نتيجة لممارسة عملية وخبرة سابقة ومتواضعة في مجال العمليات الجوية والدفاع الجوي، فإنني كنت ومازلت أحلم بهذا اليوم الذي نري فيه جميعا من »الخليج إلي المحيط«، كما نتغني ونتشدق دائما، أحلم بهذا اليوم الذي نري فيه جميعا إنشاء قوة جوية استراتيجية تضم جميع وحدات وتشكيلات القوات الجوية المتبعثرة والمتفرقة داخل الوطن العربي، وذلك إلي جانب شبكة عربية موحدة لعمليات الدفاع الجوي تقوم بتغطية المجال الجوي الشامل للمنطقة العربية بأكملها، ونتعامل بكفاءة وفعالية مع أي عدو جوي يخترق سماء أي دولة عربية، مستفيدين في ذلك بهذه الخبرة القتالية الهائلة التي اكتسبتها القوات المصرية في هذا المجال بالذات، وهي الخبرة التي أشادت بها دول العالم كله، وجميع المؤسسات والمعاهد العسكرية العالمية! وان كنت لم أوضح عن هذا الحلم حتي يومنا هذا، فمرد ذلك هو الفجوة الهائلة بين متطلبات تحقيق هذا الإنجاز الحتمي، وبين الانقسامات والخلافات الأزلية والمزمنة التي مازالت تتسيد واقع العلاقات العربية العربية! أما عن سبب تناولي اليومي لهذا الموضوع، فمرد ذلك هو صدمتي من المعلومات التي تناقلتها بالأمس الصحف ووكالات الأنباء العالمية نقلا عن مسئولين أمريكيين والتي تؤكد ان واشنطن تعمل علي إنشاء منظومة أو شبكة للدفاع ضد الصواريخ عن منطقة الشرق الأوسط من بين عناصرها الأساسية نظام راداري متقدم متمركز في »بلد خليجي« ويعمل بالتنسيق مع جهاز راداري مماثل موجود حاليا في إسرائيل، وذلك لصد أي هجوم جوي ايراني! وان ادارة أوباما، وبمساعدة بلدان عربية، تعمل بهدوء علي تعزيز دفاعاتها الصاروخية بهدف ربطها بشبكة موحدة للدفاع عن هذه المنطقة ضد وسائل الهجوم الجوي سواء كانت طائرات قتال أو صواريخ أرض أرض!! وبمعني آخر فإن ما كنت، أنا وآخرون كثيرون، نحلم به، وبأن يكون عربيا عربيا، فإن الحلم في طريقه إلي أن يتحقق، ولكن عربيا أمريكيا اسرائيليا!!