د. على جمعة أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أهمية أن نستدعي الروح الجديدة لخطاب أوباما الذي دعا إلي بناء علاقة جديدة بين العالم الغربي والمجتمعات الإسلامية قائمة علي المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، بحيث لا يكون هناك تعارض أو تنافس بل قواسم واهتمامات مشتركة كالعدالة والتقدم والتسامح والكرامة، وشدد علي أهمية ترجمة تلك الاهتمامات في شكل برامج عالمية تنقلنا من مفهوم الحوار إلي مفهوم المشاركة.. جاء ذلك في ختام مؤتمر "مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الإسلامية" الذي نظمته مكتبة الإسكندرية في جلسة خاصة ختامية تحدث فيها أيضاً الدكتور ويليام فيندلي الأمين العام للمؤتمر العالمي حول الأديان من أجل السلام وقدمها الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية..وأضاف مفتي الجمهورية أن المؤتمر يعد خطوة بناءة في طريق تدعيم ثقافة التسامح بين الدول الإسلامية والولاياتالمتحدة بعد مرور عام من إلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمته للعالم الإسلامي من القاهرة..وأكد جمعة أن إقامة السلام الشامل والعادل في فلسطين سيكون له أبلغ الأثر في تحسين العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الإسلامية، وهذا السلام يعد ضمان نجاح أي مبادرة لتحقيق التقارب.. وأشار إلي أن مسئولية تحقيق التعاون تقع علي الجانبين وهي الطريقة الوحيدة لبناء عالم أكثر إشراقا وازدهاراً، فبالتعاون والاحترام لا يستحيل شيء علي الإنسانية.. وأشار إلي الحاجة إلي حماية التعاون الثقافي وتشكيل شبكة لدعم الحلول الفعالة لمبادرات وجهود الحكومات والمجتمع المدني، والعمل مع المؤسسات الإعلامية لنشر قيم التسامح لصالح حرية التنوع الديني والثقافي وتبادل القيم والخبرات الناجحة..وقدم جمعة للحضور مجموعة من الحقائق التي تحدد معالم جديدة في طريق الشراكة بين الإسلام ودول الغرب، ومنها أن الإسلام دين يدعو إلي التسامح والرحمة، فالرحمة هي أساس الدين وهو ما يبينه حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: "ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحَمْكُم مَن في السَّماء"، وهو أول ما يتعلمه طلبة العلم.. وأضاف أن الإسلام يحث المسلم علي التعاون والانخراط في تنمية المجتمع وبناء الحضارة وتعمير الأرض والعبادة وهو ما يبينه قول الله تعالي: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان"..وأوضح مفتي الديار المصرية أن الإسلام قد تقبل تعددية الحضارات عبر التاريخ ولم يصطدم بأي ثقافة أو حضارة واستوعب حضارات متعددة منها الفارسية والهندية والصينية وغيرها، وأن الإسلام يتعاون مع كل الحضارات التي تساهم في بناء المجتمعات وينشئ شراكات مع الجهات التي تستهدف تطوير الحياة الإنسانية.. وتحدث جمعة عن أهمية دور المرأة في الإسلام مبيناً أن أول من أسلم كان امرأة وهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، مؤكداً أن مكانة المرأة في الإسلام عبر العصور لم تتغير فقد حكمت وتولت القضاء وباشرت الحسبة وشاركت بالرأي، ويشهد بذلك التاريخ الإسلامي ويؤكد عليه الفتاوي الصادرة عن دار الإفتاء المصرية.