تفاوتت العروض والنتائج التي قدمها وحققها رباعي الاندية المصرية - الاهلي وبتروجت والاسماعيلي والحدود - في بطولة الاندية الابطال والكونفدرالية الافريقية وتباينت مستوياتها بين الجيد والمتوسط غير ان المحصلة الاجمالية كانت كفيلة بتأهلهم جميعا الي دور ال61 في البطولتين وتجاوزهم للمفاجآت والمفارقات غير السارة التي اوشكت ان تصيب بعضهم في اطار ما يعرف بحمي البداية وتسببت في تعريض جماهيرهم لغليان واحتقان شديدين اثرا بقوة وعمق ولازالت اصداؤهما تتردد حتي الآن. ويجدر بنا ان نستعرض المحطات التي توقف عندها قطار الرباعي المصري التنافسي في بلاد جنوب ووسط قارتنا السمراء والتي جاب فيها الاهلي ارجاء العاصمة الزيمبابوية هراري وزار فيها بتروجت العاصمة السودانية الخرطوم وتوقف فيها الحدود علي اعتاب البنك الاثيوبي بينما تواجد الاسماعيلي في جزيرة رينيون ليلاقي ممثلها نامبونيز.. ومع الاشارات الخافتة والساطعة للرباعي المصري في محطاته الافريقية الوعرة كانت لنا هذه المطلة التي قد تفيدنا في الخطوات التالية. الأهلي: أقل الاندية تألقا وتفوقا بالرغم من ان الاهلي صاحب أعرق المشاوير وأفضل النتائج واحسن الارقام السابقة في هذه البطولة.. انعكست اثار الخسارة التي واجهها في هراري من المدفعجية بهدف نظيف في لقاء الذهاب جاء بسبب خطأ دفاعي سازج وقلشه من المدافع »المصاب« احمد علي بوضوح علي أداء لاعبيه فانخفضت درجات الدقة والسرعة والقوة وسمح هذا للضيوف في أداء العودة بتشكيل بعض من الندية والخطورة وسنوا بعض الهجمات المنظمة لبعض الفترات خاصة قبيل النهاية بعدما توقفت النتيجة عند حد الهدفين وفشلت الهجمات العديدة والفرص الكثيرة التي لاحت للفرسان الحمر في تعزيز الفوز وتكفل محمد ابوتريكة وعماد متعب واحمد شكري باهدار تلك الفرص.. افضل ماواكب لقاء الاهلي هو الاقبال المناسب لجماهيره المتحمسة المخلصة علي مشاهدة المباراة من الملعب وشجعت فريقها حتي مع تواضع مستوي الاداء الجماعي والفردي لاخر لحظة كما كان لتألق الحارس الشاب احمد عادل عبدالمنعم وتصديه للقذيفة القوية وذوده عن شباكه ببسالة نادرة تأثيرا طيبا في النفوس وازال عنها الخشية والتحفظ للذين وقرا منذ اصابة شريف اكرامي. بتروجت: تفوق ممثل المؤسسة البترولية العملاق في مباراتيه ذهابا وعودة علي نادي الخرطوم السوداني اوضح المقومات والمعطيات التي يملكها بتروجت من النواحي الفنية والبدنية والخططية، كما اوضح امتلاكه لثروة بشرية من اللاعبين تستطيع بحسن توظيفها وادارة مهاراتها بواسطة جهاز فني واع برئاسة مختار مختار ومعه د. محمود صالح وكابتن هاني العقبي ان تحقق الكثير وتقدم الاكثر علي جميع الاصعدة الافريقية والمحلية.. لم يتأثر بتروجت بغياب افضل حبات عنقوده الموهوب عنده وهو وليد سليمان الذي قدم اروع وابدع لمسة جمالية في مباراة فريقه امام الاهلي عندما راوغ الدفاع الاحمر وسدد كرة من زاوية حادة ارتطمت بالعارضة وابتعدت عن الشباك.. ويجني