أشرف ثابت وگيل مجلس الشعب الجديد .. في حوار صريح مع » الأخبار «:

تسليم السلطة..لرئيس البرلمان التفاف علي إرادة الشعب

أشرف ثابت
البلد في محنة گبيرة وتحتاج لتگاتف المجتمع ولا يمكن لفصيل واحد تولي المسئولية
تحويل سيناء لمنطقة تجارة حرة وسنعمر الصحراء بدلا من وضع أيدينا علي قلوبنا خوفا من إسرائيل
العالم گله يتجه إلي نظام التمويل الإسلامي ولا يمگن غلق البنوك مرة واحدة
نعاني من گم گبير من القوانين سيئة السمعة.. تحتاج إلي تعديل
لأول مرة في تاريخ البرلمانات المصرية يتولي كادر في أحد الأحزاب الدينية منصب وكيل مجلس الشعب.. وهذا يدل دلالة كبيرة علي ملامح مستقبل مصر القادم والذي ينبئ عن عدم وجود تمييز بين الإنسان المصري فيما يعتقد سواء في الأفكار أو في غيرها.. ومن هذه النقطة انطلقت الأخبار فيما أجرته من حوار مع أشرف ثابت الذي تولي هذا المنصب منذ أيام بعد فوز حزب النور بالمرتبة الثانية ضمن الأحزاب التي فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة.. وقد فتح الضيف قلبه وعقله للأخبار التي سألته وكان يجيب بلا حرج أو أية خشية.. وسوف يتجلي ذلك بوضوح عندما نستعرض معا تفاصيل ما جاء في هذا الحوار.
تولي مجلس الشعب لرئاسة الدولة هو التفاف علي إرادة الشعب.. الناس انتخبته كعضو برلمان فقط.. فمثلا بما أنني اصبحت وكيلا للمجلس هل اذا انتقلت السلطة سأصبح نائب الرئيس.. غير معقول وقد لا يرضي البعض.. وأري أن يكون هناك فصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية.. كما أن الوقت قريب لانتخاب رئيس جمهورية وليس هناك ما يثير القلق بشأن تسليم السلطة.
هل تفضل الدستور أولا أم انتخابات الرئاسة أم سويا كما نادت بذلك المبادرات الحديثة؟
المنطق الأصلح أن يتم وضع دستور أولا، ثم انتخاب الرئيس، فمن غير الطبيعي أن يأتي الرئيس ولا يعلم هل سيكون نظام الدولة نظاما رئاسيا أم برلمانيا ولا حتي ما هي حدود صلاحياته.
وكيف تقيم التزام المجلس العسكرية بالخريطة الزمنية.. في ظل حالة قلق شباب الثورة بسبب تغيير المواعيد المقررة اكثر من مرة؟
هناك التزام بالفعل بالخارطة الزمنية.. وأري أيضا ان هناك تعجيلا في انهاء الفترة.. وربما التعجيل أكثر هو ما ينادي به البعض.. ولكن هذا مناسب أم لا فهي قضية أخري دعينا نتحدث عن الواقع أنه بالفعل تجري انتخابات مجلس الشوري وسيتم الانتهاء منها وبالفعل سيفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة بعدها مباشرة.
لكن هناك حالة من حالات المطالبة بتسليم السلطة في أسرع وقت ممكن.. وهذا متماشي مع الاعلان الدستوري وليس مخالفا له.. وأنا كنت أري أن الاتجاه الآخر الذي يري التمهل في هذا الامر متماش مع المنطق والعقل.. ولكن البعض يري أنه معطل للاصلاحات الثورية.
دور المجلس العسكري
وما تقييمك لأداء المجلس العسكري بشكل عام؟
لابد أن نري هذا الأمر بشيء من العدل.. ولابد أن نثمن الدور الذي قام به المجلس العسكري في حماية الثورة.. والدور الذي قام به ليس تفضلا علي المجتمع ولكنه واجبه الوطني المفروض علي المؤسسة العسكرية وهو حماية المجتمع والوطن وهم فعلوا ما يجب عليهم.. ولذلك أكرر يجب أن نثمن هذا الدور.. لأن هناك نماذج أخري الوضع مختلف تماما وستعاني لفترة طويلة حتي يمكنها العودة إلي نقطة الصفر مرة أخري.. والمؤسسة العسكرية رمز الوطن وتمثل هيبة الدولة ولا ينبغي الاساءة إليها.. في نفس الوقت لابد من الالتزام بمواعيد تسليم السلطة وخارطة الطريق التي رسمها المجلس العسكري.. وسوف نلزمه بما تم الاتفاق عليه وهذا ما يمكن ان نتحدث فيه.
