ضغوط مختلفة وراء الانتحار بعد حادثة الانتحار الأخيرة التي قام بها شاب من فوق كوبري قصر النيل.. ومن بعدها محاولة شاب آخر الانتحار من فوق كوبري الجيزة. حاولنا التعرف علي نفسية وشخصية من يقدم علي الانتحار! قررت الانتحار.. لراحة نفسي ولعدم رؤية زوجتي ولعدم ردي جميل زوجتي..مرتبي لا يكفيني وأصبحت مديوناً ..وديوني تزداد وارتبكت حالتي المالية.. وتوترت أعصابي، وأصبحت لا أجد السعادة ولا الابتسامة وأصبحت حياتي جحيماً لا يطاق..للأسف لم أجد أحداً يساعدني لذا فقد أقدمت علي إنهاء حياتي. هذه بعض من الرسائل التي تركها المنتحرون يشرحون فيها أسباب انتحارهم ومبرراته جمعت في دراسة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية.. وهناك ملايين من البشر يقررون الانتحار كل عام حول الكرة الأرضية..وينجح أكثر من مليون فرد في تنفيذ قرارهم حتي ان دولة مثل أمريكا أنشأت عام 2005 المجلس الوطني لمنع الانتحار تحت اسم شريان الحياة .. بعدما تزايد حالات الانتحار هناك بشكل لافت للنظر خاصة مابين أعمار 15- 24 عاما..! ومن اللافت للنظر أن هناك بعضا من المنتحرين لا تنقصهم شهرة ومال وعشاق كما حدث مع مارلين مونرو، وكريستينا أوناسيس.. فالأولي كانت صديقة للرئيس الامريكي الشاب الراحل كيندي.. والثانية تهافت عليها الرجال، ولا غرابة فهي سيدة أساطيل نقل البترول.. ايضا هناك المغنية الشهيرة الفرنسية ذات الأصول المصرية داليدا التي أحبها الملايين علي مستوي العالم.. ولكن مع كل المال والشهرة قررت الانتحار. ظاهرة الانتحار لفتت انتباه الكثير من علماء النفس وتناولوها بالدراسة منذ سنوات طويلة فقدم قدموا في الثلاثينات تشريحا لنفسية المنتحر فأكدوا أن شخصية المنتحر تغلب عليها سمات عدم النضج،والنكوص الطفولي المتمركز حول الذات..وانه يعاني من الوحدة النفسية ، وتنطوي شخصيته علي عدوان شديد كامن مع عدم القدرة علي تكوين علاقات اجتماعية سليمة ويكون نتيجة طبيعية لعدم القدرة علي التكيف مع الواقع.. بسبب بعض ما لحق المنتحر من قصور في قدرته علي التكيف التعويضي. . وعن لحظة الانتحار يؤكد علماء النفس أن وقت شروعه بالانتحار تكون موارد المنتحر قد جدبت، وفقد هدفه ويكون الموقف الانتحاري المباشر هو العامل المسيطر عليه لدرجة فقدان مجال الشعور إلي مدي يفقد معه الانتباه للحياة ذاتها.. حينئذ يحدث انهيار عضوي وتصبح المراكز العصبية العليا غير قادرة علي الضبط أو الاستجابة للدوافع الواردة لاختيار فعل ما..فيتوقف عن أن يريد شيئاً ما ويفقد القدرة علي التخيل.. وتكون النتيجة شلل القدرة الذاتية السوية عن رفض أو تجنب ما يضير حياته.. ويقدم علي فعلته ووجد الباحثون.. أن من بين المنتحرين نسبة كبيرة من الذين فقدوا علاقات شخصية مهمة مع آخرين. فضلاً عن ظهور استجابات حزن وحداد شديدين لمدة طويلة، وهي عوامل هامة في معاناة الشخص من الشعور القهري بالعزلة النفسية وآثارها المدمرة. أما خطوة الإقدام علي الانتحار في بعض حالات الذهان ، وفي حالات الانهباط عامة والهوس السوداوي بوجه خاص فيرجع إلي ما يتميز به المرضي من سمات مشتركة تؤدي إلي اختلال الأنا،وانحلال الشخصية وتدفعهم إلي تدبير الفعل الانتحاري بهدوء وقد تفوت الفرصة علي من حولهم في عمليات إنقاذهم. وصفت الابحاث شخصية المنتحر بالفجاجة وعدم النضج وبالطفلية في فهم الأمور والحكم عليها، وبالخوف الزائد وعدم الاطمئنان في مواجهة مواقف الحياة..وتتسم شخصية المنتحر أيضاً بالحساسية الزائدة والقابلية للتهيج بشدة ، وبعدم اتزان انفعالاته،وتتسلط علي شخصيته أفكار قهرية مصحوبة برغبات قوية في الموت..لذلك فهو يعاني من الأرق، ويحتفظ بنزعات عدوانية أو رغبات لاشعورية محرمة، وكثيراً ما يتحدث عن الشعور بالإثم ويهتم بالعقاب الزائد ويستعذب الألم.كما يعاني من الإحساس بالتفاهة وعدم الاطمئنان، وفقدان الذاكرة أحيانا.