أمامك ثلاثة خيارات.. وخيارنا الوحيد أن تكون رئيسًا للبلاد بقاؤك في منصب وزير الدفاع في ظل رئيس آخر يهدد وحدة البلاد ويحقق الانقسام ويزيد من حدة الصراع الأمريكان وغيرهم سيجدون أنفسهم مرغمين علي القبول بإرادة الشعب مهما ازدادت حدة المعارضة في البداية البلاد تتعرض لمؤامرة خطيرة من الداخل والخارج والحل هو في قبولك تكليف الشعب.. الشعب سيخرج في 6 أكتوبر ليعلن مجددًا ويطالبك بالاستجابة لإرادته أعرف أنك ترفض، أدرك نزاهتك، وصدقك مع نفسك وزهدك في الحياة، لم تسع في يوم ما إلي منصب، لم تعرف الطريق إلي النفاق، لم تقل سوي كلمة الحق، حتي في ظل الأزمات، كنت صادقا، كنت تدرك المخاطر، لكنك لم تتردد، أوفيت بالعهد، بالقسم، أنقذت الوطن، والآن اسمح لنا أن نتحدث، وأن نطالبك ولن يكون أمامك من خيار، سوي أن تستجيب لصوت الشعب، وأن ترضخ لرغباته، وأن تنقذ البلاد، كما أنقذتها في وقت مضي، كمَّل جميلك ليس من أجلك، ولكن من أجل مصر!! منذ رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، نبحث عنك، بين الحواري والدروب، كتبنا ملامحك علي حوائط جدران البيوت الفقيرة، انتظرناك، كنا ندرك أنك موجود بيننا، لم نكن نعرف أن هناك حيث كتب نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة 'قصر الشوق، السكرية، بين القصرين'، هنا في الجمالية، حيث الأصالة والشهامة ونبل وشجاعة أولاد البلد، هنا حيث التاريخ والذكريات حيث الناس، الذين لا يعرفون سوي الانتماء والتضحية بلا حدود.. أدرك يا سيادة الفريق أول، أنك لست في حاجة إلي كلمات الإطراء، ولا الإشادة، أذكرك بكلمات قلتها لي في مارس 2012، كنت يومها أسألك إلي متي الصمت علي المتطاولين ضد الجيش والمؤامرات التي تحاك.. يومها قلت لي: البلد تعيش في حالة ثورية.. الأوضاع ستهدأ رويدًا رويدًا، لا تنسي أن هؤلاء أهلنا وهؤلاء أولادنا، احنا اتربينا في مناطق شعبية ونحن نعرف أهلنا جيدًا، كنت حريصا علي كل نقطة دم، وكنت تقول دوما إن الوفاء لهذا الشعب هو واجب علي الجميع.. ربما أنت من هذا النوع الذي يفضل 'الصمت' في كثير من الأحيان، لكنك تبقي دوما الأكثر حسما في لحظات يتوجب فيها الحسم.. ويتوجب فيها اتخاذ القرار!! تعرضت لحملات ظالمة، التزمت الصمت، رفضت التعليق، كنت تدرك أن الأيام ستكشف كل شيء، كنت هادئا رزينا، لديك ثقة كبيرة في النفس، ترفض الانجرار، تكتم غيظك، تعرف ماذا تريد، لديك خطوط حمراء لا تستطيع تجاوزها، عنوانك الأهم في حياتك منذ الصغر 'مصر'!! ربما لهذا السبب اخترت الكلية الحربية وأصررت عليها، وربما لهذا السبب اختزنت ثورتك علي مدي أكثر من عام تولي فيها الإخوان حكم مصر، للحظة لم يشك أحد في أنها قادمة.. عندما صدر قرار تعيينك وزيرا للدفاع في 12 أغسطس 2012، ظن البعض أنك تحالفت مع مرسي من خلف ستار، لم يدركوا أن المشير والمجلس العسكري هو الذي رشحك، وأن الجميع كانوا يعرفون منذ شهر مايو 2012، أنك أنت وزير الدفاع القادم، لكن صمت ورفضت الحديث، أو الرد علي كل ما أثير!! قالوا إنك إخواني وسليل أسرة إخوانية، لكنهم لم يدركوا أن تدينك الصادق منذ الصغر هو أكبر من أي تنظيمات، وأن عقيدتك الوطنية ووفاءك لها يتعدي كل الحدود، لم تعلق بكلمة واحدة وتحملت لأنك دوما كنت تنظر إلي الأمام. لم تكن معاديا لأحد، لم تكن ضد 