طلاب المدارس اتخذوا التحرير مأوى لهم هرباً من الدراسة شبح الافلاس يطارد شركات السياحة.. والميدان مأوي للتلاميذ الهاربين سيطرت أمس حالة من السخط العام علي المترددين علي ميدان التحرير بعد تعرض الكثير لحوادث السرقه بالاكراه والتعدي علي المارة سواء جسديا اولفظيا.. في الوقت الذي ابدي فيه عدد من مصابي الثورة الذين نقلوا اعتصامهم من الجزيرة الوسطي الي حديقة مجمع التحرير أسفهم لاحوال الميدان في الاونه الاخيرة وهجرة الكثير منهم من التحرير وفض اعتصامهم تفاديا للمضايقات التي يتعرضون لها عن طريق البلطجية والباعه الجائلين.. مطالبين الثوار والقوي السياسيه بالعودة من جديد لحماية الميدان الذي يعد رمزا للثورة المصرية امام العالم ولا يجوز تشويهه بالصورة التي اصبح عليها الان.. كما شهد الميدان تواجدا كثيفا لطلاب وتلاميذ المدارس حاملين حقائبهم هربا من المدرسة فضلا عن مغادرة عدد من الباعه الجائلين امام الاتاوات التي يفرضها البلطجية عليهم من اجل السماح لهم بالتواجد بالميدان وامام قله اعداد المعتصمين وزائري الميدان لم يستطع الباعه الوفاء بمبالغ الاتاوة ليقرروا الرحيل هربا من بطش البلطجية.. علاوة علي شكوي اصحاب شركات السياحة والبازارات التي تواجدت مكاتبهم بميدان التحرير من شبح الافلاس الذي يخيم عليهم بعد الفوضي التي يشهدها الميدان وتعرض العديد من المترددين علي شركات السياحة لعمليات سرقه واستهدافهم من قبل البلطجية . شبح الافلاس منذ الساعات الاولي لصباح امس قام عدد من اصحاب الشركات السياحية بميدان التحرير بفتح مكاتبهم كما هومعتاد املا في اجتذاب الزبائن التي يعانون من تراجع اعدادهم علي مدار عام كامل نظرا للظروف السياسية التي تمر بها البلاد منذ ثورة 25 يناير وهومادفع عدد من اصحاب الشركات بتخفيض أعداد العمالة حسب تأكيدات نبيل اباظة " مرشد سياحي" واضاف ان الشركات اصبحت تعاني من عجز مالي خاصة مع نزيف الخسائر التي تتعرض اليها ولجوء بعض أصحاب الي الاستغناء عن 05٪ من العمالة في تلك الشركات لعدم قدرتهم علي دفع رواتبهم علاوة علي خفض راتب باقي العاملين بنسبة 25٪ . هروب الطلاب تلاحظ امس تواجد عدد كبير من طلاب وتلاميذ المدارس المنتشرين في ارجاء ميدان التحرير والشوارع المحيطة به ورغم ان فترة تواجدهم بالميدان يفترض ان يكونوا وقتها داخل المدارس حيث كانت تشير عقارب الساعه الي الحادية عشر صباحا لجأ التلاميذ الي شراء الاعلام ليطوفوا بها الميدان مرددين شعارات علي سبيل المزاح والفكاهه كالتي يسمعونها عبر وسائل الاعلام المرئيه منها " يسقط يسقط حكم العسكري "" القصاص القصاص " " يانجيب حقهم يانموت زيهم " " يا سيادة النائب العام الشهيد مش بينام " وبدأوا يتجولون بالشوارع المحيطة لوزارة الداخلية كشارع محمد محمود حيث استوقفتهم الرسومات التعبيرية لشهداء احداث بورسعيد علي جدران الجامعه الامريكية ليتوجهوا بعدها الي الجدران الخرسانية ولالتقاط الصور التذكارية من خلال الهواتف المحموله التي كان يحملها البعض.. بالاضافه الي اتخاذ الميدان مقرا غراميا للقاء بعض صديقاتهم من المدارس الاخري.. والتقت " الاخبار " ببعض الطلبة الهاربين بالميدان حيث اكد احمد عبد الغني بالمرحلة الاعدادية انهم يحضرون الي الميدان هربا من " جحيم المدرسة " حسب وصفه معتبرا أنها مضيعة للوقت بعد عزوف عدد من المدرسين عن الاهتمام بهم واتجاههم الي الدروس الخصوصية.. واتفق معه محمد عوض طالب بالمرحلة الاعدادية ان المدرسة اصبحت لا تطاق وغير مفيدة ولا يوجد بها انشطة تجعلنا نذهب الي المدرسة وطرق التعليم قديمة تصيبنا بالملل فأجهزة الكومبيوتر معطلة الانشطة الرياضية ملغاة لذلك حضرنا الي الميدان من اجل التسلية ومعرفة مايدور بالتحرير الي ان يأتي موعد عودتنا الي المنزل . الباعة والبلطجية تستشعر منذ الوهلة الاولي لحضورك الميدان بتراجع اعداد الباعه الجائلين بعد مغادرة عدد منهم التحرير تفاديا للاحتكاك مع البلطجية وفارضي الاتاوات نظير وقوفهم بالميدان.. فأمام تراجع اعداد المعتصمين وزائري التحرير لم يجد هؤلاء الباعة من يشتري بضائعهم ليقل دخلهم واصبحوا عاجزين عن سداد الاتاوة اليومية التي قد تصل الي 30 جنيها لعربة الكشري و25 جنيها لبائع حمص الشام و20 جنيها لبائعي المشروبات الساخنة يقومون بتسديدها لعدد من البلطجية تفاديا للفتك بهم.. بالاضافه الي تحويل الميدان الي جراج عشوائي كبير يقوم فارضو الاتاوات والبلطجية بتحصيل قيمة " الباركينج " للسيارات من اصحابها الذين يقضون مصالحهم نظير حمايتها من السرقه ومن يمتنع عن الدفع من اصحاب السيارات يكون عقابه تهشيم الزجاج اومرايا السيارة وقد يصل العقاب الي الاعتداء البدني عليه .