كيف ستلزمه اذن بالمواعيد؟
دعونا لا نستبق الأحداث.. أنا لا أري مبررا لذلك ولا أري نية لذلك.. نحن نقول يجب ان نبتعد عن لهجة التخوين والا نتعجل في القاء التهم علي المجلس العسكري اذا كان سيلتزم أم لا.. واذا لم يلتزم سنناقش الأمر.
هناك من يتحدث عن الخروج الآمن وتسليم السلطة فهل سيكون هناك محاسبة؟
القاعدة الأساسية هي أن كل من تسبب في قتل مواطن يحاسب ولا اظن ان يستثني أحد واعتقد ان المجلس العسكري أيضا لا يريد استثناء.
وهل ترضي وضعا خاصا للجيش؟
مجلس الشعب هو عين الشعب وسلطته مراقبة كل مؤسسات الدولة أيا كانت.. وفي حالة الأمن القومي فسيكون هناك نوع من السرية.
ما هي المعايير التي سيتم بناء عليها اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع الدستور؟
هناك معايير كثيرة المجلس سيقوم بطرحها وتناقش من قبل الاعضاء.. ولابد أن تكون اللجنة ممثلة لجميع أطياف المجتمع ولجميع القوي السياسية.
البعض طرح إمكانية قيام مجلس الشعب ونواب الأغلبية بالتدخل لاختيار وتشكيل الوزارة؟
لا أنا غير مؤيد لهذه الفكرة في هذا الوقت.. ننتظر الدستور هل سيكون نظاما برلمانيا أو مختلطا أو رئاسيا ماذا وهو ما يحدد صلاحيات المجلس.
أي تلك الأنظمة تفضل؟
اعتقد ان النظام المختلط هو الأقرب.
الشهداء والمصابون
بصفتك رئيسا للجنة تقصي الحقائق أرجو أن توضح دورها بشكل أكبر؟
مهمة لجنة تقصي الحقائق هي اظهار الحقائق أمام المجتمع وبعد ان تنتهي من عملها سترفع التقرير إلي رئيس المجلس وتأخذ الموافقات عليه وقراراتها ملزمة بصفة سلطة المجلس التشريعية.. وأري البعض مستغربا من هذا ولكننا نؤكد ان المجلس سيكون قويا وسوف يمارس اختصاصته.. وسنراعي شرطين في عمل اللجنة ألا تطول فترة عملها وأن نبحث الآلية المناسبة لكشف جميع الحقائق وأطمئن الناس ان القضية قضيتنا كلنا ونحن كأعضاء برلمان أتينا بفضل الثورة والشهداء لهم حقوق في رقابنا جميعا.
هل لجنة تقصي الحقائق سيكون دورها التقصي في فترة الثورة فقط أم أنها ستشمل كل الأحداث؟
لجنة التقصي ستكون شاملة لكل الأحداث فيها أحداث شارع محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء وماسبيرو
الأزهر والقوانين
في ظل سيطرة التيارات الإسلامية علي البرلمان.. والاختلاف في المرجعية الفقهيه بينها.. وفي حالة مناقشة قوانين تتعلق بشق ديني.. كيف سيتم هذا الأمر؟
نحن نقول إن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.. وحينما نتكلم عن الشريعة الإسلامية فهناك مؤسسة تلاقي احترام المجتمع كله وهي مؤسسة الأزهر الشريف ستكون المرجع الرئيسي الذي ستتم العودة له.
بمناسبة الأزهر.. هناك قانون خاص به تم تمريره بتاريخ مسبق.. وغيره من القوانين فماذا يفعل نواب الشعب بهذا الشأن؟
يضحك: أليس من سلطة مجلس الشعب رقابة القوانين.. مش مشكلة.. سنقوم كمجلس بمراجعة القوانين كافة حتي لو كانت بتواريخ سابقة.
ما هي أهم تشريعات القوانين المقترح تقديمها في مجلس الشعب؟
أنا في الحقيقة لدي رؤية مختلفة في هذا الشأن.. نحن لدينا كم كبير من القوانين سيئة السمعة.. وليست المسألة هي مسألة البحث عن قانون وتعديله فقط.. ومصر لديها العديد من الكفاءات والخبرات في القانون وكل المجالات لابد من تكليفهم لإبداء اقتراحاتهم وتصوراتهم كل في مجاله.. فالبلد كلها لازم تشتغل.
