ان الصراع الراهن علي السلطة في العراق يمثل امتداد لأزمة النظام السياسي سببه الصراع الطائفي.وجاءت هذه التصريحات في ندوة الكترونية نظمها مركز الدراسات العربي الاوروبي، ومقره باريس حول هل تنقذ 'وثيقة الشرف' التي وقعت عليها أغلبية الأطراف العراق من محنته؟.وقال الدكتور غازي فيصل حسين، سفير عراقي سابق، إن الازمة السياسية والدينية العميقة اليوم في العراق تعكس خللا بنيويا ودستوريا خطيرا أسس لظهور نظام استبدادي فاشي طائفي، اعتمد علي احزاب مارست الارهاب السياسي خلال تاريخها في لبنان والعراق والكويت واليمن مدعومة من طهران وملتزمة بالتبعية لولي الفقيه في قم.واشار غازي فيصل حسين ان الاحداث والازمة الراهنة في الحياة السياسية في العراق تؤكد ان منطقة الشرق الاوسط تمر بمرحلة خطيرة جدا من الصراع بين هيمنة الدولة الايرانية الثيوقراطية الاستبدادية الفاشية، وبين نموذج الدولة الديمقراطية الدستورية.ان ميثاق الشرف بين القوي المسؤولة عن العنف والاستبداد والظلم والقتل اليومي في العراق لن يحل الازمة المروعة للنظام الفاسد، الشعب بحاجة الي تفكيك النظام الراهن واعادة بناء العملية السياسية وفق مبادئ التعددية الديمقراطية ونبذ العنف والاقصاء واغلاق السجون والتعذيب وتوفير فرص حقيقية لنظام عادل ودولة مدنية دستورية.وفي السياق ذاته قالت البرلمانية العراقية د.امال كاشف الغطاء محنة العراق ليست وليدة اليوم وإنما تمتد جذورها إلي 1958 حيث لم تستطع الحكومات المتعاقبة أدراك أهمية موقع العراق الجغرافي وتأثيره علي أمنه واستقراره وهذا ما ذكرته في مقال صادر لنا لقد حدثت تبدلات دفع العراق ثمنها غالباً وهي الدعوة لانضمامه للوحدة العربية ولم يحققها حتي دعاتها الذين تولوا دست الحكم وكذلك تحجيم النفوذ الإيراني أن وثيقة الشرف قد تلعب دوراً إلي حد ما في إنقاذ العراق من محنته ولكن العراق دائماً وأبداً تلعب التغيرات في سوريا دورا هاما في استقراره وهنالك شواهد تاريخية علي ذلك كما أن علاقته مع الدول المجاورة تركيا وإيران هي الأخري لها أهميتها واتفاقية الجزائر ليس بعيدة عن ذاكرتنا.واضافت امال الغطاء أننا بحاجة ماسة لعلاقات متوازنة مع الدول المجاورة وربما السعودية التي لها موقف خاص تجاه العراق ينبعث من روح ذات أصول دينية إلا أن علي العراق أن يسعي لخلق مصالح مع كل هذه الدول للتغلب المصالح علي الاتجاهات.من جانبها قالت الكاتبة العراقية لن تنقذ وثيقة الشرف الموقعة أخيرا العراق مما هو فيه، فلقد سبق للسياسسين المتنفذين ان قاموا بتوقيع الكثير من الوثائق، لان النظام في العراق يقوم علي المحاصصة الطائفية أولا، وانه بعيد عن الكفاءات التي يمكنها ان تعيد بناء وطن أثخنته الجراح والحصار والحروب العبثية ضد الجار والشقيق، وثيقة الشرف الأخيرة لم يحضرها الكثير من الأحزاب التي لها جماهريتها مثل الصدريين والاحزاب اليسارية، وكل مبادرة يجب ان تنظر لجماهير العراق الشعبية ان كانت تتطلع الي تحسين ظروف العراق، فالمفخخات والعبوات الناسفة ما زالت توقع المئات من القتلي والآلاف من المشوهين واليتامي والأرامل، العراق بحاجة الي عمل جدي يستعين بالخبرات الكثيرة التي يتوفر عليها، العراق بحاجة الي عودة الأمن المفقود.