علي شكل (فراشة صفراء) كانت كعكة عيد الميلاد ال85 للكولومبي الأشهر "جبريال جارسيا ماركيز"، في الاحتفال الذي أقامه صديقه في "مكسيكو سيتي" قبل أسبوع، ولا أعرف لماذا اختار الصديق (الفراشة الصفراء) لتكون شكل الكعكة، أو لونها، لكن المؤكد أن الأصفر، عكس ما يظن الكثيرون، هو لون مفعم بالحياة والعاطفة، هذا سر ارتباطه بالغيرة، والمشاعر الحارة، ربما الأصفر أيضا يشبه ذلك السحر العجائبي الكامن في روايات ماركيز.. المصريون جميعا، وأيضا العرب جميعا يحبون "ماركيز" وينحازون الي أدبه ورواياته، هو أكثر الكتاب العالميين شعبية لدينا، هل لأن كولومبيا الغنية بالأشباح، والآلآم، والسحر، والخرافة، والأساطير تشبه بلادنا الغنية أيضا بالعفاريت والوجع، أم لأن ماركيز يكتب عنا تحديدا، وأن كل أبطاله يشبهوننا في تفاصيل حياتهم و ملامحهم وسمرة وجوههم.. ماركيز الذي حصل علي نوبل 1982 وحصد الشهرة الأكبر علي مستوي العالم برواياته (مائة عام من العزلة) (الحب في زمن الكوليرا) (خريف البطريرك) (وقائع موت معلن) (ليس للكولونيل من يراسله) وعشرات الرسائل والخطب، حتي كف عن الكتابة منذ سنوات، بعد أزمة صحية عنيفة في وصيته الأخيرة، رسالته البديعة الي العالم، كتب يقول (الجميع يريد أن يعيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سر السعادة تكمن في تسلقه.. قل دائما ما تشعر به، وافعل ما تفكر.. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلت: أحبك، ولتجاهلت بخجل أنك تعرفين ذلك)..