معني ذلك ان هناك نية تغيير شامل لجميع القوانين؟
طبعا سيكون هناك ذلك.. فالمسألة ليست مجرد تعديل قانون.. نحن لدينا أزمة في الجهاز التنفيذي والقوانين التي يعمل بها، فهناك موظفون يعلمون جيدا ما هي الثغرات والقوانين التي تتسبب في التعطيل وهو ما جعل البيروقواطية تستوحش وتتوغل بشكل كبير.. وهذه مسألة أمة بأكملها.. هناك العديد من القوانين تحتاج إلي تغيير.. ولذلك ففي رأيي أنه ليس فقط مجلس الشعب الذي يجب أن يعمل ولكن لابد أن يعمل جميع المجتمع.. ما المانع أن نجلس مع نقابة الصحفيين مثلا ونناقش القوانين التي تعيق عملها ويقدم أصحاب الشأن لنا الاقتراحات فهذه مسئولية أمة وليس مجلس الشعب فقط.
هل هناك آلية محددة لاستقبال البرلمان لاقتراحات الشعب؟
سيتم من خلال دراسات والكل يعمل وفق تخصص ويتم عرضها علي خبراء القوانين وبشكل دوري مستمر.
وماذا لو تم رفض قانون ما من جانب الشعب؟
أكيد الأغلبية التي انتخبت البرلمان لن ترفض قانونا أقره الاعضاء الذين اختاروهم.. وشرعية البرلمان مستمدة من شرعية الشعب.. فالآن لدينا الشرعية الشعبية حيث اختار الشعب اعضاء البرلمان وتم تفويض هؤلاء الأعضاء للتحدث باسمهم في حدود الدستور والقانون.
وما هي أفكارك كوكيل لمجلس الشعب؟
باعتبارنا برلمان الثورة سنسعي إلي تحقيق مطالب الثورة سواء المطالب الأصيلة أو التوابع بعد الثورة.. والمطالب الأصيلة المتمثلة في الاصلاح السياسي والاقتصادي والاصلاح الأمني.. ونقصد بها تحسن الأحوال المعيشية للمجتمع، أما توابع الثورة الخاصة بحقوق الشهداء والمصابين.
وماذا عن الخطوط العريضة التي تراها من الممكن أن تؤدي إلي ذلك؟
وجود الأمن هو عصب بناء الدولة واقتصاد الدولة، فزعزعة الأمن معناه انهيار اقتصادي.. واستقرار الأمن هو عامل أساسي ومهم جدا للاصلاح الاقتصادي الذي يعد العمود الفقري للتطوير.. ولذلك فسوف نعمل علي إعادة هيكلة الأمن ووزارة الداخلية، وعودة رجل الأمن للشارع مرة أخري، واصلاح العقيدة الأمنية شيء أيضا مهم جدا.
كانت هناك شكاوي من سوء معاملة الشرطة للمجتمع أو كانت هناك بعض الممارسات السيئة التي من الممكن ان تمارس من قبل بعض رجال الشرطة مثل الفساد المالي.. فيجب اعادة تأهيل الشرطة للتعامل مع المواطن العادي من خلال اعدادهم في كليات الشرطة وتدريس المواد الانسانية من خلال مساعدة المختصين في العلوم الانسانية وتغيير فكرة التعامل بالتعالي بالنسبة لضابط الشرطة تجاه المجتمع. وان يكون حريصا علي عدم التعدي علي حقوق وحريات المواطن وعدم استغلال السلطة.
الحقيقة اننا عندما نسأل طالب الثانوي بماذا تريد نجده مبهورا بوضع رجل الشرطة الفوقي وهذه هي العقيدة التي يتخرج بها ضابط الشرطة ويجب ان تتغير فيجب ان يحافظ رجل الشرطة علي كرامة المواطن وان يتعامل مع المشتبه فيه والرجل البسيط باحترام وان تكون الشرطة في خدمة الشعب فعلا وليس قولا فهي الان ليست موجودة علي ارض الواقع بشكل كامل.. وايضا هناك الفساد المالي فيجب القضاء علي الرشاوي واستغلال النفوذ.. ولكن يجب ان نعالج جذور المشكلة من البداية من خلال معالجة التفاوت الضخم في الاجور والمرتبات في الشرطة وتحسين هذه المنظومة لكي نستطيع محاسبته علي الفساد المالي وفيما يختص بالجنود والعساكر يجب ان يكون العسكري يحسن القراءة والكتابة ولديه الخبرات وليس العكس.. فمش معقول نجيب اسوأ مواصفات موجودة فالاولي ان تكون هناك شروط معينة في قبول الدخول للشرطة، وان تكون هناك مواصفات معينة وقدرة في التعامل مع المواقف والواقع وحسن المواقف التي يتعرض لها وليس كل اللي همه هو تنفيذ الأوامر فيجب ان يتحلي بالثقافة.