'شرعية' أحد، لكنك أخذت علي نفسك عهدًا بأن تحمي مصر، وأن توقف محاولات تفكيكها وتقسيمها والتفريط في ترابها الوطني، تركتهم يعبثون كما يشاءون ولكن ساعة الجد، كنت تقول الكلمات وتواجه بصراحة وقوة، كنت تحذر وتهدد، لم تسع إلي بطولة وهمية، لكنك كنت دوما تتدخل في اللحظات الحاسمة، كنت وفيا مع القسم الذي اقسمته منذ تخرجك في الكلية الحربية في ابريل 1977.. كان حزنك عميقا، وأنت تري من قتلوا السادات يتصدرون المشهد الاحتفالي في 7 أكتوبر 2012. بينما تم تغييب صناع النصر، اختصر مرسي انتصار أكتوبر في أهله وعشيرته، راح يتجول بسيارة مكشوفة وحيدًا، بينما جلست أنت ضيفا مثلك مثل الآخرين، كان وجهك حزينًا، لكنك تحملت من أجل الوطن، صمت، لم تعلق، واعتبرت أن هذا أمر شكلي.. كنت تعرف من البداية أنهم فشلة وعجزة، ثم بعد قليل أدركت أنهم 'خونة' وسيدفعون البلاد إلي الانقسام والفوضي، فكانت لك تحذيرات وخطوطك الحمراء التي الزمتهم بعدم تجاوزها، أو سعيت إلي فرملتها بقراراتك وإجراءاتك التي كانوا يفاجئون بها ولم يكن أمامهم من خيار. عندما أصدر الرئيس المعزول إعلانه الدستوري الانقلابي في 21 نوفمبر من العام الماضي، كان تحذيرك واضحًا، لقد ذهبت إليه وقلت له: 'إن هذا الإعلان سيحدث انقسامًا خطيرًا في المجتمع، وأنك تحذره من خطورة التداعيات لكنه رفض الاستماع إلي نصيحتك، وانصاع وراء رغبة جماعته في الاستحواذ علي كل شيء، والاطاحة بكل الأعراف والقوانين.. كان تحذيرك الثاني، عندما قرر مرسي أن يبعث بأنصاره وأهله وعشيرته لحصار المحكمة الدستورية ومنع قضاتها من إصدار أحكامهم المتوقعة لمجلس الشوري والجمعية التأسيسية في 2 ديسمبر من العام الماضي، لكنه رفض الاستماع إلي كلماتك، وقرر المضي في طريقه.. كان يوم الرابع من ديسمبر حاسمًا، عندما رفض الجيش التصدي للمتظاهرين السلميين الذين خرجوا رافضين للإعلان الدستوري في 21 نوفمبر، والمطالبين باسقاط حكم الجماعة، لقد تدخل الجيش بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري في الاتحادية وأصدرت بيانا للمرة الأولي يحذر وينذر ويؤكد أن الجيش لن يسمح بسقوط الدولة وحدوث الانقسام، يومها دعوت إلي مائدة حوار تضم الجميع، لكنهم تعمدوا أن يحبطوا الدعوة وأن يضعوا القوات المسلحة في موقف 'حرج' أمام الجميع، رغم أن مرسي هو الذي وافق، لكن الجماعة أقوي من الرئيس، وكان هو مجرد أداة. إنني لا أريد أن أعدد مواقفك التي يعرفها الجميع، من حماية سيناء وإصدار قانون منع تملك الأراضي علي الحدود إلي حماية مدن القناة ووضع الشروط المقيدة لاستباحة الأمن القومي في قناة السويس وصولا إلي حماية مؤسسات الدولة وحماية الشعب في ثورته والانتصار لإرادته.. هناك حقائق ربما لم يحن الوقت لكشفها، لكنها تحمل جميعها عنوانا واحدا ووحيدا يقول إن الفريق السيسي راهن بكل شيء، حياته ومستقبله، ولكن فقط من أجل حماية هذا الوطن وتحريره من براثن أعدائه الذين كادوا يدفعون به إلي النهاية. بعد الانتصار والانحياز إلي إرادة الشعب ورفض الضغوط الأمريكية وهزيمة مشروع الشرق الأوسط الجديد، قرر السيسي أن يسلم السلطة إلي رئيس المحكمة الدستورية العليا الذي شكل حكومة انتقالية مهمتها إدارة هذه الفترة وانجاز خارطة الطريق نحو المستقبل. أعرف أنك لم تسع إلي سلطة، وكنت