يستطيع الإنسان بماله شراء كل ما يريد، كما يستطيع بنفوذه وسطوته إشباع رغبته في امتلاك أي شيء كان حتي البشر، إلا شيئا واحدا يصعب شراؤه أو امتلاكه بالمال أو النفوذ ! فالإنسان لا يستطيع شراء أو امتلاك حب الناس له بأموال الدنيا كلها أو غصبا، حتي لو أوهمه البعض بتحقق ذلك لا يكون حبا حقيقيا، وإنما زائف يزول مع زوال وسيلة الضغط سواء كانت مالا أو سطوة أونفوذا . الملايين التي تحتشد أمام الكاتدرائية لوداع البابا شنودة الثالث، لم يدفعها أحد لتترك منازلها وتواصل الليل بالنهار في مكانها . الكثير منهم قطعوا مئات الكيلومترات ليأتوا ويلقوا نظرة الوداع الأخيرة علي من أحبوه حب مجرد من أي منفعة وهو أسمي درجات الحب وأعلاها منزلة، كما أن هذا الحب يكون نعمة من عند الله عز وجل لا يهبها إلا لمن يشاء. لقد فقدت مصر ابنا بارا لها ورمزا وطنيا كرس حياته مدافعا عن وحدة أبنائها.. فقدنا حكيما وصوتا للعقل لطالما سيذكره التاريخ بمواقفه الوطنية الخالدة التي سجلت باسمه. الحزن يسيطر علي مصر كلها مسيحيها ومسلميها، فالخسارة عظيمة والفقيد يصعب تعويضه. حفظ الله مصر من كل سوء وظللنا بالحب يجمعنا علي الدوام ابناء وطن واحد.