قامت صحيفة (يو إس إيه توداي) الأمريكية الصادرة اليوم الإثنين بعرض وجهات نظر بعض المحللين السياسيين والصحف الأمريكية إزاء ما جرى في مصر خلال الفترة الماضية. فقد نقلت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- عن الكاتب والمحلل السياسي ديفيد روثكوبف قوله: "إن هناك واقعا يبعث على القلق يتمثل في أن خيارات الولاياتالمتحدة للرد على الأحداث الراهنة بمصر كانت ضعيفة وعاجزة بدرجة أنها لم تحدث أي تأثير... فقد اقترح البعض ضرورة أن توقف واشنطن مساعداتها العسكرية التي تقدر ب3ر1 مليار دولار أمريكي إلى القاهرة، غير أن مثل هذا الأمر سيؤدي إلى تقويض النفوذ الأمريكي في مصر". ومع ذلك، أشار روثكوبف إلى إصدار الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته العديد من البيانات شديدة اللهجة للتنديد بأعمال العنف التي جرت في مصر، ثم قرار البيت الأبيض بإلغاء المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها مع مصر سنويا. من جانبها، رأت صحيفة (بوسطن جلوب)، في افتتاحيتها التي رصدتها (يو إس إيه توداي) أنه بينما يبقى من الخطورة للغاية إلغاء جميع أشكال المساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر برمتها، والتي تدعم اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل، فإن الخطوات المؤقتة التي اتخذتها واشنطن حيال الموقف في مصر تستطيع من خلالها توجيه رسائل قوية للقاهرة. وقالت صحيفة (وول ستريت جورنال) إن دور الولاياتالمتحدة وسط هذه الفوضى العارمة التي عمت الشرق الأوسط يجب أن يركز على حماية المصالح الإستراتيجية الأمريكية، والتي تعني في هذه المرحلة ضرورة تجنب وقوع حروب أهلية بدول المنطقة حروب تؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط. وأردفت الصحيفة الأمريكية تقول: "إن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى رؤية مصر دولة مستقرة ترفض وجود تنظيم القاعدة على أرضها، بل وتحترم اتفاقية السلام التي أبرمتها مع إسرائيل وتتبنى عملية سياسية تساهم في تسوية النزاعات المحلية من دون اللجوء إلى العنف، ومن الضروري أن تحث واشنطن القيادات المسئولة في مصر على سلك هذا الدرب من دون التحيز إلى أي طرف سواء كان جماعة الإخوان المسلمين أو القوات المسلحة. وأخيرا، ذكرت صحيفة (ميامي هيرالد) الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لم تمارس دورها بشكل جيد إزاء الأحداث في مصر إذ أنها لم تسمع الأصوات المصرية التي تقول، إن ما حدث من تدبير واشنطن، وبغض النظر عما اقترفته الإدارة الأمريكية من أخطاء، فإن الشعب المصري هو من بدأ ثورته وهو المسئول عن ضياعها من بين يديه-على حد قولها - إنها كارثة مصرية لا يوجد بها فائز من أي جانب، لذلك فالأمر متروك للمصريين لإنقاذ وطنهم.