صادقا في كل كلمة قلتها وتعهدت بها، لم تتدخل في أي من شئون الحكم، تركتهم يديرون البلد وفق ما يرون، انسحبت من المشهد السياسي بعد أن أديت دورك علي الوجه الأكمل.. تعرف تماما يا سيادة الفريق أول أن المصريين شعب لديه إرادة لا تلين، ووعي بلا حدود، وإحساس بالمسئولية يضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار، لذلك يدرك الناس أن 'فقه الأولويات' يجب أن يكون هو عنوان هذه المرحلة، التزموا الصمت، تراجعت مطالبهم الحياتية والفئوية، لحساب المطلب الأكبر وهو حماية الوطن من أعدائه الذين لا يزالون يتربصون به. والمصريون شعب يعرف أقدار الناس جيدًا، يدرك أن قرار عزل مرسي وجماعته وتحدي أوباما وعملائه، لا يأخذه سوي الرجال، وهكذا وجد المصريون في السيسي نموذجا للحاكم الذي يبحث عنه، المخلص الوطني، الجسور، المؤمن، الشجاع، الذي يؤمن جانبه. وهكذا اجتمعت إرادة المصريين، توحدت آمالهم، نحو هذا الرجل الذي يستطيع أن ينقذ البلاد من خطر لا يزال قائما، ومن مؤامرة حيكت خيوطها في الخارج ويجري تنفيذها علي يد 'خونة' الداخل. في كل بيت وفي كل حارة وقرية وكفر ونجع ومدينة تجد اسم السيسي متصدرًا المشهد، إنه الرجل الزاهد الذي يحب هذا الوطن بكل ما يملك من مشاعر، إنه الرجل الذي حمل روحه علي كفه وقرر التصدي، ونجح ببسالته المعهودة في انقاذ البلاد من حرب أهلية، وحمي الوطن ورموزه من خطر كان يحيق بالجميع. هل يعرف الناس أن السيسي أحبط مخطط أعده الرئيس المعزول وجماعته منذ 25 يونيو للقبض علي القادة السياسيين، والعسكريين ورموز الإعلام المصري، وأنه بفضل الجيش تم احباط هذا المخطط، بعد أن قرر السيسي انزال القوات إلي الشارع في تحدٍ صارخ للرئيس ودون التشاور معه.. إن الخطة التي وضعها الإخوان كانت قد تضمنت اعتقال قادة الجيش وفي مقدمتهم الفريق أول السيسي واعتقال وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطني ومدير المخابرات العامة ورئيس جهاز الأمن القومي وقادة جبهة الانقاذ وشباب تمرد وأكثر من 36 اعلاميا وصحفيا معارضًا، وكان الحرس الجمهوري هو المكلف بتنفيذ هذه الخطة. وعندما أبلغ اللواء محمد زكي قائد الحرس الجمهوري الفريق أول السيسي بهذا المخطط، طالبه بتوخي الحذر ومتابعة الرئيس واتصالاته لحماية البلاد في هذه الفترة التاريخية الهامة. وعندما قرر مرسي بعد فشل مخططه مع قائد الحرس ومن قبل مع المخابرات العامة والأمن الوطني.. تكليف ميليشيات الإخوان بارتداء ملابس عسكرية وملابس شرطة لتنفيذ المخطط، كان السيسي يحذر الجميع وأرسل منذ هذا اليوم دباباته إلي مبني المخابرات العامة لحمايته من محاولات اقتحامه من قبل جماعة الإخوان وحلفائها.. لقد حذر السيسي في هذا الوقت الرئيس المعزول بالتوقف عن تنفيذ هذا المخطط، وهدد بمواجهة أية مجموعات ترتدي ملابس عسكرية لتنفيذ خطة القبض علي المعارضين، مما دعا الرئيس إلي التراجع عن هذه الخطة، وبذلك كان لهذا القرار عامله الكبير في نجاح الثورة التي انطلقت في الثلاثين من يونيو وسط حماية من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية المختلفة لقد تحقق الانتصار بأقل قدر من الخسائر، لكن المؤامرة لم تنته.. إن أمامك يا سيادة القائد العام ثلاثة خيارات لا رابع لها.. الأول: أن تمضي إلي منزلك وتقدم استقالتك