فجأة ظهر الفك المفترس في شرم الشيخ.. هاجم السائحين قتل من قتل.. وبتر أعضاء آخرين.. فجأة وبلا مقدمات وجدنا سمك القرش يهاجم شواطئنا وكأننا نتابع فيلما أمريكيا.. كنا نعرف أن أسماك القرش تعيش في البحر الأحمر وخليج العقبة.. ولكن لم نتوقع أن يحدث ذلك الهجوم المفترس علي شواطئنا. ولأن إسرائيل هي العدو.. ولأن رئيس الموساد اعترف بطريقة غير مباشرة منذ شهرين ان مصر هي العدو الذي يحاولون اثارة جبهته الداخلية وهزيمته بلا حرب فقد اتجهت كل عقولنا ناحية العدو الصهيوني باعتباره وراء هذه الجريمة.. الشارع المصري - بلا إعلان رسمي - قال ان إسرائيل فعلتها بطريقة ما للتأثير علي السياحة في شرم الشيخ التي ستجذب خلال الأيام المقبلة حوالي 150 ألف سائح تقريبا خاصة مع احتفالات واجازات أعياد السنة التي يهرب فيها الأوروبيون من برد وثلج أوروبا إلي شمس شرم الدافئة. قال البعض - بلا سند علمي طبعا - ان إسرائيل بطريقة ما هيجت أسماك القرش في الأعماق لتفعل فعلتها خاصة أن العالم يرصد تسعة حوادث فقط "في المتوسط" في جميع شواطئ العالم في العام.. ولكن شاطئ شرم الشيخ وحده رصد أربعة حوادث في يومين..!! إسرائيل قالت انها تأثرت أيضا سياحيا بهذه الهجمات المفترسة علي شرم الشيخ لأن السائحين الذين يزورون شواطئها علي الخليج أيضا لن يحضروا.. وسيبحثون عن مكان آخر أكثر أمانا..!! من الصعب تحديد تفسير علمي منطقي لما حدث إلا بعد أن تنتهي دراسات العلماء المصريين والأجانب والذين بدأوا بالفعل مهمتهم العلمية وقد يقدمون تقاريرهم المبدئية خلال ساعات ولكن التقرير النهائي سيحتاج إلي دراسات أطول.. وسيبقي الفاعل مجهولا.. لكن المتهم الذي سيظل في أذهاننا هو إسرائيل لأنها لا تتورع في إيذاء أي بلد عربي تحت أي مسمي. في إسرائيل صدرت منذ يومين فتوي وقع عليها أكثر من 50 حاخاماً تحرم التأجير أو البيع في العقارات للعرب.. وتؤكد الفتوي ان التعامل مع العرب "مسلمين ومسيحيين" بالبيع أو التأجير حرام... حرام...!! هل هناك عنصرية أبغض أو أحقر من هذه الفتوي؟ وهل يوجد دين سماوي يفرق في المعاملة بين البشر والتعامل الإنساني سوي بالحدود والنظم المعروفة. "ان أكرمكم عند الله أتقاكم" فالتقوي هي عنصر التميز عند الله أما العلاقة الانسانية بين البشر فتحكمها قواعد ونظم.. وليست بهذه العنصرية البغيضة ومع ذلك لم نسمع ولم نقرأ أن أحداً في أوروبا وأمريكا الذين يصدعون رءوسنا كل يوم بالمساواة والعدالة وحقوق الإنسان قد انتقدوا هؤلاء الحاخامات أو ردوا عليهم باسم حقوق الانسان أو شرحوا حتي تفسيراً منطقيا يفسر هذه الفتوي..!! هل يخافون من معاداة السامية التي ابتكروها للحرب ضد من يهاجم إسرائيل والصهيونية؟ ان فكرا مثل هذا الفكر العنصري الصهيوني الذي تعبر عنه هذه الفتوي لا نستبعد أن يفعل أي شيء ليضر بمصر والمصريين من خلال ضرب السياحة في شرم الشيخ لأنها أصبحت مقصداً عالمياً ومكاناً دولياً يفد إليه السائحون الزوار من كل أنحاء العالم. أعرف أنه لا يوجد دليل مادي وعلمي واضح لهذا الاتهام ولكن هؤلاء الذين يعيشون بهذا الفكر وهذه الرؤية وهذا التخطيط وتلك الاستراتيجية التي نتابعها كل يوم لا نستبعد منهم أبداً أن يفعلوا جريمة في مياه خليج العقبة للاضرار بالسياحة في مصر..!! أهم ما في درس "قرش شرم الشيخ" هو اننا لابد أن نعرف ونفهم ماذا حدث ونستعد للاستفادة من الدرس وألا نترك شيئاً للصدفة؟ لقد ظهر أحد المسئولين ليؤكد أننا نجحنا في الامساك بالقرش القاتل الذي هاجم السياح وانه لم يعد هناك خطر يهدد السائحين.. وبعد ساعات قليلة انقض قرش آخر ليفتك بسيدة ألمانية..!! بل الأدهي من ذلك ان جمعية بحرية مصرية - وليست أجنبية - أكدت ان سمكة القرش التي أمسك بها رجالنا وصادوها في شرم ليست هي التي هاجمت السائحين لأن النوع مختلف وأياً كانت الحقيقة فلابد أن نتوخي الدقة العلمية ولا نستبق الأحداث.. ثم نواجه أنفسنا علميا ونعلن في النهاية عن الدرس المستفاد وكيف نستفيد منه في المستقبل فالحياة مازال فيها قروش كثيرة. ولعل هذا ما يربط بين قرش شرم و"قرشين الانتخابات".. فالقروش في كل مكان أصبحت تفرض نفسها علي المجتمع.. في البحر.. والبر.. وفي الفضاء وطبعا "قرش الانتخابات" لا أقصد به "قرش حشيش" لا سمح الله.. برغم ان الاخوة الحشاشين سيغضبون مني.. وكما قلت فإن القروش كثيرة هذه الأيام.. ولكن قرشين الانتخابات هما قرشان ويختلفان عن قرش الحشيش.. كما يختلفان عن قرش شرم الشيخ. القرش الأول في الانتخابات هو سمك القرش الذي ابتلع السوق الانتخابي.. سواء كان هو المرشح نفسه.. أو رجاله البلطجية. فهناك مرشحون صرفوا الملايين.. بل بعضهم صرف عشرات الملايين من أجل الحصانة.. وطبعا كان هو سمكة القرش التي ابتلعت السمك الآخر ولا أقول الصغير لأن هناك سمكاً كبيرا تم ابتلاعه بالفعل في الانتخابات. قرش الانتخابات فرض سطوته "بالقرش" الثاني وهو المال.. صرف الملايين.. وطبعا قرش الانتخابات الأبيض ينفع في اليوم الأسود.. والقروش تملأ الكروش.. وتغمض العيون.. وكله يهون من أجل الحصانة..!! قروش كثيرة تم دفعها في هذه الانتخابات تحت مسميات كثيرة.. بعضها تم صرفه في طرق شرعية لاستكمال بناء مساجد ومدارس لتقديم خدمات لأهل الدائرة.. لكن الأهم هو القروش التي تم صرفها لأشخاص من أجل شراء الأصوات و"عيني عينك"..!! إذا كان خطر سمك القرش في شرم الشيخ محدوداً بشواطئ معينة ولابد من دراسة الظاهرة علميا لمواجهتها.. فإن خطر قروش الانتخابات أخطر لأنه ليس محدوداً بمكان أو زمان ولابد من دراسة هذه الظاهرة لحماية المستقبل وأجيال المستقبل. قروش الانتخابات كانت معلومة للجميع.. سواء للناخبين أو لسماسرة الناخبين وتجارها الذين كانوا يقومون بتوريد الناخبين للجان تباعا.. وهناك أكثر من وسيلة لضمان الصوت مثل الورقة الدوارة التي بدأت في بورسعيد الانتخابات الماضية 2005 وانتشرت في 2010 في معظم المحافظات.. حيث يحصل رجال المرشح علي ورقة انتخابية من خلال دخول ناخب والحصول علي هذه الورقة والخروج بها بيضاء بعد أن يكون قد غافل رجال اللجنة ووضع بدلا منها ورقة بيضاء في الصندوق. وتكون هذه الورقة الانتخابية هي التي يحصل عليها الناخب الثاني ليضعها كما هي بعد تحديد المرشحين المطلوبين.. فيضعها في الصندوق ويخرج بورقته بيضاء فيسلمها ويتسلم المعلوم. انها جريمة تزوير كاملة الأركان ولم يهتم بها أحد..!! القروش أيضا صنعت البلطجية.. والبلطجية كانوا متواجدين في اللجان سواء لحماية المرشح أو لإرهاب مرشح آخر ورجاله وكذلك "بلطجة الحريم" لبهدلة الرجال أو لإرهاب النساء.. وكله بثمنه..!! القروش في الانتخابات أيضا كانت كلمة السر في هذه الأسلحة الكثيرة التي تردد أنها كانت متواجدة مع بعض أنصار المرشحين في قبلي وبحري.. وفي كل مكان.. لقد سمعنا ان تبادلا لاطلاق النار في الهواء حدث بالفعل في دوائر كثيرة.. بل ان اطلاق النار أيضا كان ظاهرة واضحة للتعبير عن الفرحة بالفوز عند كثير من المرشحين فما هو سر هذه الآلات الحربية الكثيرة وهل كلها مرخص؟ هذه الظاهرة السلبية حتي لو كانت أقل مما تم تصويره في بعض الصحف والإعلام الخاص والخارجي لابد من مواجهتها بشكل علمي وسليم. ** أعتقد أن الأمن كان يتابع العملية الانتخابية بشكل دقيق.. وأن كان قد أجل المواجهة مع أحصاب هذه البنادق وتلك الأسلحة لما بعد الانتخابات فهو رأي صائب بالفعل لكن لابد من المواجهة الفردية لكل من شوهد أو عرف عنه انه يحمل سلاحاً غير مرخص وظهر به في الانتخابات.. لأن تلك هي الطامة الكبري. أعرف أن رجال الأمن سيتحركون بسرعة وقد فعلوا ذلك فعلا منذ يومين في احدي قري الصعيد.. لكن المواجهة السريعة والحاسمة أصبحت ضرورية. انني أعرف - سماعا - قرية في دائرة الجمالية والمطرية دقهلية هي قرية الشبول وهذه القرية - كما يقال والعهدة علي الرواة - بها ترسانة من الأسلحة ويقال والعهدة علي الرواة ان هناك عشرات من الأهالي الصيادين يحملون هذه الأسلحة جهاراً سواء في بحيرة المنزلة أو الشوارع. لابد من مواجهة هذه الظواهر السلبية التي وضحت في الانتخابات لأنها تمس الأمن والمستقبل.. وهي أهم شيء في هذا الوطن. وإذا كنا نريد أن نحارب قرش شرم الشيخ بالعلم فإن العلم أيضا والإرادة والإدارة القوية للمواجهة ضرورية لمواجهة قروش الانتخابات التي كانت أبرز سلبياتها. همس الروح ما الحب إلا للحبيب الأول وكل حب هو حب أول وكل أول هو حب جديد ويبقي الحب.. ما بقيت الحياة لوغاريتمات مصرية الأقصي في خطر المسجد الأقصي في خطر.. الحفريات الإسرائيلية تهدده بالانهيار.. الصهاينة مازالوا ينفذون مخططهم لإقامة الهيكل المزعوم علي أنقاض المسجد وهذا ما يؤكده يومياً قادة الصهاينة.. الأقصي يتعرض لعدوان يومي ونحن ساكتون.. صامتون. في ذكري الهجرة النبوية الشريفة في مكة إلي المدينة يجب ألا ننسي ثالث الحرمين.. يجب ألا ننسي مسري رسولنا الكريم.. وألا ننسي أن ما يحدث في المسجد الأقصي ليس بعيداً تماماً عما يحدث في القدس العربية في تهويد واستيطان وتطهير عرقي لا يقل فاشية عما فعله الفاشيون العنصريون علي مر التاريخ. التصدعات التي تهدد الأقصي لا تختلف عن الانهيار الفعلي والتصدع القائم في خريطة القدس العربية.. ومحاولات تهويدها.. وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهذا التراجع الأمريكي المخيف والمريب. أن تراجع أمريكا وعدم موافقة إسرائيل علي تجميد الاستيطان دليل حي علي المؤامرة الكاملة ضد القدس.. ونحن صامتون ساكتون.. ولله الأمر من قبل ومن بعد! التعليم في الريف دراسة كبيرة نشرت عن التعليم في الريف أكدت حقائق مذهلة عن تسرب الطلاب وإغلاق مدارس بدون مبرر وعدم وجود المدرسين في المدرسة.. وأن هناك تلاميذ كثيرون في الابتدائي والإعدادي لا يعرفون القراءة والكتابة. مهازل كثيرة تحدث في مدارس الريف ومستوي التعليم لا يعتمد علي المدرسة.. كما أن هناك مدارس مازالت لم يتم تحديثها ومدارس تم تحديثها آلياً ولكن البشر غائبون. التعليم في الريف مأساة وليتهم يهتمون به لأنه للأسف ضائع بين الوزارة والمحليات.