من النادر في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية أن يهتم القائمون علي رئاستها بالمبادرة أو الرد علي ما يوجه للمؤسسة نقداً أو ثناء، وهذا ناتج عن قصور في إدراك اهمية ومسئولية وسائل الإعلام المختلفة وخاصة ما تتسم سياستها بالمصداقية والحفاظ علي الأمانة الصحفية، وقد وعدت في مقالنا السابق بأنني علي موعد مع المهندس الوزير سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة بعد تفضله واتصاله بي تليفونياً عقب متابعته حملة نهر الفن علي ما يحدث علي جانبي ترعة المريوطية وما خلفه المشروع الرائع وهو ربط طرفي الطريق الدائري.. من مخلفات وقبح وتدمير الشوارع وقد وجه المحافظ الدعوة ليّ لزيارته بمكتبه في الحادية عشرة قبل ظهر الاحد الماضي وفي الموعد المحدد استقبلني المحافظ بمكتبه وكان لقاء الاصدقاء وكأننا علي علاقة صداقة منذ زمن بعيد، واكتشفت نهر الفن انه أحد المقاتلين في حرب الاستنزاف وأكتوبر 3791 وكأننا علي موعد للمس أوتار الوطن في أعظم وأعز فترة في تاريخ مصر الحديث وهي فترة طرد العدو الصهيوني من سيناء، وشخصية المهندس سيد عبد العزيز كونه مهندساً معمارياً فقد قربت المسافات وتقارب الأفكار، وكان بسيطاً هادئاً متواضعاً علي درجة كبيرة من الخلق الرائعة وهذا ذكرني بصاحب الرسالتين المرسلتين ليّ علي البريد الالكتروني الأولي بدون توقيع والثانية بتوقيع الأستاذ الدكتور سراج زكريا الاستاذ بالقصر العيني الذي لفت نظري بعد قرأته حملة نهر الفن بأن محافظ الجيزة رجل ممتاز ويجب أن أزوره، المهم شكر واجب للدكتور سراج، وجاءت المبادرة من المهندس سيد عبد العزيز وكان سباقاً في دعوتي، جاء اللقاء الذي امتد لساعتين كاملتين بدأها المحافظ باهتمامه بما نشر وطلب من رئيس الحي تقريراً ميدانياً دقيقياً عن المخلفات والملاحظات التي نشرت في نهر الفن.. أعطاني التقرير لقراءته والمدهش أنه قال ليّ تعقيباً علي التقرير إن المخالفات أكثر بكثير مما نشرت.. وهذا اعتراف الكبار وقد زادت هذه الروح من تقديري له.. ولم يتوقف عند هذا الحد.. فقد عرض الخطوات والإجراءات التي تمت والتي جار تنفيذها »وأصدر قراراً فورياً برصف شارع الشيشيني وهو أكبر شارع اتساعاً عمودياً علي ترعة الميريوطية ووضع باقي الشوارع في خطة العام المالي الذي سيبدأ في أول شهر يوليو 0102، علي أن يبدأ التنفيذ فوراً بالتنسيق مع الهيئات الاخري كالتليفونات والغاز والمياه والصرف.. حتي لا يتم حفر الشارع بعد ذلك لأي سبب، واصدر تعليمات بالتصدي لجميع المخلفات بكل الشوارع وإعادة الارصفة خالية للمشاة كما يحدث في المجتمعات المتحضرة احتراماً للمترجلين وحماية لآلاف المترجلين الذين يسيرون بين السيارات في نهر الشارع معرضين للخطر والفزع والخوف والارتباك والموت، وهذا يحدث يومياً، وقد وافق علي اقتراح نهر الفن بضرورة إعداد مشروع لاستخدام المساحات الشاسعة علي جانبي ترعة المريوطية بدءاً من منزل المريوطية وحتي المنيب، وكان حماس سيد عبد العزيز يتعاظم كلما تحدثنا وتبادلنا الآراء، وفي الحقيقة كانت استجابته سريعة بعقلية وإحساس المعماري المبدع، ودعاني لمشاهدة المشروعات التي تمت في عهده والتي استكملها والجاري تنفيذها بالإضافة الي رؤيته المستقبلية لمحافظة الجيزة.. شكراً محافظ الجيزة، الذي أعطاني تليفوناته للاتصال لمتابعة كل ما نقشناه وللتواصل.