شهدت فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ظهور مذيعات أحبهن المشاهد ثم أختفاءهن بعد تقديم العديد من البرامج الناجحة.. منهن الاذاعية والتليفزيونية ليلي الطاهر.. التي كانت مئات الرسائل والخطابات تصلها بالاذاعة علي أنها الممثلة السينمائية ليلي طاهر.. ولكن ظهورها علي الشاشة أكد الاختلاف بين ليلي المذيعة وليلي الممثلة.. فليلي الطاهر المذيعة سمراء ممتلئة قليلا وأقل طولا.. ولكنها جميلة بعينيها السوداوين اللامعتين ووجهها الهاديء المبتسم.. بدأت ليلي الطاهر عملها باذاعة الشرق الأوسط بعد تخرجها في كلية الآداب قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 7691.. كان أملها ممارسة الصحافة.. ولكن تفوقها في مسابقة المذيعات وجاذبية الميكروفون غيرا مسارها.. وأحب المستمعون صوتها.. وأحبوا برامجها الخفيفة والدسمة في الوقت نفسه.. وانتظروا برامجها امام اجهزة الراديو.. منها »قاموس الجب«.. »مسافر علي الورق«.. »رمضان في بلدي«.. »النادي الدولي«.. وهي برامج حوارية استضافت فيها كبار النجوم من المفكرين والأدباء والفنانين.. فحب ليلي الطاهر للصحافة جعلها تميل الي تحويل برامجها الاذاعية الي صحافة مسموعة.. تتعمق خلالها في نفسية كل متحدث لتخرج للمستمع وتفاجئه بمعلومات جديدة. وكان البرنامج الوحيد الذي قدمته بدون حوار هو »ما يطلبه المستمعون« من أغاني صباح وعبدالحليم حافظ.. ولكن في عام 1791 أحبت ليلي الطاهر خوض تجربة جديدة وهي أن يراها الناس بصورتها وصوتها معا.. ليعرفوا أنها ليلي الطاهر المذيعة وليست ليلي طاهر الممثلة.. وكانت تجربة البرنامج التليفزيوني الناجح »نصف ساعة مع.....« حين اختيرت للعمل علي الشاشة بعد اختبار مظهرها امام الكاميرا واجتيازها الاختبارات التحريرية والشفهية.. لقد أهلتها خبرتها الاذاعية لتقديم وجبة تليفزيونية شهية باختياراتها لضيوف برامجها وبساطتها وقوتها في اجراء الحوار معهم.. وجمعت بين عملها الاذاعي والتليفزيوني.. وحين قررت التفرغ للعمل علي الشاشة الأقرب الي طريق الملايين التي تحب ان تكون قريبة منهم.. اختفت قبل ان تحقق حلمها بتحويل برامجها الاذاعية الي برامج تليفزيونية.