جاء أكبر مسئول عسكري بالولاياتالمتحدة الفريق أول مارتن ديمبسي رئيس الأركان إلي القاهرة منذ أيام وهو يتصور أنه سيصطحب معه في رحلة العودة إلي واشنطن الأمريكيين المتهمين في قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني.. وهذا ما طلبه صراحة خلال لقائه مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. إلا أن المشير طنطاوي خيب ظنه ورفض طلبه، مؤكدا أن الأمر الآن بين يدي القضاء ولا يستطيع أحد أيا كان موقعه أو سلطاته أن يتدخل في شئون القضاء. لا أدري ماذا دار من حوار بعد ذلك بين المشير طنطاوي ورئيس الأركان الأمريكي الذي غادر القاهرة دون أن يحقق هدفه لكنه بمجرد وصوله توجه إلي الكونجرس حيث التقي بأعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ وقال كلاما يجب ألا يمر مرور الكرام. قال رئيس الأركان الأمريكي أن الجنرالات الحاكمين في مصر كانوا يستخفون بغضب الولاياتالمتحدة بعد قمعهم للجماعات الحقوقية الأمريكية العاملة في مصر لدعم الديمقراطية.. لكنني أعتقد أن المجلس العسكري في مصر تفهم الآن الآثار السلبية التي قد تنجم عن النزاع.. وهذا كلام ليس له إلا معني واحد أن رئيس الأركان الأمريكي أبلغ المشير طنطاوي بتهديدات معينة وإجراءات قد تتخذها واشنطن ضد مصر ما لم تغلق ملف قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني. إذا صح هذا التفسير فهو مرفوض من الشعب المصري قبل أن يكون مرفوضا من المجلس العسكري الذي عليه أن يوضح ماذا يعني رئيس الأركان الأمريكي بما قاله أمام لجنة القوات المسلحة.. وأن يرد عليه بما يؤكد أن مصر لا تقبل التهديد ولا تقبل التدخل في شئونها من أية دولة أو جهة. ليت رئيس الأركان الأمريكي قرأ اتهام صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« الأمريكية لإدارة الرئيس أوباما بالنفاق في تعاملها مع مصر مؤكدة أن للمصريين كل الحق في ملاحقة التمويل الأجنبي لأن الولاياتالمتحدة لم تكن لتتسامح أبداً مع أية منظمات مماثلة تعمل علي أراضيها وتتلقي دعما مالياً أجنبياً .