حذّر وزير الشؤون الاجتماعية بالسلطة الفلسطينية كمال الشرافي، من نتائج سياسات الاحتلال العنصرية في مدينة القدس، وأثرها علي مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره. وقال الشرافي في كلمة فلسطين أمام المؤتمر الإسلامي الرابع للوزراء المكلفين بشؤون الطفولة، والذي عقد في مدينة باكو عاصمة أذربيجان، إن 'إسرائيل' تمارس في المدينة المقدسة سياسات تطهير عرقي، وتواصل مساعيها لتهويد المدينة وتغيير طابعها التاريخي العربي الإسلامي– المسيحي، وتواصل التضييق علي المواطنين الفلسطينيين بغية تهجيرهم وإحلال المستوطنين مكانهم، كما تواصل استفزازاتها اليومية لمشاعر مئات ملايين المسلمين والمسيحيين في العالم، من خلال محاولاتها تقسيم المسجد الأقصي بين المسلمين واليهود، وتدنيس سائر المقدسات المسيحية والإسلامية، وحرمان ملايين الفلسطينيين من دخول مدينتهم المقدسة وعاصمتهم الثقافية والروحية والسياسية. واستعرض الشرافي جوانب من الآثار الاجتماعية المدمرة لهذه السياسات، ومن بينها تمزيق الأسر الفلسطينية، وحرمان الأطفال من الهوية، وفرص التعليم، وتردي الخدمات الصحية والاجتماعية، ومحاولات إغراق المدينة المقدسة بالآفات الاجتماعية كالمخدرات، فضلا عن ضرب كل محاولات السلطة ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني لرعاية الأطفال والأسر من الحرمان من الهوية مما أدي لحرمانهم الاستفادة من المرافق التعليمية والصحية بشكل أساسي، وما تتعرض له الأسر الفلسطينية في المدينة المقدسة في ضرب بنيتها وتفكيكها وإدخال الآفات الاجتماعية التي تعتبر غريبة علي مجتمعنا وعاداتنا وديننا الحنيف، وأشار إلي الإجراءات الإسرائيلية التي تعمل جاهدة لضرب كل محاولات السلطة الوطنية في رعاية مصالح الأطفال وحصولهم علي حقوقهم مما يتطلب جهوداً وآليات خاصة في التعامل مع قضايا الطفولة. وأكد الشرافي أمام المؤتمر، الذي عقد تحت شعار 'الأطفال وتحديات التمدن في العالم الإسلامي'، بمشاركة 220 ممثلاً من 56 بلدا عضوا في منظمة التعاون الإسلامي، أن حالة الفقر المزمنة التي تسود فلسطين متلازمة مع استمرار وجود الاحتلال 'الإسرائيلي'. كما وضع الشرافي أعضاء المؤتمر في صورة الوضع الاستثنائي الذي يعيشه أطفال فلسطين بسبب الاحتلال، وما يفرضه من إجراءات احتلالية تنتهك حقوق أطفالنا الأساسية وأبسطها الصحة والتعليم، وحجم المعاناة التي تعيشها الأسر بنسائها وأطفالها ومسنيها بسبب جدار الفصل العنصري، الذي يحرمهم من الوصول إلي الخدمات الأساسية، وكذلك الوضع في المناطق المنكوبة بالجدار والاستيطان، ومن ضمنها التجمعات البدوية التي يتعرض سكانها لخطر التهجير والتشريد، فضلا عن تدمير ممتلكاتهم وتخريبها من قبل جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، الي جانب حقهم في الحياة باستهدافهم من خلال القتل والاعتقال والتشريد.