في ظل وجود قيادات أمنية متورطة في قتل المتظاهرين كيف سيتم التعامل معهم؟
هذا ملف آخر ويجب ان انظر للمنظومة برؤية اخري وهي منع الجريمة قبل وقوعها فلابد لكل المؤسسات الاخري في الدولة ان تقوم بدورها في المجتمع ومنع الجريمة قبل وقوعها.. ولابد من المشاركة المجتمعية والمنظمات الرسمية وشبه الرسمية في هذه القضية لانها قضية أمة ومن خلال الدراسات والتوصيات الاصلاحية التي لابد ان تنبع من داخل جهاز الشرطة من خلال المسئولين عن الشرطة لابد من تغيير العقيدة لديهم.. ولابد ان نفرق بين وزير داخلية سابق كان يقول للضباط والأمناء »اضرب في سويداء القلب« هذا ما كان يحدث.. لذلك نريد تغيير العقيدة.
وهل هناك اتجاه لإقرار قوانين خاصة بالأمن في مجلس الشعب؟
طبعا.. فالاصلاح الأمني والفساد الأمني وسوء المعاملة الأمنية هي سبب قيام الثورة ومن ابرزها قضية مثل خالد سعيد والسيد بلال.. وهذه من الاسباب الرئيسية وليست هامشية.
الإصلاح سياسي
وماذ عن الاصلاح السياسي؟
الاصلاح السياسي قضية مهمة للغاية ويجب علي الاحزاب ان يكون لها دور كبير جدا في هذا الاصلاح.. وان يتجه نظره الي الدستور ومواده، ووضع صلاحيات الرئيس حتي لا يكون مستبدا انه لابد من وضع دستور يكفل الحقوق والحريات.. وكل هذا أمر هام ومتفقون عليه فلن نستطيع ان نقبل هذا الشكل والمؤسسة التي كانت تدار بها الدولة في الفترة الماضية
ما الأدوات التي تضمن عدم تكرار تجربة الحزب الوطني مرة اخري؟
هذه القضية لا تأتي بالتشريعات لانها تتم من خلال السلوك.. صحيح سنعمل علي ان يكون لدينا ما يضمن منع الدكتاتورية في أي نظام أو حزب.. ولكن مهما كان فهذا يرجع إلي السلوك نحن الان بلا دستور ومجلس الشعب يعمل من خلال الاعلان الدستوري أو الدستور السابق.. لكن هل حضرتك عندما تنظرين الي الفضائيات والمعارك التي تكون علي الفضائيات هل هذا هو المقبول؟ الحقيقة اننا نعيش في مناخ سياسي صعب واتمني أن يتحسن.
والإصلاح الاقتصادي
وماذا عن الاصلاح الاقتصادي؟
لابد من اعادة النهضة الزراعية مرة اخري ويجب الاهتمام بالصناعات الصغيرة والمتناهية والتكامل بين حلقات الانتاج، فمثلا صناعات مثل الصلب والاسمنت هي أشياء مهمة كدولة.. وكذلك سوف يتم النظر للصناعات المهمة التي تم تدميرها لصالح أشخاص معينة في الدولة لابد من اعادتها مرة اخري.
وبالنسبة للاستثمار الأجنبي فلن نكتفي بمستثمرين »يجيوا النهارده ويمشوا بكره« ونجد صناعات بسيطة مثل فانوس رمضان! فنريد صناعات مهمة.. ونحن نستطيع تقديم الأرض والبنية التحتية والتساهل ونزيل المعوقات امام المستثمر الاجنبي لكي نجلب الاستثمارات بشروط لتشغيل العمالة المصرية وعمل دورات تدريبية وتكون الاستثمارات لمدد معينة وبعد انتهاء المدة تكون ملكا للدولة.. مثل تجربة شرق آسيا.. مع وضع شروط ايضا لحل المشاكل التي تواجه المصريين منها ازمة الاسكان من خلال انشاء مدن صناعية جديدة.. والتوسع خارجي خارج حدود المدن لحل أزمة التكدس.
