لا شك أن مساحة كبيرة تفصل بيننا وبين حزب الوفد ورؤيته السياسية للأوضاع في المجتمع المصري والعربي ولكن الذي لا شك فيه أن.. التاريخ سوف يسجل لحزب الوفد أنه من الأحزاب القليلة في مصر التي أجرت انتخابات ديمقراطية ونزيهة علي منصب الرئيس فاز فيها الدكتور السيد البدوي علي رئيس الحزب الحالي محمود أباظة بفارق 209 أصوات هذه العملية الديمقراطية التي تمت تحت إشراف لجنة محايدة تم اختيارها باتفاق الطرفين هي تأكيد علي أن معايير النزاهة إذا ما حكمت العملية الانتخابية فإن نتائجها سوف تكون في صالح الجميع.. سواء الفائز أم الخاسر. لقد اتفق كل من أباظة والبدوي علي إجراء الانتخابات وفق قواعد الشفافية التي تفتقر إليها الانتخابات المصرية الرسمية علي وجه العموم.. بل وتفتقد إليها انتخابات العديد من الأحزاب الصغيرة في مصر والتي تسير علي نهج الفرد الواحد، والزعيم الواحد.. ومن هنا كان هذا الاستقبال الكبير في أوساط المجتمع المصري احتفاء بالتجربة الانتخابية لحزب الوفد.. ولعل خروج السيد البدوي 'الفائز' ومحمود أباظة 'الخاسر' متشابكي الأيدي بعد إعلان النتيجة لهو دليل كبير علي الروح التي سادت أجواء العملية الانتخابية لحزب الوفد علي منصب الرئيس. نتمني من الحكومة المصرية وأجهزتها أن تستوعب تجربة الحزب الانتخابية وأن تسعي لتطبيق معاييرها علي كل الانتخابات المقبلة في مصر وعلي رأسها انتخابات الشوري التي ستجري بعد يومين.