بناء المقابر وسط منازل الأهالى بدون تصرىح من الحى »الحي أبقي من الميت« مقولة لم تعد تصلح في هذا الوقت وخاصة في منطقة مساكن ال62 بأبوتلات بالإسكندرية.. فبعد ان استغل بعض المواطنين قطعة أرض لبناء مقابر أمام منازل بعض سكان المنطقة.. فأصبح »الميت أبقي من الحي«.. وبعد استخدام أول قطعة أرض لبناء المقابر.. نفر عن المنطقة المشترون وهبط سعر الأرض بعد وجود أول مقبرة خاوية من ساكنيها وسط المنطقة السكنية.. وما زاد الطين بلة هو لجوء ملاك الأراضي المجاورين إلي بناء المقابر وسط منازل الأهالي بل وإجبار الجيران علي تغيير مداخل منازلهم لبناء المقابر بجانب المنازل. في البداية يقول محمد عبدالعزيز احد السكان فوجئنا بمجموعة من الناس اشتروا قطعة الأرض المباني المقابلة لمنازلنا.. وقاموا ببناء مدافن بها دون اذن أو تصريح من الحي مع العلم ان هذه الاراضي بيعت كاراض للبناء وليست لبناء مقابر.. ويوضح شعبان عبدالعظيم انه وعائلته سكنوا في هذه المنطقة منذ ما يقرب من 51 عاما لرخص سعرها في ذلك الوقت ولعدم امكانيتهم لشراء شقق في أماكن اخري ويقول انا لدي طفلتان وأذهب للعمل وأتركهن مع زوجتي بمفردهن كيف أتركهن وسط المدافن.. وبعد فترة من الزمن وعند دخولهن المدارس فهل ستسيران ذهابا وايابا وسط الموتي.. وتخرج الحاجة حميدة عبدالحميد وتقول في أسي إحنا ناس غلابة لا نملك الا 05 مترا قمنا ببناء بيت عليها ليأوينا من غدر الزمان ولدي 9 أطفال صغار ولا نعرف ماذا نفعل ولا يوجد احد يدافع عنا إلي أين نذهب بعد ما بنوا المقابر أمام منازلنا!!.. ويعبر أبوشامة السيد عن مأساته مع المدافن أنه فوجيء بحفر أمام باب منزله وان أصحاب قطعة الأرض المواجهة له طالبوه بتغيير جهة باب المنزل إلي زاوية أخري لانهم سيقومون ببناء مقابر في هذا المكان. ويستغيث سعيد عبدالكريم احد السكان ويقول ان هذا الامر غير ادمي ماذا نفعل وأنا لدي أربعة أطفال يعيشون في رعب مستمر من مدافن الموتي التي يقومون ببنائها بجوار منازلنا.. وأولادي يطالبونني بأن نترك المنزل ونذهب لمكان اخر وأنا موظف بسيط لا أملك ان اشتري شقة في مكان آخر.. وتشكو سعاد رمضان انه منذ ثلاثة أشهر بدأت أعمال بناء المقابر ولا نستطيع ان نفعل أي شيء ونريد ان يصل صوتنا للمسئولين »مش عاوزين أولادنا يدعوا علينا بعد ما يكبروا«.. وهذه هي حياتنا ورضينا بها.. وتضيف: »كلنا هنموت وده حق لكن ليست لدرجة ان نعيش وسطهم«.. نطالب المسئولين بالوقوف بجانبنا ومعاملتنا بآدمية ومراعاة مشاعر الأطفال الصغار المتواجدين في المنطقة التي تنتظر استقبال أول متوفي لتصبح منطقة مقابر رسميا.