وبالنسبة للزراعة فلدينا اراض صالحة للزراعة كثيرة ومستصلحة ولا تحتاج إلا الي المياه.. نريد التوسع في الرقعة الزراعية والتعاون مع الشباب.. ولقد قابلت استاذا زراعيا قدم لي فكرة عن زيت خاص بالطيارات يتم استخراجه من النبات فهناك افكار عديدة وستكون هناك ايضا قضية التعاون الخارجي مع الدول في مجال الزراعة خاصة دول الجنوب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام في مصر فالدولة التي لا تملك طعامها وغذاءها لا تملك قرارها وكذلك الدولة التي لا تملك سلاحها لا تملك قرارها.
تصنيع السلاح
بمناسبة حديثك عن السلاح.. فهل مصر قادرة علي تصنيع سلاحها من دون الاعتماد علي الخارج؟
بلاشك.. فماذا ينقصنا عن الدولة المصنعة للاسلحة فمصر لديها العديد من الامكانيات والخبرات الاكاديمية.. ويجب التعامل مع العلماء والاكاديميين المصريين لتحقيق الصالح العام لمصر.. والحقيقة انني ألاحظ وضع العلماء السييء فبعضهم يسكن العشوائيات ويجب علي الدولة ان تمنح اهتماما خاصا للبحث العلمي.. فمش معقول نمنح لاعب الكرة الملايين ونترك للباحث العلمي الفتات.. فماذا يمكن اذن ان يقدم هذا الباحث وهو يعيش في ادني المستويات للمجتمع فهذه سياسية خاطئة يجب اصلاحها.
وهل تري ان التنسيق والتوافق امر جيد في المجلس أفضل من اجراء انتخابات حرة داخل المجلس؟
نعم أري ان ذلك امر مهم.. يجب ان يكون هناك توافق بين الاحزاب داخل البرلمان.. اري ان التنسيق سيكون فيه عدم تهميش أو اقصاءات لأي فصيل.. وهو المطلوب واتمني ان يشعر كل ناخب بأن الشخص الذي اختاره ليمثله في مجلس الشعب بالفعل لديه دور حقيقي وحيوي في البرلمان ولا يصبح له دور ثانوي أو يعاني من اقصاء.
بعض القانونيين وضعوا احتمالا بألا يتم استكمال المجلس دورته أو قد يحله رئيس الجمهورية الجديد فهل يقلقك هذا الامر؟
اظن ان العمر المحدد للمجلس والطبيعي هو دورة كاملة.. وقد سمعنا عن محاولات طعن علي دستوريته وشرعيته.. ولكن ليست هذه قضيتنا فنحن سنعمل لمصلحة الوطن سواء كنا في المجلس أو خارجه وحتي لو جاء مجلس آخر لابد ان يعمل لمصلحة الوطن ونسير علي هذا النهج يجب ان نغلب مصلحة الوطن علي المصالح الشخصية.. وليس وارادا ان يقوم رئيس الدولة بحل مجلس الشعب في ظل هذه الفترة بعد كل هذا الجهد في انهاء الانتخابات.
وهل ستدعم مرشحا رئاسيا معينا؟
باب الترشح للرئاسة لم يفتح بعد ولن استطيع أن احدد في هذه الفترة إلا بعد ان يتم الانتهاء من الترشح وغلق باب الترشح.
هل لديك اقتراح بالنسبة للعلاقة بين البرلمان والرئيس؟
نؤجل هذا الي بعد وضع الدستور.
الثورة مستمرة
كان هناك اختلاف واضح بين الاخوان والسلفيين فيما يتعلق باحتفالات الثورة فماذا عن وجهة نظرك وكيف سيتعامل نواب البرلمان مع هذا الأمر؟
الثورة لم تكتمل بالفعل.. فماذا تحقق حتي الان؟ فالثورة قامت وأطاحت برأس النظام لكنها لم تنه علي النظام بالكامل ولابد ان يعقبها تطهير وهذا لم يتم حتي الآن.. ومحدش قال ان الثورة تمت.
محنة البلاد
وكيف تري وضع البلاد بشكل عام؟
نحن في محنة شديدة والمسئولية كبيرة وضخمة لا يمكن ان يتحملها فصيل واحد أو قوي سياسية ويجب علي كل القوي السياسية والمجتمع بأسره المشاركة في تحمل المسئولية.. وهذا الحمل كبير.. وهناك أهداف وجوانب مشتركة بين جميع القوي يجب اننا نتفق عليه ونعمل من أجل تحقيقه.. ويجب تأجيل الخلاف لوقت اخر.
