لم تكد تمر أربعة أيام علي انتهاء زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف للولايات المتحدة حتي كشفت واشنطن عن اعتقال شبكة تجسس روسية تمارس أنشطتها منذ سنوات عديدة علي الأراضي الأمريكية..مغزي وتوقيت الكشف عن هذه الشبكة يثير العديد من علامات الاستفهام حول فحوي الزيارة التي بدت وكأنها زيارة ناجحة سادتها أجواء من الود والترحاب بالضيف الروسي..فهل رفض ميدفيديف خلال الزيارة الرضوخ للمطالب الأمريكية التي تحث روسيا علي ممارسة مزيد من الضغط علي إيران لحملها علي التخلي عن طموحها النووي فكان استخدام هذه الورقة لإحراج روسيا؟..أم أن مديفيدف رفض الاتفاق مع أوباما علي إجراءات أكثر صرامة بحق كوريا الشمالية التي تتحدي واشنطن وتصر علي المضي قدما في تطوير أسلحة نووية تهدد حلفاءها في طوكيو و سول ؟..بلاشك واشنطن لم تكن لتفعل ذلك إذا كانت قد نالت كل ما تصبو إليه من الضيف الروسي وإلا فلماذا تغامر بتدهور العلاقات التي لم تكد تتحسن في الآونة الأخيرة مع وريثة الاتحاد السوفيتي بعد التقارب الأخير بينهما وتوقيع اتفاقية لخفض ترسانتيهما النووية في مارس الماضي..أو علي الأقل كانت ستتريث قليلا قبل الإعلان عن اعتقال المجموعة المتهمة بالتجسس خاصة وانها اشارت الي متابعتها لهذه الخلية منذ فترة وان الكشف عنها مجرد بداية.. موسكو وعلي لسان رئيس وزرائها وضابط المخابرات السابق فلاديمير بوتين عبرت عن أملها في ألا تؤدي هذه القضية إلي تدهور العلاقات مع واشنطن.. أما وزير الخارجية سيرجي لافروف فقد سخر من توقيت الكشف عن القضية وقال انه تم اختياره بعناية فائقة.. وإمعانا في السخرية قالت الخارجية الروسية ان الاعلان عن القضية بهذا الشكل يعود بالبلدين الي اجواء قصص حرب الجواسيس التي كانت سائدة إبان الحرب الباردة.. وسواء كان الهدف من الكشف عن شبكة التجسس الضغط علي موسكو ام مراوغتها فان القضية تؤكد ان جواسيس الاتحاد السوفيتي السابق مازالوا في الخدمة رغم انتهاء الحرب الباردة..! حسين نجاح [email protected]