من محبسه قام أحمد قذاف الدم 'المنسق العام السابق للعلاقات المصرية الليبية' ارسل رسالة عبر مكتبه بالقاهرة الي اسرة الدكتور أسامة الباز 'المستشار السياسي للرئيس السابق حسني مبارك' الذي وافته المنية اول أمس.. والي وسائل الاعلام المختلفة. فقد قال 'قذاف الدم'في رسالته: لقد غادرنا ' د.أسامة الباز ' الأخ والصديق الإنسان البسيط العبقري الشجاع المثقف.. حاله من الحالات النادرة في الوطن العربي.. عرفته منذ عقود في سنوات المد والجزر سياسياً بارعاً مبدعاً.. لم يقيم وزناً يوماً للمنصب أو المادة.. ترتفع أسهمه في الشدائد والمواقف الصعبة.. عاش ثلاثة عهود في أرفع منصب لبناء القرار بنفس روح الثورة التي عاشها وعايشها عندما كان في إتحاد الطلبة في الولاياتالمتحدة.. عبر عن تلك الروح مع الرئيس كارتر في ' كامب ديفيد ' وفي غزو الكويت.. وفي أزمة لوكربي.. لم يجامل أحداً ولم ينافق.. ولقد جمعتنا صداقة لا ينتهي الحديث عنها.. ومهام سياسية كثيرة ذهبنا إلي أوروبا وأمريكا وأفريقيا وبعض الدول العربية.. عندما كنا نحاول أن نلملم أثار استفراد أمريكا بالعالم عقب سقوط الإتحاد السوفيتي وكان أكثر المتحمسين مع الشهيد القذافي عندما كان يسعي لبناء الإتحاد الأفريقي وأكثر المدافعين عن أفكاره الغير التقليدية. وأضاف في رسالته: إن الرجل الذي نودعه اليوم هو من عائلة جاءت من الجزيرة العربية تحمل جينات التميز فهو أخ للعالم الكبير ' فاروق ' المصري البسيط.. الذي لم تغيره المكانة التي وصلها وكان يفيض غيرةً وألماً علي ماوصل إليه العرب وكذلك كان أحد المتحمسين لمشروع النهر الصناعي والمدافعين عنه وصاحب فكرة النيل الموازي.. ولقد كان اللواء ' عصام الباز ' العسكري الفذ ورفيق السلاح نموذجاً ومزيجاً مختلفاً في كل الوحدات التي عمل فيها أو علي رأسها. واختتم 'قذاف الدم'رسالته: إننا مهما تكلمنا اليوم عن المرحوم الباز لن نعطيه حقه فهو حالة خاصة لم يكن دبلوماسياً محنطاً لقد كان صاحب أفق كبير يجد الحلول ولا يتوقف عند عقلية الموظف ' ولم يكن عبداً لسلطان ' وسيذكره التاريخ لكل الخدمات الجليلة التي قام بها دون مزايدة ويجب أن يدّرس أسلوب الدكتور الباز السياسي.. الإنسان الذي هزني اليوم خبر وفاته مما جعلني أشعر بفراغ كبير كفراغ السياسة العربية المنتهكة حرماتها وعزائي أنها لن تموت.. رغم أننا نترحم عليها في كل صبح.