حذر اليوم مشاركون في ندوة حوارية بعنوان: 'القدس والمخاطر المحدقة بهويتها' من مخاطر تصاعد وتيرة الاعتداءات 'الاسرائيلية' علي المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة. ونبه المشاركون في الندوة التي نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية في غزة من تزايد الاعتداءات 'الاسرائيلية' في المدينة المقدسة مما يفاقم من معاناة المواطنين المقدسيين ويحول حياتهم الي جحيم لا يطاق. ورأي المشاركون في الندوة التي تأتي في ذكري تحرير القدس أنه بالرغم من أن هذه الإجراءات والانتهاكات العدوانية تهدف إلي حرمان أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إلي مقدساتهم، ومنعهم من التصدي لأعمال الهدم والحفر والتخريب التي تقوم بها سلطات الاحتلال في القدس الشريف، الا أن هذه الإجراءات تهدف أيضا إلي تيئيس وتهجير المواطنين المقدسيين كهدف استراتيجي للاحتلال. ونبه الدكتور عبد القادر ابراهيم حماد كاتب وباحث في الشؤون السياحية من المحاولات المستمرة التي تقوم بها سلطات الاحتلال 'الاسرائيلي' لطمس هوية المدينة المقدسة وابعادها عن محيطها العربي والاسلامي. وأشار الي أن سلطات الاحتلال تحاول تشديد حصارها بإحكام علي القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيه، ففي الوقت الذي منعت فيه سلطات الاحتلال سكان الضفة الغربيةوغزة من الوصول إلي القدس، وفي الوقت الذي تستهدف فيه حتي الشخصيات الدينية الرمزية وكذلك الشخصيات الرسمية التي تضطلع بمسؤوليات مباشرة داخل القدس والمقدسات، تواصل اعمال الحفر والتدمير داخل المدينة المقدسة بصورة مخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية والانسانية. وأشار د.حماد الي أن المقدسات المسيحية في المدينة المقدسة تعاني مما تعاني منه المقدسات الإسلامية بسبب الجدار والإغلاق وسياسة العزل المستمرة للمدينة، وتضييق الخناق علي المواطنين المقدسيين. من جهته، نوه د.أحمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الي إن القدس وحرمها يتعرضان لهجمة 'اسرائيلية' شرسة لطمس المعالم والآثار الإسلامية والمسيحية في داخل المدينة المقدسة، ومحاولة لهدم المسجد الأقصي تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم علي أنقاضه، إضافة للتهويد الكامل لمدينة القدس علي المستوي الجغرافي والديموغرافي'. وقال 'إن الاحتلال 'الإسرائيلي' يهدف من خلال ممارساته وحفرياته المستمرة إلي تهويد المدينة المقدسة جغرافيا وديمغرافيا بمساحة 600 كليو متر مربع، وطمس المعالم والآثار الإسلامية والمسيحية، وتغيير الهوية والثقافة العربية والاسلامية، واستحداث هوية يهودية مزيفة وبناء الهيكل المزعوم'. وأضاف أن المخططات 'الاسرائيلية' تتمثل في تدنيس ساحات المسجد الأقصي يوميا لفرض أمر واقع، تمهيدا لتقسيم ساحات المسجد الأقصي بين صلاة المسلمين وصلاة اليهود المزعومة، مبينا أن ذلك زاد مع بداية العام الحالي بصورة جلية تمثلت باقتحام المئات من المستوطنين يوميا لهذه الساحات وإقامة الشعائر والترانيم اليهودية المزعومة وبدعم من أفراد الشرطة وبمشاركة حاخامات وقادة سياسيين. وتابع قائلاً أن الاحتلال يهدف أيضا لتهويد المدينة المقدسة من خلال مصادرة عشرات آلاف الدونمات من أراضي المقدسيين وتوسيع المستوطنات اليهودية المقامة مشيرا إلي أن هذه الخطوات هي تمهيدا للقدس الكبري التي تخطط لها دولة الاحتلال. وأرجع أبو حلبية تصاعد الهجمة والحفريات وإقامة شبكة من أنفاق متشعبة والهجمة علي القدس وأهلها لإعداد اليهود للمخططات من فترة طويلة، بالإضافة لاستثمار الانقسام بين شطري الوطن في الضفة وغزة علاوة علي حالة الضعف العربي والإسلامي التي تمر بها الشعوب العربية والإسلامية وهذا ما شجع الاحتلال علي الخطو بخطوات قوية وسريعة نحو العمل بسرعة علي تهويد القدس الشريف. الي ذلك، اعتبر الاعلامي يوسف كويك أن العالم اصبح نتيجة للتطورات السريعة في مجال الاتصالات بمثابة قرية صغيرة كما تنامي دور الإعلام الذي كان ولا يزال يسمي بالسلطة الرابعة في تسيير مجريات الأحداث في العالم بأسره. ودعا كويك الي وضع استراتيجية اعلامية تعمل علي فضح الممارسات 'الاسرائيلية' تجاه الشعب الفلسطيني خاصة في القدس الشريف، تتضمن تشكيل فريق إعلامي فلسطيني يضم عدداً من المسؤولين الرسميين والشخصيات الفلسطينية الوطنية وخبراء إعلام متخصصين لوضع السياسات الإعلامية وبلورة الاستراتيجيات الملائمة وأن يعطي هذا الفريق الصلاحيات اللازمة لأداء المهام المطلوبة منه. ونوه الي ضرورة القيام بعملية مسح شاملة لكافة النشاطات الإعلامية التي تقوم بها المؤسسات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية بالإضافة إلي المؤسسات الأجنبية المناصرة للقضية الفلسطينية والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني مع العمل علي إصدار نشرة معلوماتية إلكترونية يومية وتعميمها عالمياً علي الممثليات والسفارات الفلسطينية وغيرها من المؤسسات وتكليف جهة محددة بهذا الدور. في سياق متصل، استعرض الأستاذ شادي طبازة المحاضر في جامعة الأقصي بغزة المكانة الدينية للقدس الشريف بجميع رموزها ومعالمها الدينية. وقال لقد شرفنا الله سبحانه وتعالي أن جعلنا علي هذه الأرض الطيبة المباركة أرض فلسطين فنحن لها بحاجة لكي يتحرك كل واحد منا بكل ما يستطيع اتجاه المسجد الأقصي لحمايته من دنس الاحتلال. بدوره، تكلم الدكتور محمد شعث النائب الأكاديمي في الكلية عن التغييرات الجغرافية لمدينة القدس في ظل الاحتلال 'الاسرائيلي' منوهاً إلي أن السلطة والأرض والجماعة البشرية تشكل ثلاثة مرتكزات أساسية في استراتيجية العقلية الصهيونية لإقامة كيان لهم في فلسطين. وتطرق الي المخططات الهيكلية 'الاسرائيلية' المقترحة للقدس في حرمان المقدسيين من العودة إلي ممتلكاتهم ومنازلهم داخل مدينة القدس. وأكد د.شعث علي ضرورة توظيف القدرات والهمم من قبل الباحثين والإعلاميين للتصدي للاعتداءات 'الاسرائيلية' المتكررة علي القدس. وكانت الندوة التي حضرها حشد كبير من الطلبة والضيوف بدأت بآيات عطرة من الذكر الحكيم ثم السلام الوطني الفلسطيني.