الفريق البترولي ثمار تألق كتيبته »السمر« بقيادة محمد كوفي الذي ضاعف من نشاطه وزاد من ادائه كما انضم اللاعب محمد احمد شعبان الي هذه المجموعة المتألقة بينما لم يتمكن السيد حمدي بالرغم من الشارة الدولية التي يعلقها الي هذا الركب ربما لزيادة وزنه وعدم استعادته.. لا يعيب بتروجت الا قلة خبرته الافريقية.. واحتياجه للنفس الطويل لاستمرار المشوار التنافسي دون التعرض لكبوات وهزات تقلل من قوة وقدرة اندفاعه للامام. الاسماعيلي: الخلافات الإدارية والقيادية والمناخ غير المستقر والاجواء العاصفة والرياح الخماسينية المتربة اثرت علي العروض والنتائج التي تواكب اداء الدراويش بل لعلها افقدته الطابع الجمالي المميز الذي ظل الدراويش يتحلون به طوال عمرهم المديد والعريق.. لحق الاسماعيلي بالركب غير المرفق مع الاهلي والذي خسر فيه الفريقان المباراة التي لعباها خارج الحدود.. كما اهتزت شباك الاسماعيلي بهدف مباغت ومبكر في لقاء الذهاب الذي جري بالاسماعيلية وهو ما عكس الغفلة والاستهانة التي تحلي بها اصحاب الارض مع البداية.. وعندما شعروا بجسامة المسئولية انتبهوا واستفاقوا وكان لهم الكلمة العليا حتي نهاية اللقاء.. معاناة الدراويش لا تقف عند حد الجو العام السلبي وانما تمتد ايضا لغياب بعض الموهوبين سواء للإصابة او عدم الاستشفاء او حتي الهجرة بالاحتراف العربي كما حدث مع حسني عبدربه الذي لم تستطع قافلة الاسماعيلي تعويض غيابه الي الان بالرغم من محاولات محمد حمص الاكيدة ونفس الشيء ينطبق علي محمد صبحي الذي يبذل كل ما لديه من جهد وطاقة لتعويض غياب عصام الحضري.. اما السلبية الاكيدة التي تنعكس علي الاسماعيلي فهي تتمثل في اعلان الجهاز الفني بقيادة عماد سليمان عن رغبته الاكيدة في التخلي عن الفريق في ظل الاجواء التآمرية والضديات التي يعاني منها.. تري هل يواصل الدراويش مشوار الهبوط علي الصعيد الافريقي مثلما لحق بهم علي الصعيد المحلي. الحدود: صاحب البسمة العريضة وصانع الفرحة الاكيدة في المربع المصري المشارك في بطولة افريقيا.. حقق تعادلا سلبيا في لقاء الذهاب مع البنك الاثيوبي باديس ابابا.. »ودهس« الضيوف بخماسية نظيفة في لقاء العودة الذي جري بالاسكندرية.. ويبدو ان الكابتن طارق العشري المدير الفني يسعي لترك بصمة عميقة وومضة مضيئة علي أداء فريقه قبل ان يسلم رايته لمن سيخلفه في القيادة مع نهاية الموسم الحالي كما سبق وان اعلن.. تأثر الحدود في بداية الموسم الحالي بغياب بعض ركائزه أمثال بسيوني ونجاح وسعيد والدالي لاسباب مختلفة لكن بالصبر والمثابرة تمكن العشري من قيادة الموجودين وخلق وضع بدلاء اكفاء وربما تفوقوا علي الغائبين.. وعاد اوكا وعاصم ومكي وعبدالملك وكمال وحليم وعبدالغني وميدو لحالة وسابق تألقهم.. ولايزال يصمد ويتألق ويتفوق بالرغم من الاغواءات التي يتعرض لها لاعبوه والتي يسيل لعاب اكبر وافضل المواهب امامهم والتي يعرضها عليهم مسئولو الصفقات بالاندية الكبري.