هذا المنصب الذي يعتليه يتم باختيارات متعددة منها ما هو سيادي لا تدخل فيه لمشكل الحكومة »رئيس مجلس الوزراء« الذي يتم اختياره من قبل السيد الرئيس، لتشكيل الحكومة، ومنه ماهو بحكم خلفيته السياسية أو حسب رؤية القيادة السياسية لإنجازاته، يبقي ضمن التشكيل حتي إشعار آخر. ولكن موضوع مقالي هو أن هناك من هذه الشخصيات الحاملة لحقائب وزارية، منهم من عمل بالسياسة قبل توليه منصبه، وتدرج في العمل السياسي ومنهم من لم يكن اصلا مهتما بالسياسة، بل اكثر من ذلك ربما لم يكن عضوا بالحزب الحاكم »حزب الاغلبية« أو حتي من المهتمين بقراءة الجرائد وأعلم عن البعض وهكذا صرح حينما اختير وزيرا، بأنه لم يهتم يوما بالسياسة، ولكنه يقع ضمن شريحة »الأوتوقراطيين« أو الفنيين أو الاكاديميين، الذين يرتبط مجال تخصصهم بمجال شئون الحقيبة الوزارية التي اسندت له. ومن التجارب الكثيرة »إلا قليلا« شاهدنا ورصدنا ونستطيع الجزم بأن الوزير القادم من محفل سياسي، هو الانجح في إداء مهام حقيبته، سواء علي المستوي الوظيفي مع المرؤوسين لوظيفته كوزير »ديوان، وهيئات، وشركات«. وايضا هو الانسب لمعاملة المتعاملين مع حقيبته من الشعب، وإيضا الهيئات الخاصة والاعتبارية، والاكثر من ذلك أهمية، هو مناسبة ادائه لدوره امام البرلمان وسرعة تجاوبه مع نبض الشعب، ونوابه، دون الخضوع لطلبات لاتدخل ضمن ما ينطبق عليه بالطلبات غير المعقولة، كما ان الوزير السياسي، له وجهة نظر، فيما يبادر بتقديمه من افكار ومشروعات غير تقليدية امام مشاكل وطن أصبحت عبئا شديدا أمام المسئول، حيث تراكمت المشاكل، وتعثرت الموازنات المحددة لهذه المشاكل، وبالتالي فإن الحلول غير التقليدية، والابداع في إدارة الحقيبة، وخلق فرص مناسبة، لإدارة اصول تابعة لهذه الحقيبة، حسن التصرف وايضا حسن العرض علي الرئيس أو علي مجلس الوزراء، واقتناع الزملاء في هذا المجلس، وخاصة وزير المالية، ورئيس مجلس الوزراء، لهم دور بالغ في تأدية هذا الوزير السياسي للدور المنوط به دستوريا ونجاحه في أدائه. كما ان هناك جانبا آخر هاما في مهام الوزير السياسي وهو تجاوبه مع السلطة الرابعة من سلطات الامة الدستورية، وهي سلطة الصحافة »صاحبة الجلالة« والإعلام، كالوزير السياسي، نجده علي سماعة التليفون مع من يحييه علي إداء عمل أو من ينتقده في إدائه، فالجميع يستحقون من الوزير المناقشة والمبادرة، بالتحدث وهذا ايضا قلما يتوافر لدي »الاوتوقراط« أو المعينين في وظائفهم لخلفيات غير سياسية، وهؤلاء لا يعنيهم صحافة، إلا قليلا ايضا، يتناولون الرد اما عن طريق وسيط أو عن طريق صحفي منتدب أو مراسل لدي ديوان الحقيبة- وفي بعض الاحيان حينما يشتد النقد، تكون هناك مهاتفة مع الناقد لكي »يكسر سمه«!! أما امام مديح أو سؤال أو استيضاح، فلا اجابة ولا استجابة، ومن الوزراء السياسيين الناجحين في ادائهم لحقائبهم الوزارية في حكومة د. نظيف لا يتعدون اصابع اليد الواحدة للاسف الشديد!!