الأستاذ الدكتور شاكر عدالحميد وزير الثقافة.. جاءت تصريحاتكم منذ شهر تقريبا بجمعية مجلس الفنون الجميلة متفائلة وطموحة وجريئة وهذا ما شجعنا بأن أوجه إليكم هذه المقالات المتتالية والتي تحمل قرارات خاطئة صدرت من فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق نتج عنها تقليص بعض القطاعات علي حساب المصلحة العامة، وجاءت لتفتيت طبيعة قطاع الفنون التشكيلية علي وجه الخصوص لصالح تفعيل وهمي لصندوق التنمية الثقافية الذي حوله إلي مؤسسة تضم مراكز فنية وأنشطة ليست من طبيعة اختصاصاته وبهذا يتناقض مع القرار الجمهوري لانشائه، ونلخصها مرة أخري مركز الخزف بالفسطاط، المراكز الحرفية التقليدية بالفسطاط، والأكاديمية المصرية بروما كانت تابعة لقطاع الفنون التشكيلية، سيمبوزيو أسوان الدولي للنحت، وكالة الغوري بحي الأزهر.. جاء الوقت المناسب بعد الثورة التي تفرض أسسا جديدة للتغيير وإعادة الهيكلة من جديد من خلال سياسات واستراتيجيات تتوافق مع أهداف الثورة، فالخطوة الأولي يا معالي الوزير هي تصويب أخطاء الماضي والإقدام علي وضع رؤية شاملة لمستقبل الثقافة المصرية تحمل آمال هذا الشعب الذي عاني كثيرا والمتعطش لزاد الثقافة بعيدا عن ثقافة الفراغات المغلقة، جاء الوقت لتحقيق عدالة ثقافية تتسع مساحتها ومسافاتها من الشمال للجنوب ومن الشرق إلي الغرب، أخص هذا المقال لنشاط استحدث من قبل صندوق التنمية الثقافية تحت مسمي »سيمبوزيوم الأقصر الدولي لفن التصوير« وأقيمت عدة دورات متتالية وأنفق صندوق التنمية الثقافية عشرات الألوف من الجنيهات ولم يتم تقييم هذا النشاط الدولي ومردوده علي الثقافة المصرية، ليست هذه هي المشكلة، القضية هي أن الصندوق ليس القطاع المختص لهذا النشاط الفني. فتبعيته الطبيعية بل مكانه الحقيقي هو قطاع الفنون التشكيلية، القطاع هو المؤسسة المرجعية للفنون التشكيلية.. بمصر، وهذا لا يعني مركزية الرؤية بل وزارة الثقافة اعتمدت كثيرا علي مدي مسيرتها علي هذه المؤسسات الفنية المختلفة لتعميق دورها القومي لرعاية الفنانين وحماية ابداعهم الفني.. وبطبيعة الحال يستوجب علي هذه المؤسسات التعاون الكامل مع جميع المؤسسات المدنية والرسمية لتعميق وانتشار الثقافة الفنية، ونما إلي علمي بأن اجتماع بالصندوق برئاستكم عقد خلال الاسبوع الماضي أتمني أن جدول أعمال الاجتماع قد تضمن هذه القضايا المهمة التي تحتاج إلي قرار شجاع وحاسم بعودة تبعية هذه الإدارات الكبيرة المذكورة وأيضا الأنشطة الدولية إلي قطاع الفنون التشكيلية، أما المراكز الفنية الأخري التابعة للصندوق يتم دراسة طبيعة عملها وتضم بعضها إلي الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعض القطاعات الأخري يضم إليها بعض المراكز التي تتوافق مع طبيعة عملها، أو تضم جميعها للهيئة كونها تمتلك أكثر من خمسمائة موقع ثقافي في جميع محافظات مصر، يتبقي قضية أخري في غاية الأهمية وهي المؤتمرات الثقافية التي تعقدها الهيئة العامة لقصور الثقافة »مؤتمر أدباء مصر« هو المؤتمر الذي يعقد كل عام منذ أكثر من 52 عاما.. وللحديث بقية.