تعودت أن أذهب إلي شرم الشيخ مدينة السلام الساحرة لاتمتع بحيويتها وشواطئها ومياه بحرها الزاخرة بالثروات البحرية . ان زيارتها تدعوني دائما إلي استعادة ذكريات تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي الأسود خاصة أنني عايشت أحداث استلام مصر لها. وكلما تجولت الآن في المدينة وشاهدت ما صنعته الإرادة المصرية التي صاحبت حرب التحرير عام 3791 تذكرت ما كانت عليه وما أصبحت عليه. إنها لم تكن سوي قرية صغيرة تم استغلالها إسرائيلياً إبان الاحتلال علي نطاق ضيق جداً لقضاء الاجازات حيث لم يكن بها سوي فندقين متواضعين. وعلي مدي السنوات ال52 الماضية والتي أعقبت عودتها إلي أحضان مصر الوطن تحولت هذه البقعة الغالية إلي مدينة سياحية من طراز فريد حيث انتشرت فيها عشرات الفنادق بكل المستويات ، والتي تضم عشرات الآلاف من الغرف الفندقية. ونتيجة لهذا التطور التعميري الهائل فقد وصل ما تستقبله من السياح حالياً إلي حوالي نصف السياح الذين يزورون مصر، إنها أصبحت تستحق عن جدارة أن تحمل لقب »درة السياحة المصرية«. في يوم الثلاثاء »أمس الأول« كان موعد هذه المدينة الخالدة مع إضافة حضارية رائعة لمزاراتها دشنتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية. إنها حديقة السلام التي تبلغ مساحتها أكثر من 03 فداناً، والتي ألحق بها متحف في غاية الجمال يضم كل معالم البيئة الطبيعية التي تزخر بها سيناء. لقد حدد موعد افتتاح هذا المتحف مواكبا للاحتفال بيوم البيئة العالمي ليكون مزاراً سياحيا وتعليميا واعلاميا. لكل زوار مدينة السلام من سياح ومواطنين مصريين. إنه لا يقل روعة وتخطيطاً وديكورا عن أي متحف عالمي للبيئة الطبيعية في أي من دول العالم الكبري، إنه إنجاز يستحق عليه المهندس ماجد جورج وزير البيئة كل الشكر والتقدير باعتباره يعكس تجسيداً حقيقياً لما وصل إليه إحساسه واهتمامه بالبيئة والتي أصبح الحفاظ عليها من أهداف دول وشعوب العالم. وقد شارك في فعاليات الافتتاح الذي تم بحضور حرم رئيس الجمهورية إلي جانب وزير البيئة عدد من المدعوين من بينهم محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية وزهير جرانة وزير السياحة واللواء عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء.. بالإضافة إلي مجموعة من خبراء البيئة البارزين. وقد ركزت الكلمة التي ألقاها وزير البيئة في هذا الحفل الذي أقيم تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك علي الاهتمام الذي توليه مصر لشئون البيئة.. قال أنه كان من نتائج المشروعات التي تبنتها الدولة لخلق بيئة مستدامة ونظيفة ونجاحها في تحقيق هذا الهدف.. احتلال مصر لمكانة متقدمة بين جميع دول العالم في هذا المضمار، وبعد هذه الكلمة تم تنظيم جولة داخل المتحف لمشاهده معالمه التي ساهمت في ابرازها التكنولوجيا الحديثة. لقد شمل نماذج للحياة البرية والمائية، بالإضافة إلي كل المعالم الطبيعية والتاريخية ونماذج لجبال سيناء بألوانها المختلفة. إن ما شاهدته داخل هذا المعرض والذي أتاح لي معلومات كانت جديدة بالنسبة لي تماماً يجعلني أقول إنه سوف يكون من أهم معالم المدينة وعنصر جذب مثير للسياحة. إن افتتاح حديقة السلام ومتحف الطبيعة البيئية في شرم الشيخ ينسجم تماماً مع انضمام هذه المدينة إلي مجموعة المدن العالمية التي تحمل اسم »المدن الخضراء« أي التي تحظي فيها البيئة بكل الاهتمام والرعاية. نعم إن شرم الشيخ لم تعد مدينة السلام فقط وإنما أصبحت أيضاً إحدي المدن الخضراء وهي السمة التي سوف تساهم في المزيد من الإقبال علي زيارتها خاصة من جانب قطاعات كبيرة من السياح الذين تجتذبهم جهود الحفاظ علي البيئة. إن وزارة السياحة واستثماراً للجاذبية التي أصبحت تحظي بها البيئة تعمل ومنذ وقت علي الترويج لشرم شيخ خضراء أي صديقة للبيئة. ان جهود وزارة السياحة في هذا المجال جاءت متجاوبة مع نظرة العالم إلي شرم الشيخ باعتبارها أكثر المدن تميزاً وثراء في البيئة الطبيعية التي تتمثل في شواطئها وموقعها، بالإضافة إلي اثروتها الهائلةسواء كانت طبيعية أو حياة برية أو بحرية.. هذا التحرك جاء استجابة للمبادرة التي أطلقها الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء خلال اجتماعات المنتدي الاقتصادي العالمي الذي عقد بشرم الشيخ عندما دعا إلي أن تكون هذه المدينة واحدة من مدن العالم الخضراء. هذه الدعوة كانت وراء الاجتماع الذي دعا إليه وزير السياحة زهير جرانة من أجل تبني هذه المبادرة. من المؤكد أن مشروع حديقة السلام ومتحف البيئة الطبيعية الذي أقامه ماجد جورج وزير البيئة سوف يخدم هذا الهدف الذي تسعي إليه الدولة وأجهزة السياحة المصرية.