الخلاف مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي أسلوب إدارته للمرحلة الانتقالية والأخطاء الفادحة التي وقع فيها أمر مشروع. لكن خلط الأوراق فيما يتعلق بأمن الوطن أمر غير مسموح به.. الخلاف مع الإدارة الأمريكية لم يعد خافيا علي الاقل في الجزء المعلن منه والذي يتعلق بإغلاق فروع منظمات مدنية أمريكية تعمل في مصر بدون ترخيص، ثم التحقيق مع المسئولين فيها ومنع عدد كبير من العاملين الأمريكيين فيها من مغادرة مصر بأمر النيابة لاستكمال التحقيق معهم.. وهو ما اثار ضجة في أمريكا خاصة أن من بينهم ابن وزير النقل الأمريكي. وكالعادة تبدأ التهديدات الأمريكية بقطع المعونة العسكرية التي تعرف أمريكا أنها استفادت منها بأكثر مما استفادت مصر! وكالعادة يبدأ اللوبي اليهودي في شن حملة كراهية ضد مصر لدي الشعب الأمريكي! وكالعادة لا تتأخر اسرائيل فتبدأ في الحديث عن استعدادها للحرب وتستعيد تصريحات سابقة لنتنياهو يقول فيها انه لم يكن يوماً مع الانسحاب من سيناء!! كل ذلك تعودنا عليه في مثل هذه المواقف، ولكن الجديد والمريب هو أن يردد البعض أن التصعيد في الموقف ربما يكون وراءه رغبة من المجلس العسكري في خلق مشكلة خارجية يستعين بها في الصراعات الداخلية!! يعرف من يردد هذا الكلام المريب أن قيادات المجلس العسكري هم الذين قادوا عملية التعاون العسكري مع الجانب الأمريكي طوال الأعوام الماضية، ويعرف ان الخلاف بدأ منذ الايام الأولي للثورة وليس بعد الأزمات التي واجهها المجلس أثناء الفترة الأخيرة، ويعرف أن الحصار المالي والاقتصادي الذي واجهته الإدارة المصرية كان نتيجة هذا الخلاف! ويعرف أنه لو كانت واشنطون متأكدة من أنه ليس هناك ما يدينها، لما وافقت علي استقبال وفد مصري للتفاوض علي استمرار المعونة وتسوية الخلاف، وربما عدم اعلان القاهرة عن تفاصيل قالت انها ستذيعها في الوقت المناسب.. والذي أرجو ان يكون قريبا لتتضح الصورة كاملة! لي تجربة صغيرة في هذا الشأن من موقعي كنقيب للصحفيين قبل سنوات حين رفضت مع زملائي منحة امريكية مشروطة ويومها حاولت الدكتورة فايزة ابو النجا من موقعها الوزاري الوصول إلي حلول متوازنة، ولكننا في النهاية اصطدمنا باصرار الجانب الأمريكي علي تحقيق مصالحه حتي لو كانت تتعارض مع مصالح الاطراف الأخري. اليوم.. ما يجعل فايزة أبو النجا تتخذ هذا الموقف المتشدد رفضا لأي شروط أمريكية، وما يجعل الدولة تتخذ قرارها بالتصدي لمحاولات الاعتداء علي السيادة الوطنية، وما يجعل الامور تصل إلي احتمال محاكمة الأمريكيين الممنعوين من السفر.. يعني ان هناك ما هو اخطر مما اعلن حتي اليوم وما هو أهم من مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية التي »زهقنا« من التهديد بإيقافها.. ليتهم يفعلون أو.. ليتنا نحن نفعلها!!