في أدق وأخطر المراحل التي يمر بها القضاء المصري مع الملفات المفتوحة لقضايا فساد وتربح وقتل ثوار وثلاثين سنة من القهر والطغيان وتوجه قلوب المصريين وعيونهم إلي منصة القضاء ينتظرون الأحكام العادلة.. نفيق جميعا علي ضربة موجعة موجهة لصدر كل حالم بالعدالة مؤمن بالقانون.. ضربة تطعن في استقلالية قضائنا وتشكك في أن مصر بعد يناير هي نفسها قبل يناير.. وفي أمان ووسط ذهول الجميع ورغم أنف الجميع تقلع طائرة المتهمين الامريكان ومعها كل المعاني التي عشنا نتشدق بها عن العزة والكرامة.. هكذا وعلي عينك يا تاجر وأمام كل دول العالم نقدم اعترافنا بالخضوع التام للادارة الامريكية.. وبكل بجاحة توجه من تدعي أنها راعية الديموقراطية طعنة نجلاء لكل شعاراتها الجوفاء وتتدخل بلا حياء في أمور القضاء المصري ولا نجد أمامنا إلا وقفة احتجاجية هنا واعتراض هناك وشرفاء القضاء مكشوف ظهورهم والمفترض أنهم سند كل مصري وحصن كل مظلوم.. قالوا إن هناك صفقة وراء سفر المتهمين الأجانب.. ونحن نقول إن أي صفقة لا تساوي زج وخلط القضاء بالسياسة وانتهاك السيادة المصرية وقبل كل ذلك ضياع قيمة كبري هي العدالة.. تلك القيمة التي دفعت القبطي للخروج من مصر علي قدميه لاجئا لعدالة ابن الخطاب واثقا مطمئنا إليها حتي حصل علي حقه وزيادة.. أما نحن وقد اخترق قانوننا وانتهكت عدالتنا فلمن نلجأ غير الله.