وأن تحذو حذو سوار الذهب، وفي هذه الحالة ستكون قد تخليت عن رسالتك وتركت جيشك ووطنك في فترة تاريخية هامة وحاسمة، وهو خيار مرفوض مرفوض مرفوض.. لن يقبل به الشعب ولن تقبل به أنت بالقطع، لكنك أبدا لم تتعود الهروب من المعارك. الثاني: أن تظل قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع وأن تستمر في منصبك وأن تحمي الانتخابات القادمة البرلمانية والرئاسية، وأن يجري انتخاب رئيس جديد لمدة 4 سنوات. وفي هذه الحالة دعني أصارحك يا سيادة الفريق أول، أنت تعرف مقدار شعبيتك وحب الناس لك وخروج 40 مليونا وهو ما لم يحدث من قبل.. لتفويضك علي بياض، وفي هذه الحالة أيا كان الرئيس القادم فسيجد نفسه بين نارين.. إما أن يصمت أمام هذا الوضع حيث يوجد قائد آخر يتمتع بشعبية كاسحة في البلاد وله من النفوذ والقوة ما يجعل القول بإن البلد يدار 'برأسين ورئيسين' صحيحا، وفي صمته انتقاص منه ومن وضعيته. وإما أن يلجأ الرئيس الجديد إلي محاولة حسم الأمر وإبعادك من منصبك، وفي هذا قد يقود البلاد إلي أزمة خطيرة قد تؤدي بمصر إلي طريق الفوضي والانقسام الذي سيدفع الجميع ثمنه وبهذا يكون هدف القوي الاجنبية قد تحقق.. يا سيادة القائد العام.. ماذا إذا جاء رئيس لا يرغب في وجودك كوزير للدفاع؟ لا أظن أن انقلابا سيحدث في هذا الوقت، ولا أظن أنك ستسعي إلي رفض تنفيذ القرار، غير أن المشكلة ليست فيك أنت، المشكلة ستكون داخل الجيش وفي أوساط الشعب، لن يسمح أحد أبدًا بعزلك مهما كان الرئيس ومهما كانت صلاحياته، سيفتح الباب واسعًا في هذا الوقت أمام تطورات خطيرة قد تهدد الكيان الوطني وتهدد أيضا بحدوث انقسام كبير داخل الجيش، الذي سيرفض، عزلك فتتولد بذلك أزمة كبري قد تهدد بتدخلات خارجية تدفع من جرائها الثمن غاليا.. قد يقول البعض إن مادة في الدستور الذي يجري نقاشه قد تعطي للمجلس الأعلي للقوات المسلحة الحق في عدم عزل وزير الدفاع إلا بموافقته، ولكن ماذا إذا طلب الرئيس ورفض المجلس الأعلي بأكمله أو بعضه، هنا ستحدث الأزمة الكبري، وقد يلجأ الرئيس إلي تعطيل العمل بالدستور لينفذ قراره ونكون بذلك قد دخلنا أزمة لا أحد يعرف مداها، وسوف تجد في هذا الوقت حالة من الانقسام الشديد أنت لن تقبل بها، وستقرر علي الفور تقديم استقالتك وساعتها ستمضي البلاد نحو طريق لا نهاية له من المشكلات والأزمات. أما الخيار الثالث: خيار الشعب، فهو أن تكلف من الشعب بالترشح لانتخابات الرئاسة لعدة أسباب: 1 إن الشعب المصري لا يثق في أحد في الفترة الراهنة قدر ثقته فيك، فأنت أنقذت البلاد من خطر المؤامرة الإخوانية وحميت الشعب من حرب أهلية كانت قادمة بلا جدال، وأنت تمتلك من المواصفات الفكرية والانسانية والإدارية ما يجعلك حلما لكل المصريين وقائدا سيحقق لمصر ما عجز الكثيرون عن تحقيقه وستقدم لها نموذجا في الحكم والديمقراطية والنهوض سوف يجعلها بالفعل 'أد الدنيا' كما قلت. 2 إن الوطن يحتاج في هذا الوقت إلي حاكم يجمع ولا يفرق.. منزه عن الهوي، زاهد في الحياة، يعشق مصر، يرفض التبعية، يتحلي بالقيم الدينية والخلقية، لديه خبرة ورؤية وثوابت وعقيدة وطنية. 3 السيسي هو القائد الذي يمكن أن يحسم المعركة الانتخابية من أول جولة انتخابية، ليحمي البلاد من مخاطر شتي، ويضمن وحدتها في هذه الفترة التاريخية المهمة ويؤهلها للاستقرار والتنمية وصولاً إلي النهوض الديمقراطي والاقتصادي في البلاد. 