رأت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية اليوم الجمعة أن الخلاف بين رئيسي الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتركي رجب طيب أردوغان هو مثال علي التغيرات الدبلوماسية التي قد تحدث في الأيام المقبلة بالشرق الأوسط حيث تبحث كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل وإيران والسعودية ومصر عن تحالفات جديدة ويناضلون من أجل إيجاد توازن جديد بالمنطقة سرا وعلانية. ولفتت الصحيفة - في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني - إلي أن العلاقات التركية - الإسرائيلية أصبحت سيئة للغاية منذ مطلع العام الماضي مما جعل رئيس الوزراء التركي يكشف للاستخبارات الإيرانية عن هوية عشرة إيرانيين أجروا اجتماعا داخل تركيا مع ضباط من الموساد الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة وصف مصادر أمريكية مطلعة للموقف التركي بأنه خسارة 'كبيرة' للاستخبارات ومحاولة لصفع الإسرائيليين مضيفة أن الحادث يوضح لأول مرة حروب التجسس المريرة متعددة الأبعاد التي تجري أحداثها وراء المفاوضات الجارية بين إيران والدول الغربية بهدف التوصل إلي اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وأوضحت أن الغضب الإسرائيلي جراء محاولة تسوية قضية عملائها يوضح سبب اتخاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي موقفا معاديا من الاعتذار لرئيس الوزراء التركي حول واقعة سفينة مرمرة في مايو 2010 والتي قتل علي إثرها 9 أتراك. وأردفت الصحيفة قائلة إنه علي الرغم من اعتذار نتنياهو لاحقا إلا إن العلاقات بين نتنياهو وأردوغان لا تزال تواجه ضغطا شديدا حيث تضع إسرائيل مدير المخابرات التركية هاكان فيدان موضع اشتباه جراء ارتباطه بعلاقات ودية مع طهران. ونوهت بأنه علي الرغم من وصف المسئولين الأمريكيين لكشف الشبكة الإيرانية علي أنها خسارة مؤسفة للاستخبارات, إلا أنهم لم يحتجوا مباشرة لدي المسئولين الأتراك. واستدركت الصحيفة قائلة إنه علي الرغم مما سبق إلا أن العلاقات التركية - الأمريكية تعيش في أزهي عصورها منذ العام الماضي, حتي أن أردوغان بات من الأشخاص الرئيسيين الذين هم موضع الثقة لدي أوباما, لافتة إلي أن الفصل بين المشاكل الاستخباراتية وصناعة القرارات ظل لفترة طويلة النهج الذي تتبعه الولاياتالمتحدة. واختتمت 'واشنطن بوست' تقريرها قائلة إن المسئولين الأمريكيين ليسوا متأكدين مما إذا كان الكشف التركي عن الشبكة الإيرانية هو رد من الجانب التركي علي حادثة أسطول الحرية أو جزء من تدهور أوسع في العلاقات التركية - الإسرائيلية.