وأين دور الشباب في الحياة السياسية؟
أحب أن اعلق علي نقطتين في هذا الشأن، أولها أن الشباب بالفعل ممثل في الأحزاب السياسية.. وبالنسبة لمجلس الشعب.. فيوجد أصغر عضو بالبرلمان سنه 62 سنة وهو من حزب النور.. وكذلك حزب المصريين الأحرار والحرية والعدالة والثورة مستمرة بالإضافة الي الاعضاء المعينين فيهم عنصر شبابي.
أما المحور الثاني فيجب أن يكون هناك تواصل مجتمعي.. وهناك شباب لم ينظموا انفسهم وينضموا لأحزاب.. وأريد أن أوضح انه يجب ان يكون عضو البرلمان ممثلا لجميع اطياف المجتمع وليس فصيلا وحيدا أو تيارا وفئة معينة ومعبرا عنهم.
ما تفسيرك للتمثيل القليل للمرأة؟
يضحك.. الرجل سيكون أكثر حرصا علي قضايا المرأة قبل المرأة نفسها لان المرأة مهمة جدا فهي تمثل أخت الرجل وزوجته وأمه وابنته.
أمريكا وإسرائيل
كيف تري التعامل مع الولايات المتحدة الامريكية خاصة بعد أزمة منع النشطاء من السفر وما أثير حول التمويل لمنظمات المجتمع المدني وغيره؟
كدولة لابد من مراجعة جميع المعونات القادمة من امريكا وهل هي بالفعل في مصلحة الشعب المصري أم لا وهل تستفيد فعلا من القروض بالشروط المحددة لها.. وهل يمكن الاستعاضة عن هذه القروض بأشياء أخري كلها أمور لابد من مراجعتها ودراستها بشكل دقيق. ولابد من مناقشتها سواء في مجلس الشعب أو في الحكومة.
وكيف سيكون التعامل مع اسرائيل ومعاهدة كامب ديفيد؟
لابد من احترام الإرادة الشعبية في هذا الأمر.. الدولة ستتصرف بما يناسب مصلحتها ومصلحة الشعب.. وبما يحقق دور مصر الريادي.. وعلي أن يكون التعامل بالكفاءة وعلي قدم المساواة.. فالأهم مراعاة مصلحة الوطن في كل الاتفاقيات التي توقع عليها والمعاهدات.
هل تصورت في أي لحظة انه من الممكن ان تحدث ثورة ويسقط النظام وتصبح وكيل مجلس الشعب؟
في الحقيقة لم أتصور ذلك.
وماذا دار في ذهنك الآن عندما دخلت البرلمان لأول مرة؟
تذكرت عددا من الآيات القرآنية »وتلك الأيام نداولها بين الناس«.. فنحن نري بأنفسنا سنن الله بين الناس تحدث.. ولم أكن أتوقع أن يحدث ذلك.. ولم أكن اتصور انه من الممكن أن أمر بجوار شارع مجلس الشعب.
وما تفسيرك للنسبة الكبيرة التي حصل عليها التيار السلفي في البرلمان؟
التيار السلفي موجود منذ اربعين عاما وسط الناس وقائم علي الخدمات لهم.. ولم يكن يقوم بذلك من أجل العمل بالسياسة اطلاقا.. وانا اري ان الحزب لم يأخذ ما يستحق في الانتخابات ربما ان العملية الانتخابية كان لها تأثير سلبي علي الحزب.
رسائل
وفي الختام هي يمكن توجيه كلمة للشباب؟
أقول لهم: نحن سنظل الي اخر وقت معبرين عن طموحاتكم وآمالكم وافكاركم وحريصين علي سماعكم. ونحن وانتم شيء واحد. فكلنا مصريون طموحاتنا واحدة حتي لو حدث اختلاف في بعض الرؤي فهذا الاختلاف طبيعي لا ينبغي أن يصل الي تخوين أحد أو اتهامه.
والي مبارك وأعوانه؟
يتأمل قليلا.. »ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون«.. و»قل الله مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من يشاء«.. يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء. ودولة الظلم ساعة ودولة العدل الي قيام الساعة.. لا اقول اكثر من ذلك.
والي الجيش والمجلس العسكري؟
نرجو الالتزام بكل ما تم طرحه علي الشعب والالتزام بكل الالتزامات سواء في تسليم السلطة وستظل القوات المسلحة هي الدرع الواقية للشعب المصري ولبلدنا.