4 هناك خيار مطروح بأن يكون هناك نص أو تفويض يمنح السيسي قيادة البلاد لحين اتمام المرحلة الانتقالية التي يمكن خلالها تحقيق مهام الأمن والاستقرار وفقا لما طرحه الأستاذ والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وهو أمر يستحق المناقشة والشعب هو صاحب الخيار الأصيل فيه وليس أحدا آخر من الداخل أو الخارج. 5 إن اختيار السيسي رئيسا للبلاد يقضي علي الازدواجية التي يمكن أن تنشأ حال اختيار رئيس غيره مع استمراره في منصب وزير الدفاع والقائد العام. 6 إن السيسي يمتع بشعبية خرجت عن حدود الدولة المصرية إلي الشارع العربي، كما أن هناك أطرافا عربية وإقليمية عديدة تري فيه قيادة مؤهلة لقيادة مصر والعالم العربي لمواجهة تحديات مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف تفتيت الأمة وتمزيقها، وهو أمر من شأنه أن يساعد مصر في اجتياز الصعوبات التي تعانيها في الوقت الراهن. إن خروج فئات الشعب المصري يوم السادس من أكتوبر القادم للاحتفال مع قواتنا المسلحة ودعمها وتوجيه الشكر إليها ومطالبة الفريق أول السيسي بالاستجابة لرغبة وإرادة الشعب يجب أن يؤخذ مأخذ الجد، لأن الفريق أول السيسي أيا كان موقفه وعزوفه وزهده، ففي النهاية يجب أن ينصاع لإرادة الشعب المصري.. إن عليك يا سيادة الفريق أول أن تعرف أن الرأي العام المصري هو الأكثر احساسًا بواقعه وبالظروف والتحديات التي تواجهه، ولن يكون أمامك من مناص سوي الاستجابة لرغبته.. سيقول لك البعض، حذار، لأن أمريكا ستعترض أو أن غيرهم سيعلنون الحرب والمواجهة، وكل هذا مجرد أوهام، فأمريكا وكما أبلغك وزير الدفاع 'هيجل' مؤخرا لن يكون أمامها من خيار سوي التعامل مع أي رئيس يرتضيه الشعب المصري، كما أن 'خونة' الداخل لن يرضوا عنك، حتي ولو تركت الساحة وذهبت إلي بيتك.. دعك من أصحاب المصالح، دعك من أدوات الغرب والأمريكان علي أرض مصر، دعك من بعض هؤلاء الذين لديهم حقد شديد علي جيش مصر ولعبوا في الشارع والصحافة والإعلام أدوارًا مشبوهة طيلة الفترة الماضية.. أرجوك أن تستمع إلي صوت الناس، إلي الخائفين علي مصر حاضرها ومستقبلها، استمع إلي هؤلاء الذين يبحثون عن الأمن والاستقرار، وقد وجدوا فيك قائدا مخلصا تستطيع أن تنقذ بلادهم من الأخطار المحدقة بها.. ياسيادة الفريق أول.. ليس أمامنا من خيار، وليس أمامك من خيار سوي الاستجابة لإرادة الشعب. نعرف أن ذلك يشكل بالنسبة لك عبئا ثقيلاً، وندرك أن هذا ليس هدفك أو طموحك، ولكن لا تنسي أنك جندي في كتيبة الوطن، وأنت القائل قبل ذلك: 'الشعب يأمر ونحن ننفذ'!! أدرك أنك لن تخذلنا، حلمتك بدأت في كل بيت وكل شارع، الناس تحلم بيوم الانقاذ الكبير، أنت الأكثر اخلاصا والأكثر وفاء والأكثر عشقا لهذا الوطن، نحن نثق فيك، قائدا وزعيما ورئيسًا، فلا ترد دعوتنا، ولا تتركنا ونحن في حاجة إليك، لا تدع مصر تسقط من بين أيدينا، لقد حققت لها الانتصار، فأمض في طريقك ونحن معك سنحميك بأرواحنا وسنبني معك وطنا الحرية والكبرياء، وطن الغلابة والأغنياء، وطنا للجميع، لا يفرق ولا يميز بين أبنائه، أنت وحدك المؤهل في هذه الفترة الصعبة والعصيبة، استخر الله، وثق أن الله معك، يا لَّلا يا سيسي كمل جميلك.