إىمان أنور يا أهل " الفتوي" دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله.. فما أكثر الفتاوي التي نسمعها هذه الأيام.. والتي بعضها يضحكنا من القلب.. وبعضها الآخر يثير دهشتنا واستغرابنا.. ومخاوفنا أيضا.. وكل الفتاوي كوم.. والفتاوي المفزعة للشيخ عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية كوم آخر.. فقد أطل علينا بالأمس عبر إحدي الفضائيات ليطلق قنبلة جديدة تناقلتها المواقع الإلكترونية علي الإنترنت بسرعة البرق لتشويه صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم.. والفتوي الجديدة تقول بأن مسابقة دوري كرة القدم والكأس في مصر حرام.. وبأن الاحتراف في كرة القدم حرام.. وقد دعا الشيخ المبجل محمد أبوتريكة لاعب النادي الأهلي الشهير إلي ترك كرة القدم لأنها شرعا غير جائزة وهو شخص مثالي.. مشددا علي أن حصول اللاعبين علي الملايين نتيجة لكرة القدم أشد الأشياء لتحريم هذه اللعبة!!.. بينما استطرد ليؤكد أن من راحوا ضحايا أحداث مباراة بورسعيد هم قتلي وليسوا شهداء لأن المعايير الشرعية للشهادة لاتنطبق عليهم.. ! لم أصدق أذني.. حتي كرة القدم حرام ياعم الشيخ!!.. حتي الرياضة أصبحت في زماننا مثلها مثل البغي والزنا والسرقة والخمر والميسر !!.. لا أعرف إلي ماذا استند الشيخ الشحات في فتواه ومن أين جاء بها..! معها حق الناس في مخاوفها من حكم الإسلاميين الذين يطلقون كل يوم فتاوي ترتجف لها القلوب.. وترتعش لها الأفئدة.. فإذا كان الإسلاميون سيحرمون كل شيء بدءا من التصوير الفوتوغرافي والتماثيل الفرعونية وسياحة الشواطئ.. إلي روايات أديب نوبل نجيب محفوظ والتي وصفها الشيخ الشحات بأنها "دعارة" لأن البطل الملحد دائما هو الذي ينتصر فيها علي الشخص المسلم.. وأن مصر من خلال أدب محفوظ حاجة تكسف!!.. والله يامولانا ما يكسف إلا كلامك وفتاويك المخجلة.. لقد اعتدنا بين الحين والآخر.. أن يخرج علينا مشايخ يطلقون الفتاوي الغريبة.. ولعل أشهرها كانت تلك التي صدرت ضد الدكتور حامد أبو زيد بتفريقه عن زوجته.. والفتوي المضحكة بإرضاع الكبير وغيرها.. ولكنها جميعا كانت مثل الزوبعة في فنجان.. أو كالدخان الذي يبدأ كثيفا يحجب الرؤية ثم ما يلبث أن يطير في الهواء سريعا ولايترك أثرا في النفوس.. خاصة أن هذه الفتاوي يطلقها مجرد رجل دين قد يصفه البعض بالتشدد أو التعصب أو حتي بالخلل والمرض والانحراف أيضا!.. أما اليوم.. بعد الثورة.. الفتاوي المرعبة لا تمر مرور الكرام بل تثير الرعب في نفوس الناس..لأنها تصدرعلي لسان السلفيين الذين حصلوا علي 45٪ من مقاعد البرلمان وأصبحوا إناسا يحكمون.. اليوم تلك الفتاوي تأتي علي لسان سلطوي.. بإمكانه أن يلزم الجميع بتطبيقها غدا.. وإذا كانت الفتوي أمس واليوم تمس الحريات العامة وتحرم لعبة كرة القدم التي فضلا عن أنها رياضة راقية بكل فوائدها الصحية.. ترسخ مبدأ العمل كفريق من أجل الإنجاز والنجاح وهو مفهوم لاشك أن الإسلام يدعو له.. فليس بعيدا أن يظهر علينا حاكم بأمر الله جديد ليفتي بتحريم النوم وليس فقط أكل الملوخية!..