اكدت دراسة كويتية متخصصة ضرورة تطوير مصافي النفط وكذلك تطوير (اللقيم) قليل الجودة وزيوت الغاز الثقيلة لانتاج مزيد من الديزل النظيف منخفض الكبريت نظرا لتزايد الطلب العالمي علي هذا النوع من الديزل مستقبلا.ويستخدم الديزل علي نطاق واسع في المحركات سواء الخاصة بوسائل النقل السريع كالسيارات والحافلات والشاحنات أو محركات وسائل النقل غير السريعة كالسفن والقطارات ومعدات الزراعة فيما تعتبر محركات الديزل أكثر كفاءة من محركات الجازولين بنسبة تتراوح بين 25 - 40 في المئة.وقالت الدراسة التي اعدها الباحث الكويتي عبد العزيز معرفي من قسم التكرير البترولي في معهد الكويت للأبحاث العلمية ان المواصفات المستقبلية للديزل قد تتطلب تحسينات في خصائصه. واوضحت ان انتاج ديزل نظيف من (لقائم) ذات جودة منخفضة يعد تحديا صعبا وان من شأن تطويرالعامل الحفاز في هذا المجال ان يزيد من جودة اللقائم ويجذب مزيدا من الانتباه مستقبلا. وذكرت ان بعض الانبعاثات من محركات الديزل تضر بصحة الإنسان والبيئة حيث يعتبر الكبريت وهو جزء طبيعي من مكونات النفط الخام الذي يستخرج منه وقود الديزل المسبب الرئيسي لعادم المحرك الاسود واحد اهم اسباب تلوث الهواء.وبينت ان المقادير الضئيلة للكبريت في وقود الديزل تفسد عوامل الأكسدة الموجودة في نظام تحكم الانبعاثات وتقلل من فعاليتها في أكسدة أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات والمادة العضوية المتطايرة. واضافت ان النظم والقوانين البيئية في جميع دول العالم تهدف الي تقليل المحتوي الكبريتي الناتج من المحركات المستخدمة لوقود الديزل لأقل مستوي ممكن ( وهو حوالي 10-15 جزء في المليون) لتقليل الانبعاثات الضارة لتلك المحركات تحسينا لجودة و نقاء الهواء. ووجدت الدراسة انه ورغم ان هذه القوانين والنظم البيئية تهدف في المقام الاول لحماية الانسان والبيئة الا ان الوصول الي المواصفات المطلوبة يمثل تحديا تشغيليا واقتصاديا لصناعات التكرير البترولية لما يتطلبه ذلك من نزع عميق للكبريت من لقيم الديزل او ما يسمي بعملية النزع الهيدروكبريتية - التي تعتبر عملية فنية معقدة حيث يحتوي لقيم الديزل علي عدد من المركبات كالكبريت والنتروجين وعوامل حفازة وعطريات ما يؤثر علي درجة نزع الكبريت. واشارت الي وجود بعض المركبات التي يصعب ازالة الكبريت منها في ظل الظروف التقليدية لذا يكون من الضروري تعديل وتجديد وحدات المعالجة الهيدروجينية التقليدية لتكون صالحة لإنتاج الديزل النظيف. ورأت ان الطلب المتزايد عالميا علي الديزل النظيف يمثل تحديا كبيرا بسبب انخفاض جودة لقيم الديزل والخام المتوافر لأجهزة التكرير. وقالت الدراسة ان اجهزة التكرير واذ لابد ان تنتج ديزل عالي الجودة بنسبة كبريت ضئيلة وهو ما لا يتوافر مع وجود لقيم وخام بجودة منخفضة فان ذلك سيتطلب مرونة من المصافي لمعالجة غازات ثقيلة مثل زيت الغاز المعاد تكريره(السولار)لانتاج المزيد من الديزل منخفض الكبريت. وعن انتاج الديزل في الكويت اكدت دراسة الباحث الكويتي عبدالعزيز معرفي ان الديزل هو احد المنتجات البترولية المهمة لدي شركة البترول الوطنية الكويتية مضيفة ان انتاج ديزل نظيف اثر ايجابا علي صناعة الكبريت في الكويت. وقالت ان شركة البترول الوطنية قامت بتفعيل وحدات نزع الغاز في مصافيها منذاعوام ما زاد من قدرة مصافيها وأصبحت مواصفات الديزل المنتج منها عالية الجودة تصل فيها مستويات الكبريت الي اقل من (10)أجزاء في المليون . وبينت ان الديزل النظيف ينتج بهدف التصدير لذلك كان لابد وان يطابق المعايير العالمية خصوصا معايير الأسواق الأوربية وبأسعار تنافسية.واعتبرت الدراسة ان التحدي التكنولوجي المستمرالذي تواجهه شركة البترول الوطنية حاليا هوالتوجه المستمر لانتاج الديزل المهدرج بمواصفات عالية الجودة خصوصا وأن المحتوي الكبريتي للديزل قد قل خلال ال15 سنة الماضية ليصل الي (10) اجزاء في المليون وتحقيق مثل هذه المستويات في وحدات هدرجة الديزل يتطلب استخدام جيل جديد من العوامل الحفازة وتطوير وفهم جديدين لتكنولوجيا المهدرجة. وعن الدافع وراء انتاج ديزل منخفض الكبريت اشارت الدراسة الي سببين رئيسيين اولهما المشكلات البيئية ومخاطر الصحة الناجمين عن عوادم المحركات التي تعمل بالديزل وما ينتج عنها من انبعاثات كالكربون وثاني اكسيد الكبريت واكسيدات النتروجين.