شمعة مبارك انطفت.. دولته زالت وانتهت.. لكن فريد لسه فاكره حديد.. عايزه ريسنا بطول عمره المديد.. شايفه زي الرسول واحنا الكفار.. يتخبط في ضلمة الليل ورافض النهار ايه اللي ممكن تنتظروه من محامي عزام طبيعي يمدح ويدافع عن الحرام! إذا غضب الله علي عبد من عباده، أصابه بعمي البصيرة.. وهذا حدث مع مبارك مرتين.. مرة قبل وأثناء الثورة.. ومرة أخري عندما نفح فريد الديب الملايين ليترافع عنه.. في الأولي ترك الرئيس السابق نجله يحكم ويتحكم في البلد.. تركه يستوزر عصابة الفساد لتصبح ثروات مصر ومقدراتها »أمانة في أيدي اللصوص«!.. ولما فاض الكيل وصرخ العباد من قسوة الفساد ظهرت الاحتجاجات والاعتصامات.. وكانت المطالب وقتها لا تزيد عن بعض الاصلاحات وإلغاء فكرة التوريث تماما.. لكن كلاب الحراسة للنظام الفاسد نهشت في لحم المطالبين بحقوقهم وردوا علي الهتافات بطلقات الرصاص.. ثم جاءت موقعة الجمل لتلغي مشاعر التعاطف مع مبارك الذي قال في خطابه انه يريد ان يموت في وطنه ويدفن في ترابه.. وتلهب حماس الثوار وترفع سقف المطالب إلي درجة إجبار رأس النظام علي التنحي. كثيرون قالوا أنه لولا تأخر مبارك في الاستجابة لبعض المطالب لكانت الأمور قد اختلفت.. لكن ارادة الله ان تزول الغمة عن الأمة.. ان تخرج مصر من سجن ظلت في زنازينه طوال 03 سنة.. ان يصبح من قاسوا الظلم وعذاب الاستبداد في دائرة الضوء، ويذهب من ظلموهم وعذبوهم إلي طرة! والمرة الثانية التي تأكد خلالها اصابة مبارك بعمي البصيرة هي توكيله فريد الديب للدفاع عنه.. وهو المحامي الذي نال كراهية الشعب بدفاعه عن الجاسوس الإسرائيلي.. وشاء القدر ان تأتي مرافعة الديب ضد مبارك والأفوكاتو نفسه.. فهو الذي تبجح بتشبيه المخلوع برسول الله »صلي الله عليه وسلم« فأساء إلي الإسلام والمسلمين.. وقام بتشبيه المواطنين بالكفار فأساء إلي مصر والمصريين! وهو الذي تعاطي حبوب الوقاحة وزعم ان مبارك مازال رئيسا لمصر التي مازالت جراحها تنزف جراء فساده.. ولم تعرف حمرة الخجل طريقها إلي وجهه عندما طالب بتمكينه من الانتقال إلي قصر الرئاسة ليمارس مهام عمله.. قال الديب ذلك ليزيد حالة الاحتقان في الشارع ويجدد المطالبة بالاسراع في المحاكمة الجادة للمخلوع وأعوانه.. كأنه لا يعلم ان الشعب قام بثورته و»قال كلمته« ولا يعلم ان الشرعية الثورية تجب كل طموحات وخيالات موكله. تبقي الاشارة إلي نقطة مهمة في هذا الصدد.. وهي ان افتراءات وخيالات الديب وجدت ظروفا مناسبة أغرته علي عرضها واستعراضها في مرافعته الهزلية.. أولها التباطؤ الملحوظ في المحاكمة والذي دفع البعض إلي وصفها بالتواطؤ.. وثانيها براءة عدد من الضباط قتلة الثوار والمتظاهرين.. يضاف إلي ذلك دلالات الانطباع بأن المتهم محمد حسني مبارك يعامل معاملة متميزة جدا وكأنه ليس محبوسا! أقول لهم: بشار الأسد: »كفاك سفكا للدماء.. تذكر مشهد النهاية للقذافي«! أكرم الشاعر: »دموعك تحت القبة أبكتنا.. عموما إصابة نجلك وسام شرف علي صدره وصدرك«. شيخ الأزهر: »كنت أتوقع ان يرفع الأزهر دعوي ضد الديب الذي وصف المصريين بكفار قريش«! زكريا عزمي: »قلت انك غلبان.. وده صحيح لأن زملاء لك في النظام الفاسد سرقوا وهبروا أكثر منك بكثير«!