بثلاث مسيرات حاشدة بدأت من شمال وجنوب ووسط مدينة الإسماعيلية وطافت بشوارعها الرئيسية مستقطبة دعم ومؤازرة أبناء المدينة قبل أن تصل إلي نقطة اتحادها في ميدان الحرية (الممر) استعادت المحافظة ذاكرة الأيام الأولي من ثورة يناير التي بدأت ملامحها تتضح في الإسماعيلية كثورة شعبية حقيقية عارمة منذ يوم 27 من يناير 2011 الذي شهد تحول مظاهرات الغضب الشعبي المطالبة بالحقوق الأساسية والإصلاح إلي ثورة شعبية جامعة كبري تبنت المطالبة باسقاط نظام مبارك وأفضت إلي إجباره علي الرحيل عن الحكم وسجنه هووعدد من قيادات نظام الحزب الوطني المنحل ورجاله المفسدين بالسلطة. وقد كشفت الهتافات التي رددها المتظاهرون عن غضب عارم في أوساط الثوار وأهالي الشهداء الذين طغت هتافاتهم المنادية بالقصاص من قتلة إخوانهم وأبنائهم علي كل ما عداها ، ولعل في حقيقة عدم التحقيق مع أحد وتقديم أي شخص للمحاكمة عن قتل الثوار من أبناء المحافظة ما يفسر حالة الغليان التي وصل اليها الثوار والأهالي خاصة أن المحافظة التي تفاعل أبناؤها مع الثورة ومن يومها الأول قدمت علي طريق الحرية والعدالة والكرامة الذي بدأه أبناء الوطن في هذا اليوم أكثر من 14 شهيداً غير 7 شهداء ارتفعوا خلال الأشهر الماضية من عمر الثورة الأولي في التاريخ الحديث للبلاد منذ تأسيس النظام الجمهوري. وقد تبنت الحركات الثورية بالإسماعيلية خلال مظاهراتها أمس إلي جانب القصاص للشهداء.. المطالبة بالمحاسبة السريعة الناجعة لرؤوس النظام المخلوعين أمام محاكم ثورية ، وباسترداد أموال وثروات مصر المنهوبة ، ومحاسبة المسئولين عن سقوط قتلي من المتظاهرين والمواطنين العاديين خلال أعمال القمع التي صاحبت المظاهرات اعتباراً من مارس وحتي نوفمبر الماضيين ، وأكد المتظاهرون رفضهم استمرار حكم العسكر وهوما عبروا عنه في هتافاتهم التي دعوا فيها إلي تسليم ونقل السلطة إلي المدنيين.. مع تأكيد تقديرهم لجيش مصر من خلال ملصقات رفعوها ووضعوها علي ملابسهم تؤكد أن شعب مصر وجيشه كل لا ينفصم. وقد مرت الساعات الأولي منذ بدء المسيرات وحتي الاحتشاد بمنطقة الممر بسلام وسط غياب كامل لكل صور التواجد الأمني سواء من الشرطة أووحدات التأمين التابعة للقوات المسلحة ، والتي كانت قد انسحبت قبل نحو عشرة أيام من مناطق تمركزها بمحيط كل المنشآت الحيوية في المدينة.. باستثناء مبني الإرشاد المقر الرئيسي لهيئة قناة السويس.. الذي فرضت وحدات عسكرية سياجاً أمنياً منيعاً بمحيطه. وكان الأسبوع الماضي قد شهد تحركاً واسعاً من جانب عناصر الحركات والائتلافات الثورية والنشطاء خارجها ، وعناصر من الأحزاب للتنسيق فيما بينها علي تفاصيل التحرك خلال يوم 25 يناير حيث جري الاتفاق علي مسارات المظاهرات الثلاث التي التحمت بميدان الحرية (الممر) الذي شهد بداية إنطلاق مظاهرات يناير من العام الماضي.. ، كما اتفقوا علي تنظيم لجان شعبية لتولي تأمين المسيرات والمظاهرات ومنع إندساس أي عناصر مسيئة للثورة والثوار.. ولتأمين بعض المنشآت الحيوية والمرافق العامة.. خشية استهداف المندسين لها وهوما جري تفعيله يوم أمس.