تعبنا وزهقنا من قضية من ينظم الحج الداخلية أو السياحة ومن له الحق فيهما ان ينفرد به أو يقوم عليه، قضية يجب حسمها. فلا الداخلية حاليا بضباطها وأجهزتها التي تحتاج لجهود كل منهم قل أو كثر عددهم في ظل الظروف التي تمر بها »فاضية« للتفرغ لامور الحج وسط حالة الانفلات الأمني الشديدة التي تهدد الشارع المصري حتي تسافر بعثة لخدمة الحجاج في السعودية ولا السياحة التي تنادي بأحقيتها في كل التنظيم باعتبار الحج رحلة خدمية سياحية قدمت مشروعا جادا بأسعار مغرية للحجاج البسطاء تؤكد فيه أمام الرأي العام الذي صار هو الحكم النهائي الآن بعد الثورة في كل شيء بانها الأحق لان هذه الاسعار لا تقبل المنافسة أو النقاش حتي ولو كانت حصة القرعة محددة فهذا أمر يمكن تغييره لو وضعنا مصلحة الناس فوق الجميع. السياحة لازالت تؤكد أحقيتها في تنظيم الحج باعتباره ناحية خدمية والقانون يعطيها ذلك خاصة وان هناك قضية منظورة بالفعل امام القضاء تطالب بعودة هذا الحق المغتصب لم يتم الفصل فيها حتي الآن بينما الداخلية لازالت تفرض مقولة انها تنظم »حج الغلابة« وهو ما يصدقه أهالينا في القري والنجوع وهي مقولة لم تعد مقبولة في ظل المنافسة السوقية المفتوحة وخاصة ان هناك جمعيات وشركات سياحية تنظمه بكفاءة واقتدار ودون مشاكل بأسعار تقل عن القرعة رغم انها تقوم بسداد الضرائب كاملة للدولة عن تنظيمه وهو ما لاتفعله الداخلية. منظومة الحج يجب ان نعيد النظر فيها بالكامل من جديد ولاعيب ان نستفيد من تجارب غيرنا من الشعوب التي تنظم الحج في جماعية وبأسعار تقل ثمنا بالآلاف خاصة دول جنوب شرق آسيا كأندونيسيا وماليزيا وغيرها ولا أدري لماذا أجل الدكتور الجنزوري أن تتولي الهيئة العليا للحج مناقشة أموره هذا العام بشكل موسع وترك الأمور لسنين قادمة حتي نضع نظاما جديدا للحج نحن أحوج له فورا. ما حدث لحجاج القرعة العام الماضي شيء حزين لا يجب ان نسكت عنه ويجب ان تتم المحاسبة عليه حتي لا يتكرر تركهم في عرفات لعدم خبرة من يقومون بخدمتهم ويرافقونهم من القاهرة أو المحافظات المختلفة تحت مسمي أنهم مشرفين وكل واحد منهم ينشغل بنفسه أو من يرافقه!! إعادة تنظيم الحج يجب ان تتم فورا دون تأجيل حتي لا يظلم الحاج ولا يكون سلعة تباع لأي جهة تنظم له الرحلة المقدسة التي لا يقوم بها أغلبنا خاصة البسطاء من أهالينا إلا مرة واحدة في العمر لو توافرت له القدرة وأغلبهم يقتصدون من قوتهم حتي يؤدوها ويجب أن يؤدوها في سهولة ويسر وليس في مشقة وتعب وارهاق وسوء خدمات وغلو اسعار. أهم ما في الرحلة الخدمة في المشاعر المقدسة عرفات ومني ولا فائدة من أي خدمات تقدم في السكن اذا لم تكن الخدمة في الأماكن المقدسة علي أكمل وجه يوم التروية ثم الوقوف بعرفة والنفرة ثم ايام التشريق الثلاثة. يمكننا ان نقطع رقبة مندوب الشركة السياحية او الجمعية أو نغلقها اذا قصرا في حق الحجاج ولكن ماذا نفعل مع ضابط بلا خبرة في خدمة الحجاج. استفيدوا من خبرة غيرنا من الدول التي جعلت من الحج رحلة متعة في التنظيم والاداء ولم تجعل منه سبيلا للكسب او تحقيق مصالح خاصة علي حساب الحاج، الحاج المصري مظلوم فهو وحده يتحمل كل الزيادات حتي في اسعار الطيران دون ان نقدم له أي عون وهذا عيب فالحج ليس ترفا ولكنه شعيرة من شعائر الدين يجب ان نساعده عليها لا ان نجعله نهبا ثم نتركه.