قبل أيام قليلة من بدء موسم الحج.. بدأت الأزمات والمشكلات تظهر علي الساحة خاصة أزمة الطيران التي باتت تهدد الموسم فعليا.. وسط مخاوف من أصحاب الشركات لعدم تمكن بعضهم حتي الآن من تأكيد الحجز للمجموعات الخاصة بهم حيث من المقرر أن تنطلق أولي رحلات الحج السياحي بالطيران يوم 24 أكتوبر الحالي الموافق 26 من ذي القعدة. أزمة الطيران لم تتعلق فقط بانخفاض الأماكن المتاحة سواء علي خطوط مصر للطيران والخطوط السعودية بل بالارتفاع الجنوني لأسعار التذاكر وهو ما يمثل عقبة كبيرة أمام شركات السياحة المنظمة للحج مقارنة بأسعار تذاكر حجاج القرعة والجمعيات الأهلية حيث يختلف السعر حسب مواعيد الذهاب والعودة حيث من المعروف أن حجاج السياحة لا يمكثون كثيرا في الأراضي المقدسة بعكس حجاج القرعة والجمعيات. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن هناك تنافسا شديدا علي كعكة من جهات مختلفة إلا أن شركات السياحة تؤكد أنها الأجدر فقط بتنظيم الحج بما لديها من خبرات وكوادر رافضة فكرة إنشاء هيئة عليا للحج مؤكدة أن هذا المشروع خط أحمر وأننا لن نسمح مطلقا بالاقتراب من حق أساسي من حقوق الشركات. ويؤكد مسئولو غرفة شركات السياحة أنه بالرغم من الاعداد المبكر لموسم الحج عقب أحداث الثورة المصرية مباشرة مع الأخذ في الاعتبار زيادة مطالب الحجاج ورغبتهم في خدمات أفضل.. تم حصر السلبيات في الضوابط التي أعدتها وزارة السياحة في لقائه بلجنة السياحة الدينية حيث استجاب لجميع التعديلات، وكانت هذه التعديلات بادرة نجاح لهذا الموسم.. إلا أن المشكلات التي بدأت تظهر تهدد موسم الحج لو لم يتم التدخل بأقصي سرعة من المسئولين المعنيين. وتؤكد غرفة شركات السياحة المصرية انها قادرة علي تنظيم حج القرعة بذات الأسعار التي تقدمها وزارة الداخلية مع تقديم خدمات أفضل من السياحة تتفق مع خدمات الحج السياحي بل ويمكن أن تقل الأسعار عن أسعار القرعة نتيجة لقدرة شركات السياحة علي التفاوض والوصول إلي أسعار أفضل. أزمة حقيقية في البداية يؤكد ناصر تركي نائب رئيس غرفة شركات السياحة أن الطيران مشكلة حقيقية تهدد الحج السياحي هذا العام بسبب نقص الرحلات المخصصة للحجاج سواء علي خطوط مصر للطيران أو الخطوط السعودية، مطالبا بضرورة تدخل وزيري السياحة والطيران المدني لإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة قبل تفاقمها والتنسيق مع سلطات الطيران المدني السعودي بزيادة الرحلات علي خطوط مصر للطيران والخطوط السعودية لتوفير الرحلات لحجاج السياحة والسماح بتشغيل مطاري الطائف وينبع بهدف التخفيف علي مطار الملك عبدالعزيز بجدة ومطار المدينةالمنورة، موضحا أن هناك شركات حتي الآن لم تؤكد حجز الطيران لعدم وجود أماكن متاحة علي خطوط الطيران. ويطلب تركي من وزيري السياحة والطيران التدخل ومخاطبة هيئة الطيران المدني السعودي بزيادة عدد الرحلات التي تنفذها الخطوط السعودية هذا العام لأن شركات السياحة تواجه أزمة حقيقية حيث إنها قامت بحجز الفنادق للحجاج مع عدم وجود حجز مؤكد علي الطيران، مشيرا إلي أنه بعد أزمة العمرة كانت الخطوط السعودية رافضة تماما العمل خلال موسم الحج ونقل الحجاج المصريين ولكن بعد تدخل السفير السعودي بالقاهرة أحمد عبدالعزيز قطان وافقت علي العمل ولكن بمعدل منخفض للغاية بكوتة ثلاث رحلات يوميا بدءا من الأول من ذي القعدة في حين أن رحلات الحج السياحي تبدأ من 26 ذي القعدة وأن فترة سفر حجاج السياحة التي يجب تكثيف الرحلات خلالها 15 يوما. كما يطالب سلطات الطيران المدني السعودي بمنح تراخيص لشركات الطيران الخاصة بنقل الحجاج إلي منافذ أخري علي أن تستخدم مصر قوتها التفاوضية لإقناع السعوديين بنقل الحجاج إلي منافذ قريبة مثل ينبع والطائف، قائلا إنه سيتم الاتفاق مع شركاتن خاصة لنقل حقائب الحجاج من الفنادق إلي الطائرات مباشرة علي أن تقتصر علي حقيبتين لكل حاج بحد أقصي 46 كيلو جرام، مشيرا إلي أن هذه الخدمة المميزة سوف تحل أهم المشكلات التي يعانيها الحجاج والمعتمرون وهي نقل الحقائب وأن غرفة الشركات السياحية بالتعاون مع وزارة السياحة سوف تقوم بدعم هذه الخدمة من صندوق الحج والعمرة. خط أحمر ويطالب تركي بتنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري بقصر تنظيم رحلات الحج علي شركات السياحة فقط، موضحا أن السياحة الدينية بالنسبة للشركات خط أحمر لن نسمح لأحد أن يمسها لافتا إلي أن الغرفة لديها علم بالاجتماعات التي تدور حول إنشاء الهيئة العليا للحج ومن وراءها.. محذرا وزارتي الداخلية والتضامن من تنظيم رحلات الحج ابتداء من العام القادم قائلا: إنه تم توجيه انذار إلي كل من رئيس الوزراء بصفته ووزيري الداخلية والتضامن بعدم تدخلهم