أم كفر الشيخ المثالية مع أبنتها وحفيدتها وحيده محمد عبدالحميد تراب الأم المثالية السادسة علي مستوي الجمهورية. نموذج مشرف للأمهات المكافحات توفي زوجها منذ 71 سنة وتحملت وحدها مسئولية تربية اطفالها الصغار.. ونجحت في مهمتها نجاحاً باهراً.. رغم ضيق ذات اليد.. حيث كان ثمرة الكفاح.. ثلاثة أبناء ناجحين ومشرفين.. الابن الاكبر »محمود« ويعمل الآن طبيبا مكلفا بقنا ثم »نهاد« الحاصلة علي ليسانس الدراسات ثم »زينب« الطالبة بالسنة السادسة »الأخيرة« بكلية طب الأزهر.التقت الأخبار بالأسرة الصغيرة بمدينة قلين في محافظة كفر الشيخ.. وحملت لها الخبر السعيد بفوز الام بالمركز السادس في مسابقة الامهات المثاليات علي مستوي الجمهورية.. وكانت مفاجأة سعيدة وكبيرة للأسرة لم تكن في الحسبان علي حد قول السيدة »وحيده« الأم الفائزة حيث تعتبر ما قامت به هو واجب عليها وتعده طبيعياً كأم.. بينما الابناء يعدون ما قامت به هو عمل رائع يصل لحد البطولة.ونترك الام تسرد قصتها.. وتعود الي الوراء 71 سنة.. تقول: توفي زوجي مبكراً وترك لي ثلاثة اطفال صغار في المرحلة الابتدائية ومعاشا محدودا بالاضافة الي مرتبي المحدود ايضاً حيث كنت اعمل زائرة صحية بالتربية والتعليم، قبل ان انتقل هذا العام الي التأمين الصحي واعمل رئيسة تمريض.. وكان الموقف صعباً للغاية، ولكنني قبلت التحدي.. وعزمت علي ان اتحمل المسئولية وحدي واثقة ومؤمنة بعون الله لي.. كنت اساعدهم في المذاكرة والتحصيل، واتابعهم، واسدي اليهم بالنصائح، واوجههم للصواب، والي جانب هذا أخلصت في عملي ولم اقصر حتي يبارك لي الله فيما احصل عليه من راتب محدود من وظيفتي.. وهو ما تحقق.. فكان فضل الله عظيما.. وهدي لي ابنائي.. ووفقهم في دراساتهم واتموا تعليمهم الجامعي بنجاح ليحصل محمود علي بكالوريوس الطب ويعمل طبيباً بقنا وتحصل نهاد علي ليسانس الدراسات الاسلامية وتتزوج وتنجب طفلين »رحمه« 3 سنوات، »أحمد سنة« وقد لحقت زينب بشقيقها الاكبر بكلية الطب وهي الآن في السنة السادسة »الأخيرة«. ويتحدث الابناء الثلاثة وهم يشعرون بالزهو والفخار.. لقد ادركنا قصة كفاح امنا كم هي تحملت وكافحت وصبرت حتي وصلنا الي ما نحن فيه.. لقد كانت تحرم نفسها من ابسط متطلبات الحياة.. لتوفر لنا ما نحتاج من مصروفات ومتطلبات كانت تثقل كاهلها خاصة في ظل التحاق اثنين منا بكلية الطب وهي كلية لها ظروف خاصة واستثنائية وفي ظل اقامتنا جميعاً بالقاهرة حيث جامعة الازهر.وعن ظروف تقدمها للأم المثالية.. قالوا: ان مدينة قلين مدينة صغيرة.. واهلها جميعاً يعرفون الحاجة وحيده كما يطلقون عليها رغم انها لم تؤد بعد هذه الفريضة وهم يعلمون قصة كفاحها.. وهم الذين اصروا علي التقدم لهذا المسابقة.. لتفوز علي مستوي المركز ثم علي مستوي المحافظة ثم كان الفوز الكبير بالمركز السادس علي مستوي الجمهورية.. لتكون المفاجأة الكبيرة التي اسعدتنا جميعاً. وبسؤال الام عن امانيها.. تصمت قليلاً وبصعوبة شديدة تسرد مطالبها وأمانيها في نقطتين الأولي ان ينقل تكليف ابنها الاكبر من قنا الي كفر الشيخ.. ليرعاها.. حيث تعيش بمفردها في شقتها في ظل دراسة ابنها بالقاهرة او زواج ابنتها في قرية بعيدة عن المدينة. وتحكي لنا موقفاً صعباً تعرضت له قريباً.. حيث اصيبت ليلاً بأزمة صحية وانخفض ضغطها بدرجة كبيرة ولكن ربنا ستر.. وهي تخشي حدوث مثل هذه المواقف المتأزمة وهي بمفردها.. ولذا فهي تتمني ان ينقل ابنها الي كفر الشيخ ليكون بجوارها. والنقطة الثانية. هي حصولها علي شقة تخصص لابنها حيث هو في السن التي فيها يقبل الشباب علي الزواج.. خاصة في ظل سكنهم الحالي »وهو وفق ما شهدناه ورصدناه شقة صغيرة للغاية حجرتان صغيرتان وصالة صغيرة ومطبخ وحمام صغير والبيت قديم ومتهالك وفي هذه الشقة المتواضعة تربي الابناء لتكون قصتهم وقصة امهم قصة كفاح«.