة.. للاتفاق علي تعريف واضح وشامل للإرهاب.. وتحديد الموقف حياله.. وتنظيم التعاون لمواجهته، متضمنا تجفيف منابع الإرهاب، من خلال تجريم تمويل الإرهاب ومصادرة مصادر التمويل وإلزام الدول بتسليم الإرهابيين ... ومعاقبة الدول غير الملتزمة. وهكذا يكون قد تم تعريف الإرهاب وتحديد كيفية مواجهته.. فهل من سميع أومجيب؟ [email protected]