العسل المسموم كان أحد وسائل التخلص من بعض الأشخاص الذين يعارضون نظاما معينا أو يرفضون إعطاء البيعة له أو في وجودهم خطر علي استمرار الملك العضود إبان الدولة الأموية. اليوم نشهد هذا السم في العسل علي أرض فلسطينالمحتلة حيث يقوم العدو الصهيوني بشن هجمات وحشية وبربرية علي المواطنين من شيوخ ونساء وأطفال وشباب فيقتل من يشاء ويعتقل من يشاء ويهدم البيوت علي رؤوس أصحابها بل ووصل الأمر به إلي اخلاء القدسالشرقية من سكانها الأصليين وحتي تنتهي حقيقة الأراضي المقدسة قام العدو الصهيوني بتهويدها وضمها إلي التراث اليهودي المزعوم وجاري الآن العبث بمباني المسجد الأقصي حتي يسقط نهائيا مع منع المواطنين من الصلاة فيه ودخول الصهيونيين الأنجاس إلي باحته كما دخلوا بأحذيتهم مسجد الخليل عليه السلام. وسط هذا الزخم من الاعتداءات والافتراءات الاسرائيلية والتهويد الكامل لأرض فلسطين نجد الآلة الغربية مازالت تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية بجانب دولة اسرائيلية وكلما قامت بإرسال مبعوثين يمينا ويسارا ومرارا وتكرارا من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود كلما زادت اسرائيل في وحشيتها وضمها للمزيد من الأراضي لدرجة أصبح معها لا وجود فعلي للدولة الفلسطينية المنتظرة هذا العطاء اللفظي الغربي السمح أمام وجوهنا لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يستخدم الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لردع اسرائيل بل هو أشبه بغطاء دولي لحماية اسرائيل واستمرارها في عدوانها. إننا أمام مشهد ميلودرامي فيه عدو ينهش فينا ليل نهار وأمام كلام معسول يتطابق تماما مع المقولة التاريخية الشهيرة »ان للعسل سما يقضي علي من يشاء من أعدائنا وقتما نشاء« وها قد اجتمعا جناحا العنف والعسل السام في القضاء علي الفلسطينيين واستلاب أراضيهم وتشريد أولادهم ونسائهم وسط متفرجي العالم الاسلامي الذين مازالوا يؤمنون بأن الحل في يد أمريكا وأوروبا وليس بأيديهم!!