مبادرة الإخوان للمصالحة لم تأت عفو الخاطر وإنما كانت متعمدة للتغطية علي حملة الاغتيالات التي بنوا حساباتهم علي تنفيذها ضد كل من يستشعرون أنه يمثل خطرا عليهم. بدأت العمليات مؤخرًا باغتيال ضابط الأمن الوطني المقدم 'محمد مبروك' المكلف بملف التجسس المتهم فيه المعزول 'مرسي'. ولقد تم اغتياله حتي لا يكشف المستور ويظهر تواطؤ 'مرسي' مع حماس وتنظيم القاعدة من أجل زعزعة الأمن في سيناء. القلق يتصاعد من أن يكون اغتيال 'محمد مبروك' هو الحلقة الأولي في سلسلة اغتيالات قد تطال رجال الشرطة والقضاء وغيرهم. مافعلته الجماعة يفصح عما تريده علي أرض الواقع، فهي بأفعالها تؤكد بالفعل أنها عاشقة للإرهاب تحيا من خلاله وبالتالي فلا يمكن لها أن تعيش تحت عباءة أي مصالحة. علامات استفهام ترتسم أمام حكومة 'الببلاوي' الذي يكتفي بتصريحات ووعود ويتحدث شفاهة عن مجابهة الارهاب بيد من حديد، بينما علي أرض الواقع لانري سوي العجز والضعف المهين. أداء الحكومة غريب عجيب إلي الحد الذي دفع بالبعض إلي أن يتحدث عن كونها حكومة مخترقة من عناصر تدين بالولاء سرًا للإخوان، وأنها سعيدة بما تراه من سقوط الضحايا في صفوف الجيش والشرطة دون أن تعتمد أي سبيل لوقف هذا الإرهاب الأسود وكبح جماح هؤلاء الظلاميين.يدعم هذه الرؤية خروج نائب رئيس الوزراء 'زياد بهاء الدين' ليتحدث عن المصالحة مع الإخوان.! ولا أدري عن أي مصالحة يراهن وهو يري جرائمهم وإرهابهم الأسود ليل نهار؟! الحكومة ألغت قانون الطوارئ وألغت قرار فرض حظر التجول بيد أنها لم تأت بالبديل الذي يملأ الفراغ ويقف حجر عثرة أمام الإرهابيين. ولقد سري الحديث عن إصدار قانون للتظاهر ولكن سرعان ماتم تعطيله وإرجاؤه، وسري حديث عن قانون ضد الإرهاب ولكن حل به ماحل بقانون التظاهر، ولهذا زادت حوادث الإرهاب والعنف وجرائم الخطف والاغتصاب والقتل وقطع الطرق دون أي حراك من الحكومة. هذه ليست حكومة تصريف أعمال وإنما حكومة تبديد الوقت وإهداره بعد أن غاب عنها التقييم السليم للوضع في الشارع المصري، فهي تتعامل مع مايحدث في مصر وكأنها تشاهد فيلما سينمائيا من أفلام الرعب والترويع والشذوذ والفوضي. حكومة 'الببلاوي' مجردة من الفعل والمسئولية. لم تقدم حلولا ناجعة لأي مشكلة بل علي العكس فمعها وبها زادت الأزمات استفحالا، ويكفي سيناريوهات الاغتيال التي شرع الإخوان والتكفيريون في تنفيذها. بدأت بضابط الأمن الوطني 'محمد مبروك' ليتعقبها المجزرة التي وقعت في العريش في العشرين من نوفمبر الحالي وراح ضحيتها 11 وجرح 37 من أبناء القوات المسلحة. وكل المؤشرات تكاد تجزم بأن الفاعل والمحرض الآثم هو المعزول ولن ننسي تهديده عندما قال بإن مرحلة الاغتيال مقبلة، ولن ننسي البيان الممهور باسمه والذي أعلنه محاميه 'الدماطي' في مؤتمر صحفي في الثالث عشر من الشهر الحالي بعد أن زاره في محبسه ببرج العرب وفيه يدعو ويحرض علي أخذ القصاص. وبالتالي فعلينا أن نتوقع من الآن فصاعدا سلسلة اغتيالات تنوي الجماعة تنفيذها في المرحلة المقبلة. وعليه يرد السؤال: ما الذي ينتظر 'الببلاوي' حدوثه بعد ذلك؟ الغريب أن الرجل لايحرك ساكنا، فلقد اكتفي بمراقبة المشهد عن بعد والتعقيب بالكلمات ولم يقم بتفعيل أي إجراء علي أرض الواقع في مواجهة مايحدث من آثام علي يد الإخوان الفئة الباغية..