تدني المستوي الفني لآخر مباراتين في دور الثمانية لكأس مصر لكرة القدم للدرجة التي لا تليق بهذه المسابقة العريقة ولا باسماء الاندية المشاركة فيها أو بالنجوم الشهيرة التي ضمها هذا الرباعي المتنافس والتي احتوت قائمتهم علي عدد كبير من الدوليين الذين حملوا شعلة الدفاع علي سمعة الكرة المصرية ورفعوا رايتها خفاقة عالية وقادوها وأعلوها علي كل القرينات الافريقيات طوال السنوات الست الماضية.. وكان الله في عون الجهاز الفني للمنتخب بقيادة كابتن حسن شحاتة الذي لو تابع هاتين المباراتين لا نفطر قلبه ألما و حسرة علي ركائزه الدولية التي طالما اعتمد عليها واستعملها في تنفيذ خططه وتحقيق طموحاته.. فقد تخلت عن كل معالمها المهارية وقلدت الباقين من غير الدوليين الذين جروا خلف الكرة دون فكر أو وعي وظلوا يطاردونها وهي تهرب منهم وتذهب إلي منافسيهم في مشاهد مأساوية درامية تؤكد ان ما يجري علي البساط الاخضر لا يمت لما يمرسه اللاعبون العالميون من كرة قدم حديثة بأي صلة أو رابطة وكأنهم يلعبون رياضة أخري خاصة بمصر فقط. 09 دقيقة كاملة هي عمر الوقت الاصلي بشوطيه في مباراة الانتاج الحربي مع انبي لم تشهد أي معالم كروية أو تحركات خططية أو عروض فنية.. المتابع لهذه الدقائق البطيئة المملة التي مرت وكأنها اعوام اصيب بحالة من القرف والزهق لانه اصطدم باداء عشوائي فارغ من أي ابداعات أو ابتكارات أو حتي نمطيات وتقليديات.. المهم ان يكون هناك كرة قدم كالمتعارف عليها أو حتي قريبة منها.. كر وفر وتخبط وبطء وتمرير غير متقن وتسديد غير قوي وتحركات غير واعية.. ولايمكن لممثلي أكبر وأغني منظومتين في مصر ان يتدنيا بهذه الكيفية.. كلاهما لا يصلح احتكاما لما قدماه في هذه المباراة لان يكون متواجدا في الدور قبل النهائي لكأس مصر.. انبي ممثل المنظومة البترولية اختفي منه كل نجومه الدوليين أو غيرهم.. احمد رؤوف الذي وضح انه يعاني نفسيا وعبدالعزيز توفيق الذي استحق التغيير وحتي احمد المحمدي لم يكن في حالته وانضم إليهم في »السوء« المحترف ديفونيه والمجتهد اسامة رجب والنشط احمد عبدالظاهر وسامح عبدالفضيل أما اكثر سوء فجاء الحارس المهدي سليمان الذي يتحمل مسئولية الهدف الثاني بمفرده.. كما كان ممثل ورمز المؤسسة شبه العسكرية وهو الانتاج الحربي علي نفس الدرجة من التدني.. خبط ورزع وعزق.. ولا كرة ولا ابداع إلا في لمسات المدافع الأيسر فؤاد سلامة بالرغم من حركته البطيئة وفي نشاط المجتهد مؤمن زكريا أما بعد ذلك فالكل سواء حتي بعد ان احرز العيدروسي وحسن موسي هدفين وديفونيه هدفا جميعهم لا يستحقون الذكر ولا يلفتون النظر. الجماهير الواعية الفاهمة الرائعة اصابتها الصدمة في المستوي الذي واكب الاداء في مباراة الاهلي - البطل التقليدي- وبتروجت احد ابرز المتنافسين علي الصدارة.. واذا كان للثاني بعض العذر لغياب نخبة من الاساسيين امثال سليمان وبيكوي وذكري وشعبان.. فما عذر الأول الذي اختفي كل نجومه رغم اكتمال صفوفه وثبات تشكيله ودعم جماهيره.. وباستثناء وائل جمعة وشريف اكرامي لم يكن للاهلي أي تواجد فعلي خاصة في الشوط الاول الذي لولا ستر الله لاهتزت شباكه باكثر من هدف كان جديرا ببتروجت الخروج فائزا بهم.. شعرت الجماهير ان لاعبي الاهلي اخرجوا كل ما لديهم وقدموا كل ما عندهم في مباراتهم امام الزمالك ولذلك فان معينهم الفني نضب وقواهم خارت وتركيزهم تشتت وجماعيتهم تفككت.. ولابد هنا من ان نوضح للبدري المدير الفني الكفء للاهلي انه لم يعد هناك مجال للمجاملة والمهاونة ولا يمكن ان يتحمل الفريق دوران ولف وبطء أحمد حسن وسعيه ومحاولته لاستعادة مستواه واكتساب الثقة كل فترات الشوط الاول والذي لم تخرج منه تمريرة واحدة سليمة باستثناء الكرة الخلفية التي مررها علي »المتغطي« وذهبت لفضل فنطحها برأسه خارج القائم الايمن مهدرا افضل فرصة للتهديف.. كما ان شهاب الدين احمد استحوذ علي مكانته الاساسية في التشكيل لنشاطه وفهمه للادوار المختلفة دفاعا وهجوما والمساندة والانطلاق والتسديد عن بعد.. ولقد افتقد كل هذه المقومات في مباراتين متتاليتين ولذلك وجب اعادة الحسابات.. أما أبوتريكة وبركات فلايزالان يحاولان وان صادفهما اخفاق شديد حتي مع الامتنان للأول لانه صاحب الفضل في الفوز بالهدف الغريب الذي احرزه وسط ثلاثة مدافعين ومعهم احمد فوزي الذي اجاد في كل المباراة باستثناء هذه الكرة التي ارتمي عليها قبل ان تخرج من قدم القديس..وعلي الجانب البترولي فقد استحق مختار وجهازه المعاون محمود صالح وهاني العقبي الاحترام لادارتهما الواعية للفريق وهو في حالة من الوهن ليس بسبب كثرة الغيابات والاصابات في صفوفه للدرجة التي دفعته لاشراك صاعد صغير مثل احمد النوبي الذي اصابته الخضة فأهدر الفرصة المؤكدة لتحقيق تعادل مستحق في آخر لحظة.. وانما ايضا لابتعاد كثير من العناصر المهارية عن مستواها كاسامة محمد المدافع الايسر وسيد حمدي رأس الحربة ومحمد شعبان العنصر الدولي رغم سعيه لاثبات وجوده.. بتروجت ببدلائه كان اكثر من ند طوال شوطي اللقاء ولو تمكن من احراز التعادل في الوقت القاتل لحالة الشرود والجمود التي اصابت لاعبي الاهلي قبيل النهاية لكانت الدقائق الاضافية التالية كلمة مغايرة ربما ضد النتيجة النهائية للمباراة.