قالت صحيفة 'يو إس إيه توداي' الأمريكية، إن مصر صنعت تاريخا، الأسبوع الماضي، بالاستفتاء علي دستور أفضل كثيرا مما سبقه من دساتير في تاريخ هذه الحضارة العتيقة، بما ينص عليه من ضمانات لحقوق النساء، وحظر للتمييز الديني ووضع إطار لحكومة أكثر مدنية. وانتقدت الصحيفة، في تقرير علي موقعها الإلكتروني أمس الأربعاء، الأصوات الخارجية 'الأمريكية' المنددة بالاستفتاء ونتائجه، قائلة إنه كان من الأحري لأصدقاء مصر، الاحتفال معها بهذا الحدث، بدلا من توجيه الانتقاد لها، والدعوة لمقاطعتها في تلك اللحظة الفارقة في تاريخها. وأشارت 'يو إس إيه توداي'، إلي مقال كتبه مجلس تحرير صحيفة واشنطن بوست مؤخرا، وصف فيه عملية الاستفتاء، بأنها 'ديموقراطية زائفة'، وطالب بقطع كافة المساعدات الأمريكية الموجهة إلي مصر، ورصدت 'يو إس إيه توداي' كذلك، تلميحات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بأن عملية التصويت علي الدستور في مصر، شهدت تزويرا، علي الرغم من عدم توفر ما يثبت أيا من تلك الدعاوي. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن دعاوي كيري تتجاهل حقيقة مقاطعة جماعة 'الإخوان' للاستفتاء، وهو ما قد يشرح قلة عدد الأصوات الرافضة للدستور، هذا بالإضافة إلي ضعف الحضور الجماهيري بالنسبة لما كان متوقعا. ونقلت الصحيفة، عن فرانك ويزنر، السفير الأمريكي السابق، لدي مصر، القول: إن الانتقادات التي تم توجيهها للدستور المصري، لا أساس لها من الصحة، مضيفا أن هذا الدستور جيد للغاية، حيث يفتح الباب للمشاركة السياسية، وموضحا أن ما يقلق الأمريكيين من هذا الدستور، إنما يتعلق بتحصين وضع الجيش والشرطة والقضاة.. لكن، هذا انعكاس للواقع السياسي المصري، فالمصريون يريدون تحصين هذه الجهات.. إنها مسألة تتعلق بالغريزة، فثمة حقيقة تقول، إن المصريين يكرهون الفوضي.. إنهم يشاهدون ما حل بالعالم العربي ويقولون: 'هل نحن نسعي للحاق بليبيا أو سوريا أو اليمن؟ لا، إننا لا نريد الفوضي'. ورصدت 'يو إس إيه توداي'، استياء عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين التي صاغت الدستور، وإحباطه من تجاهل الغرب، لهذا الاستفتاء الذي يحمل طبيعة تاريخية، بحسب وصفه. واختتمت الصحيفة تقريرها، بقول الدكتورة مني مكرم عبيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعضو مجلس الشوري سابقا، ' الأجواء ليست وردية.. لكن مصر بدأت تتحدث عن نفسها بطريقة جديدة أكثر ديموقراطية وحداثة.. لقد بدأت تخطو علي طريق الديموقراطية'.