المطاريد هم المطاردون من قبل الدولة والمؤسسات والجماعات لارتكابهم جرائم جنائية ولهذا فهم يلجئون إلي الاختباء في الجبال بالصعيد وسيناء والأماكن الوعرة في أنحاء مصر، وفي سيناء يسمونهم هناك بالمجنيين ويقصد بهم المطاريد من الخارجين علي الدولة وعلي القانون، فأثناء ثورة 25 يناير قام التنظيم الإخواني بالتعاون مع الإرهابيين بفتح السجون المصرية وتمكن عدد كبير من المساجين من قيادات الإخوان والإرهابيين ومن المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد من الهروب إلي الأماكن الجبلية والكهوف الوعرة وتياهات الجبال جنبا إلي جنب مع الخائنين والمتآمرين والقتلة والعملاء وتجار المخدرات والتهريب بسيناء، وعندما وصل الإخوان إلي الحكم استطاعوا بمعاونة الرئيس مرسي أن يفتحوا مصر علي مصرعيها أمام الجماعات الجهادية القادمة من أفغانستان وغيرها من الدول ومدهم بالمال وتجميعهم مع نظائرهم من المساجين التي تم الإفراج عنهم في جبل الحلال بسيناء وإعطائهم صلاحيات كبيرة بالمرور داخل وخارج مصر وفتح منافذ ومواقع اتصال لهم مع نظائرهم من جماعة حماس، ناهيك عن قيام مرسي بمنح الجنسية المصرية لكثير من الفصائل الفلسطينية لاستخدامهم جميعا من قبل الإخوان والتنظيم الدولي وقت الضرورة والعمل من خلالهم علي إسقاط الجيوش العربية وآخرها الجيش المصري الذي كان يقف حجرة عثرة أمام تحقيق هدفهم لقيام دولة الخلافة الإسلامية بعد التخلص من الأنظمة الحاكمة والسيطرة الإخوانية المطلقة علي مصر، ولولا صحوة الشعب المصري وجيشه العظيم في ثورة الثلاثين من يونيو لتمكنوا من ذلك، ولا يمكن أن ننكر أن تلك العناصر مجتمعة قد وجهت الكثير من عملياتها الإرهابية والتخريبية التي استهدفت رموزنا من قيادات الجيش والشرطة والدولة وغيرها من الآمنين من شرفاء الوطن الذين قاموا بالثورة وماتوا علي أيدي هؤلاء إضافة إلي حرقهم وتخريبهم للممتلكات العامة والخاصة في مصر والتي لا يسأل عنها غير مرسي والإخوان، ومع قيام الشعب بعد ثورة يونيو بتفويض الجيش والشرطة لمكافحة الإرهاب استطاعت الدولة وبخطة قوية أن تتصدي له وتواجهه في بؤره للقضاء علي خلاياه والقبض علي قياداته الخطرة ورغم ذلك مازالت هناك عناصر هاربة داخل مصر و عناصر أخري تمكنت من الهروب إلي الخارج. وكانت دولة قطر من أوائل الدول التي تأوي الإرهابيين والجهاديين علي أراضيها وعلي رأسهم حركة تنظيم القاعدة وقيادات حركة طالبان بالتنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التي فتحت جبهات الحوار معهم وأنشأت لهم مقر دبلوماسي بقطر وضمت إليهم جميع القيادات الجهادية والإرهابية للتنظيم الدولي للإخوان الذي تموله أمريكا ودول غربية إضافة إلي تركياوقطر وجهاز المخابرات الإسرائيلية لتنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في دول الربيع العربي من خلال قيام التنظيمات الإرهابية علي زعزعة الأمن والاستقرار وانهيار الاقتصاد في تلك الدول والعمل علي إسقاط جيوشها والتسبب في خرابها مقابل تمكين التنظيم الدولي للإخوان من إقامة خلافته الإسلامية المزعومة. ومن المؤسف والمخذي حقا أن القطريين بدلا من أن يستغلوا ما أنعم الله به عليهم من نعم وثروات في بناء حاضرهم ومستقبلهم أو مساعدة جيرانهم من أشقائهم العرب فإنهم راحوا يستغلون تلك الأموال من أجل المساهمة في المخطط الصهيوني وإيذاء الدول العربية وجعل قطر وطن قومي جديد يضم كل الخارجين علي أوطانهم من المطاريد