أحمد محمد رجب كنت أحد مؤسسي ائتلاف ضباط الشرطة وكنت المتحدث الرسمي باسم هذا الائتلاف طيلة الفترة التي أعقبت الثورة وحتي الشهور القليلة الماضية ثم انسحبت من هذا الائتلاف بعد ان استشعرت ان هدف الائتلاف قد انحصر في الشو الاعلامي والصراعات الشخصية وتبني قضايا خاصة من أجل الفرقعة الاعلامية وهي قضايا لا تهم المواطن المصري البسيط في شيء اللهم سوي محاكاة بعض الدول الأخري التي يسمح نظامها القانوني والاداري بتشكيل نقابات مهنية لوزارات سيادية مثل وزارة الداخلية كما هو متبع في تونس وفرنسا!!. والسؤال الآن هل اختزل ضباط الائتلاف قضية عودة الأمن في ضرورة وجود نقابة خدمية مهنية لضباط الشرطة!! انا لا أنكر أهمية وجود مثل هذه النقابة اذا كان يسمح بتأسيسها قانون هيئة الشرطة والانظمة الادارية والنقابية في مصر ولكن هل هذا هو الوقت المناسب؟!!. هل نسي ضباط الائتلاف الذين يهدرون معظم أوقاتهم في الجلوس ساعات طويلة امام الانترنت وساعات طويلة اخري في المحافل والمؤتمرات والندوات الشعبية وآخرها كان المؤتمر الذي انعقد منذ ايام بمركز الازهر للمؤتمرات تحت شعار »تدشين النقابة العامة لضباط الشرطة تحت التأسيس«.. هل نسي هؤلاء الضباط أولوية وحتمية عودة الأمن للشارع المصري وهي الرسالة الاولي والاخيرة التي أقسمنا عليها اليمين في كلية الشرطة؟!!. هل نسوا حديث النبي محمد صلي الله عليه وسلم »عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله« وأصبحت عيونهم تحرس وتدشن النقابات وتحملق في شاشات الكمبيوتر؟!!. ان هذا الائتلاف فقد منذ فترة هويته ومعناه وهو مخالف لقانون هيئة الشرطة رقم 901 لسنة 1791 ومخالف ايضا للدستور وغير معمول به في أي دولة في العالم وتم تأسيسه نظرا للظروف الخاصة والاستثنائية التي مرت بها مصر بشكل عام ووزارة الداخلية بشكل خاص ولا يعبر الآن الا عن عدد محدود وقلة قليلة جدا من ضباط الشرطة أرباب الانترنت والفيس بوك والذين نصبوا انفسهم شرفاء ضباط الشرطة وهم في الحقيقة لا يعبرون الا عن لسان حالهم فقط!!. ان استمرار وجود مثل هذا الكيان غير الشرعي يمثل فتنة في صفوف الأغلبية الصامتة المنضبطة من رجال الامن الذين يرفضون وجود هذا الائتلاف والذين هم يقدمون ارواحهم كل يوم فداء لهذا الوطن من أجل عودة الأمن وليس من أجل انشاء النقابات المهنية!!.