كشفت السلطات الأمريكية عن شبكة تجسس روسية تعمل في الولاياتالمتحدة، مهمتها تجنيد المصادر السياسية وجمع المعلومات لارسالها إلي موسكو. وبحسب لائحة الاتهام التي اعدها الإدعاء العام الأمريكي كان المشتبه بهم مكلفين بجمع معلومات عن قضايا مثل الأسلحة النووية والحد من التسلح والملف الإيراني والشائعات في البيت الأبيض والتغييرات في قيادة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( سي أي إيه) الي جانب تهمة غسل الأموال. وتضيف لائحة الاتهام أنه تم تدريبهم بواسطة جهاز المخابرات الروسي " اس .في. آر" لاختراق دوائر صنع القرار الأمريكي وإقامة صداقات مع المسئولين الأمريكيين. وتقول وزارة العدل الأمريكية إن المتهمين شغلوا وظائف مدنية في الولاياتالمتحدة كي لا يثيروا الشبهات. وقالت وزارة العدل الأمريكية إن السلطات وجهت تهما إلي 11 فردا في القضية منهم عشرة اعتقلوا الاحد الماضي في بوسطن ونيوجيرسي وفرجينيا ونيويورك. وتم اعتقال المتهم الحادي عشر في قبرص بعد ان كشفت عنه واشنطن. واعلنت شرطة قبرص ان المشتبه به روبرت كريستوفر ميتسوس وهو كندي امريكي اعتقل في مطار لارنكا القبرصي بينما كان يحاول مغادرة البلاد متجها الي بودابست وذلك استنادا إلي مذكرة من الانتربول. وتم اطلاق سراحه بكفالة في وقت لاحق. ويقول الادعاء العام بنيويورك ان بعضا من المتهمين يعيش في الولاياتالمتحدة بهويات مزورة منذ اوائل التسعينيات.وقال نائب المدعي العام الأمريكي مايكل فاربيارز إن مذكرات اعتقال نفذت في جميع أنحاء البلاد لافتاً إلي أن هذه القضية ليست سوي "رأس جبل الجليد". ومن بين المشتبه بهم أمريكيون وكنديون وبيروفيون. من ناحية أخري، مثل أمام محكمة نيويورك خمسة من المعتقلين، من بينهم كاتبة عامود تعمل في صحيفة "اليداريو" التي تصدر باللغة الإسبانية وتدعي فيكي بليز. وتقول مستندات المحكمة إن بداية الخلية الروسية تعود إلي فترة التسعينيات. واعادت تلك المزاعم الامريكية للذاكرة شبح الحرب الباردة بين واشنطنوموسكو. وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اعتقال هذه المجموعة. وقال انه يأمل الا تؤدي هذه الفضيحة الي انتكاسة في العلاقات الروسية الامريكية الآخذة في التحسن. واضاف بوتين متحدثا للرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون الذي يزور موسكو »في بلادكم خرجت الشرطة عن السيطرة وزجت بأناس في السجن. آمل ألا تتضرر كل المكاسب الايجابية التي تحققت في علاقتنا«.واكدت وزارة الخارجية الروسية ان الاعتقالات مرتبطة بمواطنين روس لكنها نفت ان يكون المعتقلون قد قاموا بأي نشاط مباشر ضد المصالح الامريكية. وقالت الخارجية في بيان »هذا يتعلق بمواطنين روس تواجدوا علي الأراضي الامريكية في أوقات مختلفة«. وردت واشنطن بالقول انها تأمل ألا تؤدي هذه القضية الي تبديد المكاسب التي تحققت في العلاقات الروسية الأمريكية مؤخرا وان واشنطن مستمرة في العمل الدبلوماسي مع موسكو لترسيخ تلك المكاسب. وقال فيليب جوردون مساعد وزيرة الخارجية الامريكية في تصريح صحفي »نشعر أننا حققنا تقدما كبيرا خلال 81 شهرا«.في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرحي لافروف أن إعلان أمريكا عن كشف شبكة التجسس هو "مزاعم لا أساس لها، وغير مناسبة", وأعلن ان روسيا تنتظر توضيحات من الولاياتالمتحدة كما سخر من توقيت صدور الاعلان عن اعتقال الاشخاص العشرة المشتبه بهم في قضية التجسس بعد ايام قليلة علي زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الي الولاياتالمتحدة في سياق السياسة التي ينتهجها مع نظيره الامركي باراك اوباما لتحريك العلاقات الثنائية. وقال لافروف: "تم اختيار توقيت الاعلان بلباقة خاصة". في الوقت نفسه اعلنت الحكومتان البريطانية والايرلندية انهما تحققان في احتمال استخدام جوازات سفر بريطانية وإيرلندية مزورة من قبل بعض افراد المجموعة التي اعتقلت. وذكر متحدث باسم الخارجية الايرلندية ان إقرارا خطيا لمكتب التحقيقات الفيدرالية الامريكي يتضمن اشارة إلي جواز ايرلندي مزور.