جلال عارف مطلوب قرار سريع وحاسم بتجميدالمفاوضات مع واشنطن وعودة الوفد المصري الذي يتفاوض مع الإدارة الأمريكية علي المعونات التي لا تتجاوز في جانبها العسكري 3.1 مليار دولار، وفي جانبها الاقتصادي 002 مليون دولار فقط لا غير، والتي زهقنا علي مر السنين من الإهانات التي تصاحب تجديدها في كل عام! الوقاحة الأمريكية التي تعودناها والكونجرس الأمريكي في التعامل مع هذا الملف تمتد الآن إلي الادارة الامريكية وتتجاوز كل الحدود. و السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية تهدد هي الأخري بقطع المعونات وجميع اشكال الدعم التي تقول إن واشنطن تقدمها لمصر. والرد ببساطة ووضوح: في ستين داهية!! نعم في ستين داهية، إذا كان المطلوب رهن قرار مصر في بيت الطاعة الأمريكي كما كان الحال في ظروف أخري لا تريد السيدة الوزيرة ان تفهم أنها انتهت! وفي ستين داهية إذا كان ثمن المعونة هو قبول العدوان علي سيادة مصر و الرضوخ للاملاءات الأمريكية حتي فيما يتعلق بأحكام القضاء!.. فلم تفعل مصر إلا أنها رفضت أن تترك الحبل علي الغارب لمنظمات أمريكية لتعمل بدون ترخيص، وتتلقي الأموال وتوزعها علي الانصار والحبايب بلا رقابة.. وعندما يحال المسئولون عنها للتحقيق وتري النيابة أن هناك وجها لاتهامهم بخرق القانون وتمنعهم من السفر لحين محاكمتهم. لا تريد واشنطن أن تواجه الحقيقة وأن تدرك أن هناك ثورة، وهناك مصر أخري تسترد مكانتها وتستعيد قرارها المستقل رغم كل الضغوط والمؤامرات التي لم تكن أمريكا بالقطع بعيدة عنها!! وتعرف واشنطن أن ما جري لمنظماتها في القاهرة قد تم بعد أن فاض الكيل، وامتلأ الملف بصفحات أخطر، نرجوه مر - أخري - أن يكشف عنها المسئولون لتظهر كل الحقائق. وتعرف واشنطون ان القضية ليست خلافاً مع الوزيرة الشجاعة فايزة أبوالنجا، بل تجاوزاً في حق مصر. وتعرف أيضا أن المعونة كانت تحقق لها ولسياستها في المنطقة اضعاف أضعاف ما كانت تستفيد به مصر وأن المصالح الامريكية في المنطقة ستكون هي الخاسر الأكبر حين تخلص مصر من أعبائها! وتعرف واشنطن أنها هي التي كانت تصر علي بقاء المعونة الاقتصادية الهزيلة، وتعرف أيضاً أن سوق السلاح في العالم متسع، وأن هناك من هو مستعد لتقديمها بربع الثمن الذي تفرضه مصانعها. وتعرف واشنطن جيداً ما هوالثمن الفادح الذي دفعته حين خسرت صداقة مصر ذات يوم فخسرت شعوب العالم العربي كله.. ويبدو أن العمي السياسي والانقياد وراء اسرائيل ونفوذ اللوبي الصهيوني يقودون واشنطن إلي نفس الخطأ!!