والإرهابيين الخارجين علي كل القيم الدينية والإنسانية وراحوا يمدونهم بالمال والأسلحة المتقدمة والمواد الناسفة وأجهزة التصنت والتجسس وتسهيل هروبهم وتنقلاتهم بين الدول من أجل تخريب البلدان الآمنة، كما جعلوا من بلدهم قاعدة أمريكية كبيرة لمحاصرة المنطقة وتهديد استقرارها، ويستخدمون ضيوفهم من الإرهابيين من الإعلاميين ورجال الدين الهاربين من بلادهم كبوق دعايا لهم لا يتوقف عن السب، والكذب، والتضليل وتصدير حقائق مغلوطة ويعملون علي تضخيمها لتشويه الصورة، في حين أن قطر التي تتدخل في شئون البلدان علي هذا النحو السافر لا يمكن أن تسمح للغير بانتقاد رموز النظام بها أو انتقاد مؤسساتها أو انتقاد العلاقة بينها وبين المسئولين في إسرائيل ولا بانتقاد القواعد الأمريكية بها، ومع هذا فإنهم يسمحون لأنفسهم بالخروج علي القوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول بتدخلهم في الشئون الداخلية علي غرار ما يحدث في مصر الآن مستخدمين الكاميرات الخفية لقنواتهم الفضائية التي تعمل في كل اتجاه وجاعلين بلادهم مأوي وملاذ للخونة والإرهابيين وتسكينهم في أرقي الأماكن بعد أن كانوا مطاردين في الجبال كمكافأة لهم علي ما يقدموه وما يمكن أن يقدموه لاحقا باعتبارهم الأداة الحقيقية لتنفيذ مخطط الفوضي الخلاقة بالمنطقة، والدليل علي ذلك هروب الكثير من القيادات التكفيرية إلي قطر لكي تنضم إلي القيادات المصرية التي هاجرت من قبلهم إلي قطر للانضمام مع الفصائل الجهادية الأخري لإحداث المراجعات اللازمة ولعقد الاجتماعات المنتظمة بالتنسيق مع الاجتماعات المماثلة في اسطنبول وفي لندن وجنيف أيضا، يحدث ذلك الآن بعد أن شعرت تلك التنظيمات باقتراب نهايتهم لما يتعرضون له من تصدي من قبل السلطات المصرية بعد أن قضت علي الكثير من معاقلهم واعتقلت الكثير من قياداتهم وأصبحوا بذلك علي حافة الهاوية، ولهذا فهم يرون أنفسهم الآن في خندق واحد يسعي من أجل بقائه ورسم خطته للمستقبل. وفي الوقت الذي كانت تقوم به الأجهزة الأمنية بمصر للبحث عن عناصر إرهابية مطلوبة وعلي رأسها عاصم عبد الماجد اكتشفت الدولة هروبه إلي دولة قطر ووجوده في أحد فنادقها وهو الذي ارتكب الكثير من الجرائم بداية من تورطه في اغتيال الرئيس السادات وقتله للكثير من جنودنا بمدرية أمن أسيوط سنة 1981 واشتراكه في التحريض والعنف ضد الدولة والجيش والشرطة من علي منصة رابعة واشتراكه في أحداث القتل وتخريب الكنائس في محافظة المنياوأسيوط وغيرها من الجرائم، كما اكتشفت الدولة هروب الإعلامي خالد عبد الله بقناة الناس سابقا وكل من طارق الزمر، وممدوح علي يوسف، وإسلام العربي المتحدث السابق باسم التنظيم في أفغانستان، وحمدي زوبع وأشرف بدر الدين وإيهاب شيحة، وأيمن نور في لبنان وغيرهم من القيادات الإرهابية التي تتواجد بالدوحة واسطنبول وغيرها من المدن الأوروبية، ولكل ما سبق فإن قطر قد أصبحت أمام المجتمع الدولي مقرا ووطنا جاذبا للإرهاب وعناصر الجهاد ولا تنصاع إلي ما يقدم لها من صوت العقل والحكمة من رؤساء محيطها العربي والإقليمي بل إنها تصر وبلا خجل علي المضي قدما لأن تكمل هذا المخطط ولا تدرك من أنها دولة صغيرة في أيدي الكبار الذين يستخدمونها كأداة لضرب أشقائها، وهي لذلك تسخر طاقاتها وأموالها وأراضيها وأجهزة المخابرات والإعلام بها من أجل تنفيذ هذا المخطط الشيطاني، وهم يفعلون ذلك ولا يدركون معني قول الله تعالي ' بأن الله لا يهدي كيد الخائنين '.