استكمالاً للمقالات الأربعة السابقة والتي تشير إلي بعض القضايا المهمة التي تحتاج إلي مراجعة ودراسة.. والتي تتعلق بهيكلة بعض قطاعات وزارة الثقافة وأخص قطاع الفنون التشكيلية الذي تم نقل بعض إداراته وأنشطته إلي صندوق التنمية الثقافية، مما أضر بقوام وطبيعة هيكلة القطاع، وهذا يتناقض مع طبيعة إنشاء قطاعات الوزارة، وتوقفت بالمقال السابق عند أهمية المؤتمرات التي تعقدها الهيئة العامة لقصور الثقافة وبالتحديد »مؤتمر أدباء مصر« الذي يعقد في مكان مختلف كل عام منذ أكثر من 52 عاماً، فعندما توليت رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة في سبتمبر 5002 طرحت رؤيتي تجاه فكرة المؤتمرات وأهميتها كظاهرة صحية ومحفزة للإبداع ولنشر الثقافة بأنواعها، فالمشروع هو استحداث مؤتمرات ثقافية لمجالات الإبداع المختلفة »الموسيقي المسرح السينما الفنون التشكيلية الفنون الشعبية« وهي مجالات أصيلة وتتوافق مع طبيعة عمل الهيئة، ووافق مجلس إدارة الهيئة واعتمد محضر مجلس الإدارة من فاروق حسني وزير الثقافة في ذلك الوقت، وأصبح المشروع تحت شرعية التنفيذ من قبل الهيئة، وبدأت آليات العمل لعقد الدورة الأولي للمؤتمر القومي للمسرح وتلاها دورتان، ثم عقدت الدورة الأولي للمؤتمر القومي للفنون التشكيلية، وعندما انتهت مدة رئاستي للهيئة في الثالث من شهر يونيو عام 8002 وتولي رئيس جديد للهيئة توقفت عن هذه الأنشطة الثقافية المهمة، بدون مبرر علمي أو منهجي وأشرت في باب »نهر الفن« إلي هذه القضية من أجل استمرار عقد هذه المؤتمرات والبدء بتأسيس مؤتمرات لمجالات الإبداع الأخري.. وحتي تتحقق شمولية نشر الثقافة وتحقيق عدالة ثقافية تعود علي المجتمع بالفائدة والزاد الثقافي المتنوع، وفرصة رائعة للحوار الفكري المباشر علي مستوي مبدعي المحافظات، علي غرار مؤتمر أدباء مصر الذي حقق نجاحاً كبيراً خلال عقدين ونصف العقد من الزمان، الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة تضمنت المقالات الخمسة قضايا تحتاج لتصويب بعض السلبيات التي تتعلق بالهيكلة الإدارية لبعض قطاعات الوزارة، وهذه رؤيتي الشخصية ومرجعيتها قرارات إنشاء هذه القطاعات وطبيعة اختصاصاتها، وفي نهاية هذه القضايا التي طرحتها تباعاً تحتاج إلي القرارات المناسبة التي ترونها، بقيت كلمات أوجهها إلي الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، إذا كانت مقالاتي الخمسة أشارت بالتحديد إلي صدور هذه القرارات في عهدكم فهذه رؤيتكم التي ترونها والتي عارضتها في حينه من خلال مذكرات أثناء رئاستي لبعض قطاعات الوزارة، ولكن علي مدي واحد وعشرين عاماً نتبادل مشاعر الاحترام.. وأعلم تقديرك لشخصي وإنجازاتي خلال هذه الفترة من 3/5/8891 حتي 3/6/8002 تحت رئاستكم، ولا يمكن إنكار أو تجاهل إنجازاتكم التي أشرت إليها من خلال عدة مقالات آخرها مقال »نهر الفن« الذي خص دعم ترشيحك لرئاسة اليونسكو، والمصلحة العامة تقتضي احترام الرأي والرأي الآخر، لأن الفائدة الكبري هي التي ستعود للمجتمع المتعطش ثقافياً، وكان لقاء الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة مع مجموعة كبيرة من المثقفين بجمعية »محبي الفنون الجميلة« حافزاً لطرح قضايا مهمة خاصة أنه أعلن بامتلاكه جميع الصلاحيات من قبل رئيس الحكومة لإصدار قرارات مادامت تهدف إلي المصلحة العامة والارتقاء بالأداء الثقافي في المجتمع.