تسلم الجنرال البريطاني نيك باركر مساعد قائد "القوة الدولية للمساعدة علي ارساء الامن في افغانستان" التابعة للحلف الاطلنطي (ايساف)، قيادة قوات الحلف بالوكالة بعدما أقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجنرال ستانلي ماكريستال الذي أدلي بتصريحات سخر فيها ومساعدوه من كبار مستشاري أوباما. وينتظر الجنرال ديفيد بترايوس قائد قيادة القوات المركزية في الشرق الأوسط قرارا من مجلس الشيوخ بالتصديق علي تعيينه قائداً للقوت الأمريكية في أفغانستان بدلا من ماكريستال. لكن حركة طالبان توعدت في المقابل بان تواصل القتال ايا كان قائد القوات الدولية في هذا البلد. وقال المتحدث باسم طالبان يوسف احمدي في اتصال هاتفي أمس بوكالة الأنباء الفرنسية من مكان مجهول "لا يهمنا من هو القائد، أكان ماكريستال ام بترايوس. موقفنا واضح. سوف نقاتل المحتلين حتي رحيلهم". وتضاربت ردود الفعل بين كبار الساسة في واشنطن بشأن تعيين بترايوس، حيث أثني البعض بينهم السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وكارل ليفين رئيس لجنة الخدمات المسلحة بالمجلس علي اختيار بترايوس، لكن المناسبة دفعت أخرين لإنتقاد الاستراتيجية الأمريكية في الحرب في أفغانستان. وشدد السيناتور الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين علي ضرورة توافر الاحترام الكامل بين المسئولين العسكريين والمدنيين، وطالب مع عضوين أخرين بالمجلس الرئيس الأمريكي بإعادة تشكيل الجانب المدني من الوجود الأمريكي في أفغانستان "والا خسرت أمريكا الحرب هناك". من جهته دعا النائب الديمقراطي دينيس كوسينيتش الي انسحاب القوات الامريكية من افغانستان، قائلا "ان الجنرال بترايوس خدم بلاده بطريقة مشرفة، لكن لا يمكننا ان نامل في مخرج مختلف مع جنرال جديد بينما الاستراتيجية هي نفسها". ورحبت وزارة الخارجية التي طال دبلوماسييها انتقاد ماكريستال، بتعيين بترايوس مؤكدة انه "يقر بأهمية جعل المكونين المدني والعسكري للاستراتيجية، يعملان يدا بيد".. وكان الرئيس الأمريكي قد تعهد بعدم التسامح ازاء أي انقسامات في فريق الأمن القومي لبلاده، مؤكدا بعد اجتماع مع ماكريستال دام 31 دقيقة في البيت الأبيض ان "الحرب اكبر من اي رجل او امرأة، سواء اكان جنديا ام جنرالا ام رئيسا". وأجري اوباما اتصالات هاتفية بعدد من زعماء التحالف الدولي في أفغانستان بينهم الرئيس الأفغاني ورئيس الوزراء البريطاني وسكرتير عام حلف شمال الأطلنطي ليطلعهما علي تفاصيل إقالة الجنرال ماكريستال. جاء هذا بينما أفادت تقارير ان يونيو الجاري اصبح الشهر الاكثر دموية للقوات الاجنبية في افغانستان منذ اجتياحها هذا البلد اواخر 1002 اذ بلغت حصيلة قتلاها منذ مطلع الشهر 97 قتيلا. وفي لندن قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني في بيان ان كاميرون والرئيس أوباما "اتفقا علي ان الجنرال بترايوس" هو الشخص الصالح لتولي قيادة" نحو 041 الف جندي في الحلف، مضيفا ان كاميرون "ممتن للجنرال ماكريستال لإسهامه في القتال وخصوصا عبر دوره في تحديد ودفع الاستراتيجية الحالية لمكافحة التمرد". من ناحيته أكد سكرتير عام الحلف الأطلنطي اندرس فوج راسموسن ان الحلف سيواصل نهجه بشأن أفغانستان، حيث انه النهج الذي وضعه مكريستال وهو النهج الصحيح. لكن الخطوة قوبلت بمخاوف من قبل الممثل السابق للامم المتحدة في افغانستان النروجي كاي ايدي وكذلك رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان "فيجاوداس يوزاكاس". وكان الرئيس الأفغاني حامد قرضاي أعرب الرئيس الافغاني حميد كرزاي قد أعرب في وقت سابق عن احترامه لقرار اوباما اقالة مكريستال، مرحبا في الوقت نفسه بتعيين بترايوس وواصفا اياه بانه "جنرال يتمتع بالخبرة. من جانب أخر نقلت مجلة "بروسبكت" البريطانية عن قائد الجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز إن القوات البريطانية قد تبقي في افغانستان لنحو خمس سنوات اخري. وقال ريتشاردز الذي تلقي معلومات باحتمال ترقيته ليتولي رئاسة الاركان العامة للقوات المسلحة البريطانية "انا افترض أننا سبنقي منشغلين في افغانستان من ثلاث الي خمس سنوات اخري وهذا هو الافتراض المعمول به حاليا في وزارة الدفاع." جاء هذا في الوقت الذي أعلن فيه مقتل أربعة جنود بريطانيين في حادث سيارة بأفغانستان ليرتفع بذلك عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في الحرب هناك الي 703 جنود. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن باكستان يمكنها القيام بدور مهم في التوسط في محادثات بين الجماعات الافغانية المتشددة وحكومة الرئيس حامد قرضاي.