استقبل إتصالاً من رقم مجهول علي تليفونه النقال ذو الماركة العالمية، تجاهل الإتصال ولم يجيب عليه، وبعد تكرار المحاولة مرات عديدة أجاب صاحب التليفون وهو أحد أعضاء منظمات حقوق الإنسان العاملة علي الأراضي المصرية.. الحقوقي: 'منفعلاً' ألو.. نعم.. من أنت وماذا تريد؟ كان علي الطرف الآخر مواطن مصري بسيط يعشق تراب وطنه.. المواطن: 'بهدوء' أنا مواطن بسيط. الحقوقي: وماذا تريد يا مواطن؟ المواطن: أريد لك كل الخير.. الحكاية وما فيها أنني أمتلك بعض الفيديوهات التي تدين رجال الشرطة، حيث هناك إنتهاكات خطيرة تُمارس ضد الإخوان داخل السجون المصرية تتنافي تماماً مع أبسط حقوق الإنسان. الحقوقي: 'مبتسماً' تحت أمرك يا مواطن، وعذراً علي إنفعالي عليك. المواطن: ولا يهمك. الحقوقي: 'متسائلاً' هل أنت إخواني؟ المواطن: لا، أنا ناصري، ولكني لا أرضي بظلم. الحقوقي: يبدو أنك إنسان ذو مباديء وخلق. المواطن: أشكرك. الحقوقي: لكن قل لي كيف حصلت علي رقم تليفوني؟ المواطن: أولاد الحلال كتير. الحقوقي: ما عدد هذه الفيديوهات؟ المواطن: حوالي خمسة عشر فيديو. الحقوقي: : تمام.. من الممكن أن أدفع لك في الفيديو الواحد ألف جنيهاً. المواطن: يعني خمسة عشر ألف جنيهاً!.. لم أستطع طوال حياتي أن أجمع هذا المبلغ. الحقوقي: إفرح يا مواطن فهذا اليوم يومك. المواطن: 'متسائلاً' لكن أخبرني ما مصلحتك في أن تدفع لي كل هذا المبلغ من قوت أولادك؟! الحقوقي: إنت لك أكل ولأ بحلقة. المواطن: علي رأيك! الحقوقي: لكن كيف سأستلم منك هذه الفيديوهات؟ إتفق الإثنان علي مكان ما.. تقابلا الإثنان بعد أن وضع كلاً منهما إشارة تم الإتفاق عليها كي يسهل علي كلاً منهما التعرف علي الأخر.. المواطن يسلم عضو حقوق الإنسان الفيديوهات ورفض أن يتسلم أي مبالغ نقدية من هذا الحقوقي.. فرح الحقوقي وحدث نفسه قائلاً: هذا رزق ساقه الله إلينا.. ذهب الحقوقي إلي بيته لمشاهدة الفيديوهات لإعداد تقرير عنها.. وبعد أن شاهد الفيديوهات.. الحقوقي: 'محدثاً نفسه' لقد خدعني هذا المواطن اللئيم، لكن الحمد لله أنه لم يتسلم مني أي مبالغ نقدية. وبينما هو كذلك يحدث نفسه إذ بنغمة تليفونه تقاطعه.. أجاب مسرعاً علي الإتصال.. الحقوقي: 'بغيظ شديد' أنت مواطن مخادع وغشاش. المواطن: هل شاهدت الفيديوهات؟ الحقوقي: نعم شاهدتها جميعاً. المواطن: وما تعليقك؟ الحقوقي: لقد خدعتني.. قلت لي بأن هذه الفيديوهات تدين رجال الشرطة والجيش، ولم أجد فيها ما يشير إلي ذلك ولو من بعيد، فكل هذه الفيديوهات ما هي إلا تسجيل لبعض الإعتداءات علي رجال الشرطة المصرية والجيش المصري في أماكن عملهم. المواطن: وياتري هل ستدين هذه العمليات الإرهابية الموثقة بالصوت والصورة والتي تُمارس ضد الأجهزة الأمنية؟ هنا يصمت الحقوقي ولا يتحدث.. المواطن: لما لا تجاوبني؟ ألست مصرياً ومحباً لبلدك مصر؟! إثبت لي ولكل الشعوب العربية المخدوعه فيكم أنكم حقاً تدافعون عن مباديء وقيم، وأنكم لستم أصحاب أجندات خارجية؟! الحقوقي: يبدو أنك لا تعرف طبيعة عملي! مهمتي هي مراقبة الحكومة في تطبيق معايير حقوق الإنسان علي الشعوب وليس العكس. المواطن: وهل رجال الشرطة والجيش ليس لهم أي حقوق إنسانية؟.. أم أن الحقوق الإنسانية حكراً علي أفراد الطابور الخامس والجماعات الإرهابية فقط؟!.. نعم لقد أيقنت أنكم جزء من هذا الطابور، والدليل علي صدق كلامي هو أن مقر منظمتك الحقوقية موجود في الدولة الراعية للكيان الصهيوني. الحقوقي: مباديء حقوق الإنسان هي مباديء عالمية ليس لها جنسية معينة. المواطن: نعم.. ولكن ما مصلحة الدول الراعية للكيان الصهيوني من الإهتمام بحقوق الإنسان في الدول المعادية للصهيونية؟.. ومن عجب العُجاب أن هذه الدول الممولة لكل المنظمات الحقوقية المشبوهه لا تراعي أبسط حقوق الإنسان، والدليل علي صدق كلامي ما حدث ومازال يحدث في فلسطين وسوريا، وما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا ومعتقل جوانتنامو، ورغم بشاعة الجرائم الإنسانية التي إرتكبها الغرب الإستعماري في الدول سالفة الذكر، لم نسمع لكم صوتاً! .. وللأسف أنت عربي ومسلم لكن بعت عروبتك وضميرك للغرب الإستعماري تحت شعارات براقة جذابة وهي في حقيقتها زائفة كذابة.. شعار حقوق الإنسان، وهي الثغرة التي يتدخل منها الغرب في شئون الدولة المعارضة لسياساته. ولم نسمع لكم صوتاً حينما قام أمير الدويلة العربية بسحب الجنسية من قبيلة بأكملها نظراً لأن أحد أبناء القبيلة نظم قصيدة لم تعجب ذلك الأمير! وفي مصرنا الحبيبة، لماذا أراكم تتمسكون بفبركات جماعة الإخوان الإرهابية وتستندون إلي شهاداتهم المتخيلة، وتجاهلتم تهديدات قيادات منصة رابعة التي حرضت علي العنف ومارسته ضد كل من وقف بجانب الشعب في ثورته المجيدة في الثلاثين من يونيه.. وتساءل المواطن قائلاً: هل لديك شجاعة أدبية للرد علي كلامي أيها الحقوقي؟! الحقوقي: 'راح يسب المواطن بأقذر الألفاظ' نعم أنا أعمل لصالح الغرب.. غضبان ليه؟ هه، لأني أعيش في مستوي لا تحلم أنت به؟.. أيها المواطن الأبلة لا تدعي الوطنية.. وقال ساخراً: إبقي خلي الوطنية التي جعلتك ترفض خمسة عشر ألف جنيهاً تنفعك. المواطن: 'بهدوء' ألفاظك تدل علي البيئة التي نشأت فيها ولن أرد عليك، لكن يجب أن تعلم أن ما دار بيني وبينك كان مرصوداً منذ البداية من الأجهزة الأمنية، كي تتمكن من نشر كل هذا موثقاً للرأي العام المصري والعربي، كي تعلم شعوبنا العربية من يعمل لصالحها ومن يعمل لصالح قوي الإستعمار. الحقوقي: 'يغلق الهاتف بانفعال شديد، ويجري إتصالاً بأحد أجهزة المخابرات الأجنبية التي يعمل لحسابها' ألو، لقد رصدتني الأجهزة الأمنية في مصر.. أفيدونا.