أعجب من جيل لم تشهده مصر ولن تشهده.. جيل غاب عنه الضمير.. فقدان المشاعر الوطنية تجاه وطن، نحن بدونه لا نساوي شيئا.. وطن اعطانا الكثير من الحماية وأسباب الحياة.. أتحدث عن شرذمة من فاقدي الحياء، والتي لم تعرفهم مصر طوال تاريخها.. منذ إنشاء أول جامعة أهلية، وطلاب الجامعة مضربًا للأمثال في الوطنية والعلم.. لم أسبق كلمة الوطنية علي كلمة العلم مصادفة بل أعنيها، فهي موروث مصري من آلاف السنين، وكانت مصر تسمي المعلم 'المؤدب' ومن الموروث الشعبي 'الأدب فضلوه علي العلم'. ما يجري في باحات الجامعات المصرية، من تظاهرات عنيفة للطلبة، واعتذر عن تسمية هذه الشرذمة بالطلبة.. الطالب المصري كان دائمًا ما يضع الجامعة تاجًا فوق رأسه، يفاخر بانتمائه إليها.. يزهو في المحافل العلمية بانتسابه وبمصريته داخل البلاد وخارجها.. ارجعوا لتاريخ الحركة الوطنية، وان جانبًا كبيرًا من استقلال مصر، والدفاع عن حريتها وكرامتها، وقع علي اكتاف الحركة الطلابية المصرية.. كانوا مثلاً أعلي، احترمتهم قوي الاستعمار علي مختلف جنسياتهم.. تاريخ الحركة الطلابية لن ينسي الشهيد عبد الحكم الجراحي 'كلية الآداب' - محمد عبد المجيد مرسي 'كلية الزراعة'- علي طه عفيفي 1933.. ولن ينسي من رفعن رأس مصر عاليا 'عائشة عبد الرحمن- سهير القلماوي- أمينة السعيد'.. ما يجري اليوم في شوارع الجامعات المصرية، من الخارجين علي القانون شباب ضد وطنهم، لحساب أجهزة استخباراتية استعمارية، وبالأجر المدفوع مقدمًا، ودليله علي ما قام به من تخريب، يقدمه علي كاميرا تليفونه المحمول، ليؤكد بالوثائق انه قام بالمتفق عليه، مع البلطجية وسماسرة المظاهرات، ومن ثم يمد يده ليقبض ثمن جامعة مخربة، ووطن متخلف. وهذا ما يفسره مشهد كاميرات المحمول في أيدي كثر من المتظاهرين المرتزقة. مخطط لتصبح قوة مصر وعلمائها ومبدعيها، في ذيل قائمة طلاب جامعات الدول الشقيقة والمجاورة، وتنعقد لهم الأسبقية دونكم في أسواق العمل، واكاديميات العلوم الحديثة ومعاهد الأبحاث الأجنبية، وإذا ما أراد خريجو جامعاتنا الالتحاق بجامعات الخارج، لا تقبلهم جامعات أوربا وأمريكا علي رأسهم، لأن جامعاتكم سقطت إلي أدني تصنيف للجامعات بالعالم. إن ما يحدث اليوم في الجامعات المصرية سببه الرئيسي مجانية التعليم، والتي يجب ان تقتصر علي الجادين المتقدمين علميا، أو الأذكياء من غير القادرين، لتنعم مصر بوفرة من العلماء والمبدعين نفاخر بهم، ولا نساهم في جيوش البلطجية الكارهين للعلم والتعلم.. من يدلني في تاريخ الحياة الجامعية، عن طالبات يمسكن بشعر اساتذتهن ويجردوهن من ملابسهن ويصوروهن عاريات.. حدث لا يخرج من طالبات لهن عائلات مسلمة مصرية، سلوكيات الغجر، تصرفات متشردات لم يجدن من يقول لهن عيب 'وكخ'.. لم يعشن حياة تعرف الأدب أو الأخلاق، لا يصلحن أن يكن أمهات مستقبل، أو رائدات في الطب أو العلوم أو التربية.. طالبات وطلبة لا يستحقون تعليم بالمجان.. أطفال الشوارع أولي بهذه الميزانيات.. الجامعات المصرية ومدنها الجامعية ليست ملاجئ، ولا دور إيواء للشواذ والخارجين علي القانون.. أموال دافعي الضرائب، أولي بها فقراء النجوع والكفور، وليست لبلطجية يحرقون سيارات الشرطة والمواطنين، ويعطلون وسائل الانتاج.. أموال دافعي الضرائب لتحسين حال الشقيانين العرقانين من الفلاحين والأيدي العاملة.. أحق بها معاهد أبحاث فيروسات الكبد.. مرض يهد قوي الانتاج من الفلاحين والعمال، من يخرجون في ذروة البرد تحت درجات حرارة متدنية شتاء، ولهيب يلفح الوجه صيفًا، يشربون مياه الترع والمصارف وينتجون الغذاء لمن لا يستحقونه، بلطجية الجامعات مكانهم الطبيعي دور التأديب والإصلاح. أموال دافعي الضرائب لتحسين حال الشقيانين العرقانين من الفلاحين والأيدي العاملة الكادحين.. أموال لم يأت بها حاكم ولا حمل 'صرة الدنانير' لنا وزير.. لا بد أن تخصص لمدارس ومستشفيات لأهلينا في الصعيد، المحرومين من كل أسباب الحياة.. يتعلم ويتعافي بها أولادهم، ذخيرة الإنتاج في المستقبل، صناع رفاهية الوطن.. هم أولي بالرعاية.