كان هذا هو سبت اوباما الاسود.فبعد أن بدأت استطلاعات الرأي العام تشير الي تغيير في التوجه ومنحته في نهاية الاسبوع نحوا من 50 في المائة من دعم اجراء عقوبة محدود مركز في سوريا، أحجم الرئيس عن التحدي وانعطف انعطافة محرجة وذلك برغم أن الخطوط الحمراء التي حددها في المجال الكيميائي لم تشمل أي شرط كموافقة مجلس النواب المسبقة. بعد مرور اسبوع خطب قتالية وتصريحات جازمة من قبل 'جميع ناس الرئيس'، والتي خطب الخطبة الفصحي فيها وزير الخارجية جون كيري، انتهي شحذ السيوف بقرار علي فترة انتظار. إن نظام الاسد قد تجاوز حقا وعلي نحو سافر وليس هذا لأول مرة الخطوط الحمراء، ورسم ملف الأدلة الدامغة الذي كتبته المجموعة الاستخبارية صورة لا لبس فيها مقنعة، لكن اوباما استقر رأيه علي كف اطلاق النار. وقد أثبت اوباما مرة اخري وعيون العالم كله متجهة اليه متوقعة أن يُقلع النسر الامريكي آخر الامر، أنه لم يُخلق من المادة التي خُلق منها كثيرون من أسلافه في البيت الابيض. لم يُحجم رؤساء سابقون مثل هاري ترومان وجون كنيدي ولندون جونسون وريتشارد نكسون قط عن اتخاذ قرارات صعبة غير شعبية 'في المجال الداخلي أو في مجالات العلاقات الخارجية والامنية'، عبرت عن التزامهم بالنهج الامريكي وقيم أمتهم وتراثها وأمن الولاياتالمتحدة القومي ايضا بالمعني العام الواسع لهذا المصطلح. إن جذور سلوك اوباما المذعور وعدم قدرته علي التنفيذ في الوقت المناسب لما التزم أن يفعله علي رؤوس الأشهاد تكمن في القيد الايديولوجي القاسي الذي ما زال يُقيد الرئيس الي الآن في مجال فكري وسلوكي ضيق. أجل من الصعب علي اوباما بل قد يكون من غير الممكن أن يعود في نفق الزمان الي فترة سلفه في البيت الابيض جورج بوش الابن الذي أراد الانفصال عن تركته القتالية. يُحجم الرئيس برغم أنه طُرح في جدول العمل اليوم 'عملية صغيرة' متواضعة لا تدخل عسكري شامل كما في العراق أو افغانستان، عن كل صلة وجسر الي الماضي قد يُثبت التصور العام عنه بأنه متابع لنهج بوش. وهكذا في حين لم يُحجم رئيس ديمقراطي آخر في الماضي غير البعيد، وهو بيل كلينتون، عن المبادرة الي اجراء عقاب وردع في العراق في كانون الاول 1998 دون أن يُجهد نفسه ألبتة في الحصول علي موافقة مجلس النواب 'بل وجه بعد ثلاثة أشهر سلاح الجو الي المبادرة الي هجوم برعاية حلف شمال الاطلسي علي قوات الرئيس الصربي سلوفودان ميلوسوفيتش'، أُصيب اوباما بالخور حينما طُرح في جدول العمل اجراء يبدو أنه أكثر تواضعا. إن طموح اوباما الي عدم السير وحده 'أو وحده تقريبا' في طريق التدخل، والحرص علي العمل في اطار دولي وأممي يمنح كل اجراء شرعية، هو ايضا علامة علي الضعف والتخلي عن السلطة المهيمنة الرئاسية. لأنه ما هي الزعامة إن لم تكن القدرة علي رسم طريق حتي في مواجهة كتل معارضة من الداخل والخارج؟. وعلي ذلك وبرغم أن الاعتماد علي دروس الماضي قد يُنشيء مقارنات مطلقة وشاملة جدا، فانه لا مناص من السؤال المقلق وهو أليس تأجيل لحظة الحسم بالذريعة المريبة وهي ارادة الحصول علي تأييد مجلس النواب، أليست تثير ذكريات بائسة من فترة المهادنة في القرن الماضي والتي كانت نتائجها المحتومة كارثية